إنّه الجوع إذن

إنّه الجوع إذن
الصادق المهدي الشريف
[email protected]
?خبر صغير ومنزوي بصحيفة التيار أمس الإثنين يمكن أن يؤدي الى تغيير نمط وشكل العلاقات الدولية القائمة الآن… لو صدقت تفاصيله.
?الخبر أرسله مراسل التيار المثابر بالقضارف الزميل حسن محمد على ونَسَبَهُ الى مدير إسكان اللاجئين بالولاية.
?يقول الخبر أنّ برنامج الغذاء العالمي بصدد رفع يده عن تقديم الغذاء للاجئين في ولاية القضارف بالصورة القديمة المتعارف عليها.
?وأنّهُ بصدد قصر خدماته على الأطفال ( دون سنِّ الثامنة عشر) والعجزة والمسنين.
?السبب هو أنّ برنامج الغذاء العالمي (وهو بمثابة وزارة الأمن الغذائي في الأمم المتحدة) لم يعد يتلقى التمويل المطلوب من المانحين.
?والمانحون بالطبع يمرون بفترة عصيبة بعد أزمة الإئتمان العالمية، التي فقد فيها العالم حوالي 2.2 تريليون دولار (قالوا كده!!!).
?ولكن كانت الدول تتواضع وفق إتفاق وميثاق مكتوب ومُبرم ومودعٌ في أممها المتحدة، نشأت على أساس هذا الميثاق (المفوضية السامية لشئون اللاجئين) والتي اقرت حقِّ اللاجئين في التحرك من دولتهم الى دولة أخرى لاسباب معقولة ومقبولة دولياً، دون أن تعترضهم حكومة الدولة التي إنتقلوا إليها.
?لكن معاشهم ليس على الدولة المضيفة… بل على الأمم المتحدة عبر المفوضية السامية التي تنسق لهم مع برنامج الغذاء العالمي ليمدهم بما يحتاجونه من طعام (وسعرات حرارية كافية) يومياً.
?وليس من حقّ الدولة المضيفة أن ترفض إستقبال اللاجئين، ولا ينبغي لها، لأنّ رفضها سوف يعرضها لعقوبات متعددة، اقلها حرمان تلك الدولة من المساعدات التي تقدمها منظمات الأمم المتحدة الأخرى في مجالات التنمية والسكان والطفولة… و… و…
?واللاجئون يمثلون تهديداً إجتماعياً وأخلاقياً، بحكم إنتقال مجموعات كبيرة من السُكان ذات أخلاق وعادات مختلفة… ومن حق الدولة المضيفة أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بحفظ نسيجها الإجتماعي دون أن ترفض دخول القادمين.
?ولو قالت (الأمم المتحدة ? مفوضية اللاجئين) منذ البدء أنّ على الدول المضيف إطعام اللاجئين والنازحين الذين يصلون الى اراضيها… لما فتحت أيِّ دولة حدودها لتستقبل لاجئاً أو نازحاً، ولمات أولئك على الحدود.
?وعلى هذا ستواجه حكومة القضارف وضعاً ليس من صنع يدها، وله من التداعيات الإجتماعية والجنائية ما (قد) تعجز عن معالجته بمفردها.
?فاللاجئي الجائع (ما فوق ال 18 عاماً) لن يجلس بالمعسكر ينتظر حتفهُ بل سيخرج ليبحث لنفسه عن طام بالطرق النظيفة ثُمّ غير النظيفة… و(قد) يخرج على الناس شاهراً سيفه.
?هذا على المستوى الآني… أمّا مقبل الايام فسوف تشهد تمرد الدول على المفوضية السامية وعلى الأمم المتحدة إذا نفذ برنامج الغذاء إضرابه عن إطعام اللاجئين، ولن تستضيف أيّ دولة لاجئاً واحداً لا يحمل زاده على كتفه، خاصة الدول الأفريقية التي لا تستطيع إطعام مواطنيها… دعك من اللاجئين.
التيار