مقالات متنوعة

لا بُد من بكية..!!

من الاشياء التي استعصت على الافراد و الانظمة و لم يستطيعوا لها سبيلا و لم يتمكنوا من فك شفرتها الى الان , هو كيفية الحصول على القبول لدى عامة الشعب و لدى المواطن البسيط و ليس الصفوي او النخبوي او ابناء الانظمة و بناتها من الابرار و العاقين و لا تزال تلك المشكلة قائمة الى الان!

فانه يمكن لاي وزارة او هيئة او اذاعة حكومية ان تنصب من تشاء ملكا للشعراء و من تريد اميرة للشعر و تطلق الالقاب على عواهنها و لكن لن يستطيع مرسوم او قرار حكومي ان يجعلك ملكا متوجا على قلوب الجماهير و قلب الشعب الصامد و المغلوب على امره و ﻟﻠﻪ في اهلنا امور ! وكم راينا من شعراء و شاعرات ممن رضعوا من ثدي السلطة و قالوا شعرهم ذاك بعد ان اصابتهم التخمة من السفريات و الرحلات بسبب و بدون سبب‘ و المشاركات الضاربة باسم السودان المسكين بهتانا و زورا,و النثرييات وفتحت امامهم اجهزة الاعلام كشعراء و منتجين ومقدمي برامج و مخرجين و حتى ممثلين , بل و تم فرضهم على العامة بمناسبة و بغير مناسبة لعمل غسيل مخ شعري و ارواء و اشباع بصري وسمعي بصورة جبرية و قهرية و لكن خاب فالهم و صدق فيهم قول سيدي اويس القرني رحمه الله : (النائحة الثكلى ليست كامستاجرة).

ونتحدى اي جهة ان تقوم بعمل عينة عشوائية من اي شارع تختاره لمجموعة من المواطنين وتسالهم عن بيت شعر واحد لاولئك الشعراء والشاعرات الرسميات و لن ياتوا به و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا!.

بل دعونا نمعن في التحدي اكثر لنسالهم عن اسم الشاعر نفسه و عن اسم الشاعرة ذاتها و لن يجيبوا الا مكاء و تصدية! لان الشعر الحقيقي و الاحساس الصادق هو ما يمكث في الارض‘ اما شعراء الهتافات و الدفع المقدم و القصائد المصنوعة فيذهبون جفاء و هباء منثورا.

وعلى النقيض من ذلك ياتي شاعر بسيط,محارب,مدفوع بالابواب ان استاذن لم يؤذن له و ان شفع لم يشفع و هو يقول: ريانة منشرحه هدم قدم يصبح في لمحة كم طرحه لابد من تكيه لابد من بكيه لابد من غمدة لا بد من سرحة انعم بها اما بين العمل و البيت يا مرحى يا مرحى و نراه يقضى ايامه بين المنافي و السجون و غياهب المعتقلات منشدا مترنما و مغنيا

كغناء بروميثيوسس:

تعالي تعالي
نتماسك على الروعة
و نتجاسر على اللوعة
و نتقاسم سوا الهجره الطويل مشوارا و الهجعة

و يعاني ما يعاني من جحيم المعتقلات والمرض و استنشاق سموم الزنازين و سمها الزعاف‘ لياتي الشعر ما بين الالم و الصمود و الامل و الخلود و ينتشر ما بين القضبان ليحمله النسيم والهمبريب:

عما قريب نفتح شبابيك الحبيب و الحال بيطيب
لو درتا زول تلقاهو في لا في السجن لا مختفي

ليتغلغل شلال شعره منسابا عبر المسام دون املاء و دون اجبار وبلا قهر و بلا قيود, ليمشي شعره بين الركبان كنيل بلادي و كشمس بلادي و كتراب بلادي في الزمن المكندك و الحزن الاضافي و نراه يمتلك القوافي و يطوع الزمن و ان جعلوه مافي!

لقد مضى شاعر الشعب الحقيقي لعالم العدل وترك خلفه الشعراء المزيفون في عالم الظلمات ولكنه فتح بابا لن يسد , ووداعا يا من قال:

افتح بابك امن تب زي ما النهر بيلقى مصب
واي حمامة بتلقى الحب!

وحتما سنجد ما نبحث عنه و ان طال الزمن..

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..