قوق الإنسان في تلعالم العربي بين الإنتهكات و تضميد الجراح

في ظل الظرف الإستثنائي الذي يمر به الإنسان العربي المجروح في كرامته و إنسانيته إنعقد بدوحة قطر مؤتمر ( دور المفوضية السامية لحقوق الإنسان في المنطقة العربية) في الفترة من 13-14 يناير الحالي من أجل تضميد جراح المنطقة العربية التي تنزف دماً أُريق في ساحات دمشق و عدن و طرابس الليبية و غيرها من الأمصار العربية.

ملتقى المفوضية السامية بالدوحة انصهرت فيه خبرات وتبلورت منه أفكار .. وعززت به مناهج وقيم.. وابتكرت عبره آليات وطرق .. لترفع من كرامة الإنسان .. وتحقق حقوقه.. وتصون انسانيته..

هكذا .. طابقت النتيجة الهدف .. هدفٌ أريد منه ترجمة مواثيق وقوانين حقوق الإنسان إلى برنامج عمل تشاركي فاعل يضم كل مكونات المجتمع حكوميها ومدنيها في المنطقة العربية ..

هدف رسمت معالمه بوضوح .. ووضعت خططه بعناية .. وبذلت في سبيل انجاحه جهود جبارة .. مخلصة .. مدركة لأهمية الهدف .. وأثره على مسيرة البشرية جمعاء .. والأمة العربية والإسلامية على وجه الخصوص. ّ
وكعادة قطر في مبادراتها المشهودة من أجل الإنسانية واحياء الضمير ومد يد العون .. فلم تالوا اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية جهدا إلا وبذلته بسخاء في تنزيل منهج يؤمن به الضمير الإنساني .. في أن يعيش الإنسان معززا مكرما .. مرفوع الجبين بحقوقه وحريته ..

لقد حظي المؤتمر في سابقة فريدة بحضور أكثر من 250 مشاركا من عدد من المنظمات الإقليمية وممثلين لدول عربية ومنظمات حقوقية بجانب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التي شاركت بمفوضها السامي زيد بن رعد بن الحسين و تداول الجميع أفضل الممارسات والتوقعات لمختلف الجهات المعنية فيما يتعلق بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في المنطقة العربية، كما تم مناقشة أسس العمل وأولويات المفوضية في المنطقة والدفع قدما بالإصلاحات الهيكلية التي من شأنها تعزيز حماية حقوق الإنسان .
استعرض المؤتمر العديد من أوراق العمل في خمسة ورش عمل على مدى يومين من قبل ممثلين وخبراء من المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات الإقليمية من المنطقة العربية وخبراء مختصين في حقوق الإنسان،

وتمت مناقشة مدى استجابة المنظومة الدولية لحقوق الإنسان بمكوناتها الفنية والتنظيمية لتعزيز واحترام حقوق الإنسان في المنطقة العربية، وعرض حالة التعاون بين الدول العربية وآليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وتبادل الخبرات والممارسات الأنجع والسعي إلى إيجاد آلية فهم مشترك حول بعض الاولويات المواضيعية لحقوق الإنسان في المنطقة ،بما في ذلك حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتثقيف في مجال حقوق الإنسان ومعالجة اشكاليات حقوق الانسان الأساسية في المنطقة في سياق الحروب والصراعات.

لقد خرج المؤتمر الإقليمي لدور المفوضية السامية لحقوق الإنسان في المنطقة العربية الذي عقد في الدوحة بجملة توصيات ركزت على زيادة التنسيق والتعاون بين المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان والمفوضية وحكومات الدول العربية .

ونص البيان الختامي على دعوة الحكومات العربية إلى ضرورة انشاء آليات وطنية مستقلة لرصد حالات خطاب الكراهية والتطرف كما دعى البيان الحكومات إلى ضـمان إسـناد ولايـة واسـعة النطاق للمؤسسـات الوطنيـة لحقوق الانسان لحماية جميع حقوق الانسان وتعزيزهـا. وحث المؤتمرون الدول غير المنضمة للاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان على الانضمام ورفع تحفظاتها.

وأكد المشاركون في ختام المؤتمر على ضرورة التفاعل الهادف من جانب دول المنطقة والمؤسسات الوطنية لحقوق الانسان والمجتمع المدني والتعاون فيما بينهم مع المفوضية السامية، مع إيلاء اهتمام خاص لوضع وتمثيل الفئات التي تعاني من التمييز أو الإقصاء، باعتبار أنه أمر أساسي لنجاح دور المفوضية السامية في تعزيز وحماية حقوق الإنسان في المنطقة العربية بحسب نص البيان.

ودعا البيان الختامي للمؤتمرالمفوضية السامية لزيادة دعمها لحماية وتعزيز حقوق الإنسان للجهات الفاعلة في المجتمع المدني وفي جميع أنحاء المنطقة و إشراكها في برامج الامم المتحدة لحقوق الإنسان والعمل على جبر الضرر لضحايا انتهاكات حقوق الانسان عند صياغة برامج او اقرار تشريعات لحقوق الإنسان ، وايلاء المزيد من العناية لإشراك ضحايا انتهاكات حقوق الانسان في اعداد وتنفيذ برامجها على المستوى الوطني والإقليمي وإلى ضرورة حماية الاطفال والنساء واللاجئين والنازحين داخليا.

ووجهت المفوضية السامية والدول و المؤسسات الوطنية و المجتمع المدني في اختام أعمال المؤتمر إلى فتح آفاق جديدة لدعم انخراط المرأة والشباب في اعداد برامج التوعية والتثقيف ومنحهم المزيد من العناية في خطط عمل المفوضية والشركاء في المنطقة العربية.

لقد مثل المؤتمر لبنة أساس لمنهج جديد اوسع تشاركا وأكثر تفاعلا وأعمق فكرا واسلوبا في تطبيق وتعزيز وحماية حقوق الإنسان في المنطقة العربية ..

الصورة المرفقة: المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين و الصحفي بالأمم المتحدة طه يوسف حسن

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اخى العنوان هو مرآة المقال …
    عنوانك لا (طارد) … والخطأ (درابة)…
    لكن المقال قيم..
    ارجو ملاحظة ذلك تاليا ..
    شكرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..