الشيخ فرح.. حكاية الرجل الأسطورة

(1)
الشيخ فرح ودتكتوك.. تناول عدد من الكتاب والباحثين سيرته كلُ يتناوله من زاوية معينة، ولكن كل ما يجمع بين هولاء هو أنه عاش فى سنار فى زمن مملكة الفونج، وهو من قبيلة البطاحين، وهو من الشخصيات التي اختلطت فيها الأسطورة بالواقع في التراث الشفهي الشعبي. عاش في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين ? السابع عشر الميلادي، يحب العلم والعلماء، وقد اشتهر بين قومه بالحكمة، فكان الناس يتناقلون كلماته، ويشغفون بكل ما يأتي به من أقوال وحركات.
(2)
يحكى عنه أنه (نزل فى مرة فى حلبة الرقص حيث كان يوجد بعض من لعبت الخمر بعقولهم، فأخذوا يتصايحون ويرقصون فى صخب جامح، فتمنطق الشيخ فرح بعمامته، وأخذ يرقص معهم، فأقبل عليه بعض محبيه، يستفسرون عن السبب الذى جعله ينخرط فى مجاراة هذه الشلة الفاسدة وهو الشيخ المتصوف الورع، فأشار الشيخ فرح بأسلوبه الحكيم، اصغوا أيها الناس إلى موسيقاهم، وضربات نوباتهم كأنها تقول " كم كبت وكم تكب، وكم كبت وكم تكب." وهكذا أخذ الشيخ فرح يردد هذه الألفاظ، ويرقص على نغماتها، ولعل من هنا أتى المثل الشعبي الذي يردده (يغني المغني وكل يبكي على هواه)، وبمرور الزمن صار الشيخ فرح شخصية أسطورية، تنسب إليه كل كلمة صائبة وكل كلمة طريفة حتى ملأ صيته الآفاق، ولهجت الألسن فى كل بقعة من بقاع السودان بنوادره الطريفة، ومما لا شك فيه أن سبب شهرة الشيخ فرح هو نظراته الواقعية إلى الحياة، وفهمه العميق لنفسية الناس، كانوا يحيطون به في تلك الفترة، فكان بمثابة فيلسوف القرية، يعالج مشاكل الناس بروح واقعية ويستمد براهينه من الظروف والملابسات الملموسة لدى قومه.
(3)
يحكى أن جماعة من تجار العيش أتوا إلى الشيخ فرح يطلبون منه أن يبيعهم كمية من محصول السنة فأحسن الشيخ فرح استقبالهم ولكنه استشارهم فى أن يمهلوه حتى يأخذ برأي العيش!! فذهب إلى مطمورة العيش، وانحنى كمن يخاطب العيش ( يقول الخمري الداخرك لعمري، أتعشى بيك وأصبح مشتهيك؟؟)، يشير الدكتور عبد المجيد عابدين بأن هذه النادرة تدل على عام المجاعة، لأنه لم يعرف عن الشيخ أنه كان بخيلاً، ولكن قلة المحصول جعلته شديد الحرص، فالشيخ فرح يقول مثلاً:
بيتك لا تجيه من ليالى الحر
جاهد الأرض لأجل الملود تنكر
(4)
ولعل فهم الشيخ فرح العميق للحوادث، ونضج تجاربه الذاتية، ونظرته الصوفية إلى ظواهر الكون لعل هذه الأشياء خلقت منه مفكراً يسبق الحوادث بعقليته الفذة، ويرى ما لا يراه قومه حتى أنه أتى بتنبؤات لم تلبث أن تحقق بعضها، ومما ينسب إلى الشيخ فرح وتكتوك أنه قال فى زمن لم يستعمل فيه التليفون أو السكة الحديد، قال: (آخر الزمن السفر يبقى بالبيوت والكلام يبقى بالخيوط).
حذيفة محي الدين
صحيفة الحقيقة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم والله ياخالد مواضيع زي دي حلوة وجميلة وتذكرنا باصل السودان والذي اصبح في مهب الريح من ناحية الاصالة والتراث والزمن الجميل والمجاملة من غير نفاق وياحليل زمن اي طفل ماشي في الشارع يكون اي زول يمثل ابوه من ناحية العطف عليه وادبه والعناية به وكمان مصاريف (تعريفة)
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم والله ياخالد مواضيع زي دي حلوة وجميلة وتذكرنا باصل السودان والذي اصبح في مهب الريح من ناحية الاصالة والتراث والزمن الجميل والمجاملة من غير نفاق وياحليل زمن اي طفل ماشي في الشارع يكون اي زول يمثل ابوه من ناحية العطف عليه وادبه والعناية به وكمان مصاريف (تعريفة)
أنه الشيخ فرح التكتوك حلال المشبوك، وتكتوك لقب أطلق عليه وذلك لأن الجالسين معه كانوا يسمعون دقات قلبه أي أن قلبه كان (يتكتك).
موضوع شراء العيش كان نصيحة ولفت نظر للناس، فعندما جاءه مناديب السلطان طالبين منه ومن بقية الناس بيع عيشهم للدولة فى عام حل فيه القحط، طلب من المناديب أن يعاودوه غدا ليشاور العيش أمامهم، فالشيخ كان يهدف لعمل دراما مسرحية شهودها العديد من الناس وهم هدفه.
وفعلا تقاطر الناس على دار الشيخ في اليوم التالي ليروا بركات الشيخ في التحدث مع العيش.
وعندماأكتمل المسرح كما هدف الشيخ تحديث للعيش قائلا:-
يا العيش هاي يا العيش
هاي يا الخمري الداخرك لي عمري
يا البتغدي فيك
وأصبح مشتهيك
ثم صمت قليلا كأنه يسمع حديث من العيش ثم رفع رأسه قائلا للجمع لقد تحدث معى العيش ولكنكم لم تسمعوه، فصاحوا وماذا قال لك، فرد لقد تحدث العيش قائلا:-
أكان بعت نوم عينيك
أنا ما لي بيك
لقد أراد أن يعلم الناس كيف يتمسكون بحقوقهم وعدم التفريط فيها وبالذات أما السلاطين الجائرين.