مقالات سياسية

المجلس الانتقالى للمعارضة السودانية الجديدة!

المجلس الانتقالى للمعارضة السودانية الجديدة!

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

ثبت ووفقا لمعطيات الزمن الحالي في خلخلة الأنظمة القمعية ، أن العمل لانجاح ذلك لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها وفي ظل كساد موضة الانقلابات العسكرية التي ولى زمانها لاعتبارات كثيرة ، فارتكنت الشعوب التائقة للتغيير الى تحريك العمل السلمي ولو واجه عنفا ثمنه اعداد من الضحايا سواء شهداء يسقطون في ساحة المجد ليزيدوها عددا أو جرحي يوقدونها لهيبا .
بيد أن تلك التحركات الداخلية التي تبدأ بالململة من الضوائق المعيشية والملل من الكبت للحريات وخلافها من الأسباب التي تشعل نيران الشارع ، الا انها لا تكتمل الا بحراك دولي واقليمي لحصار النظام المخنوق داخليا لقطع الطريق علي محاولاته اليائسة لاستجلاب قطرات الدعم التي يمكن أن يبلل بها حلقه ليبقى حيا كالميت مما سيزيد من تفاقم معضلات الوطن ومواطنيه متي ما أكتسب النظام ولو عاما اخر أو حتى شهورا منه.
كما أن تملك الأصوات المعارضة لقناة اعلام كما اسلفنا اقتراحها مرارا بات عنصرا ملحا يتضافر مع انشطة المتعاملين مع مواقع التواصل الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية ، ويتّوج ذلك كله بتجميع عناصر المعارضة في نسختها الجديدة التي تتشكل من الوجوه المختلفة الهائمة في دروب الشتات ، لتعقد مؤتمرا شاملا على غرار ما فعلته المعارضة السورية التي لملمت أطرافها من باريس وهولندا وبلجيكا وتركيا ، وألفت مجلسا انتقاليا ، من شخصيات الفكر والأدب والسياسة البارزين والنافذين ويملكون القدرة على توحيد كلمة المعارضة في المهاجر لتلتحم بقوة مع الحراك الداخلي الذي يخلخل هياكل النظام وترتجف له ركب سدنته، ولعل تكوين هذا المجلس قد أزعج النظام في دمشق بصورة تجلّت في تصريحات مسئؤلي الحكومة باتخاذ اجراءت وصفوها بالصارمة ضد اية دولة تعترف حكومتها بهذا المجلس ، وذلك مؤشر الي شعور النظام بان المسألة اخذت بعدا عمليا يقوي من عضد الهبة الداخلية المستمرة منذ شهور
وهو ذات الاحساس الذي انتاب نظام على عبد الله صالح ، حينما شكّل منح الناشطة السياسية وعضو المجلس الانتقالي السيدة / توكل كرمان ، جائزة نوبل للسلام اعترافا ضمنيا بذلك المجلس وتعويل العالم عليه كبديل شرعي لنظام صالح التي احترقت ورقته في نار عناده .
اذن نحن لن نتقدم خطوة الى الامام في دفع حائط نظام الانقاذ المشقق الى السقوط النهائي وفي سياق يأس الشعب من معارضة الأحزاب الداخلية التي أنهكها الخرف وأصابها الزهايمر وأبلى خلايا تفكيرها السياسي وأرهق قدرتها على الحركة ، الا اذا فكرنا في التحرك من خلال المحاور التي سلف ذكرها ، ليكون لنا صوت خارجي مسموع تستوحي من اعلاه لاكتساب شرعية نستقطب بها الدعم لتحريك عجلات شعبنا التي ثقبها الاحباط ، وننطلق بها الى تغيير دونه لن نجد طريقا لسلامة وطننا المهدد من قبل عصابة لن تتواني عن بيع البقية الباقية منه ، لتبقي هي على تلة خرابه ، لازهاق ما تبقي من كرامة شعبه الأبي.
حماه الله ..
انه المستعان ..
وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. لا اعرف شعباً يهتم بأمر السياسة والشأن العام مثل الشعب السوداني ، وهو شعب متحد الرؤية والمزاج ، تجمعه مشاعر واحدة حيال المذيع عمر الجزلي و اللواء جمارك صلاح الخروف وعلي كرتي ومحمد احمد محجوب ، فالاكثرية من ابناء هذا الوطن يتفقون حول قضايا الوطن ويتشاركون الحلم بالمستقبل ، ومع ذلك ، لا يوجد وعاء سياسي (حزب) يجمع بين تلك الاكثرية ، وهي اكثرية لا تستطيع تعريف انتمائهما السياسي الاٌ عن طريق الاستبعاد ( Elimination) ، أي ، استبعاد الانتماء للاحزاب الاخرى ، فليس هناك ثمة تعريف ايجابي يوضح حالتها ، وطريقة الاستبعاد تعد احدى ضروب الطب لا السياسة ، فالطبيب يتوصل لحقيقة المرض باستبعاد الامراض الاخرى التي تتشارك في اعراضها مع حالة مريضه ، ومثل هذا الحال يطلق على اصحابه في دنيا السياسة اسم (الاغلبية الصامتة) .
    هذه الاغلبية الصامتة ، ظلت تحكمها – منذ الأذل – (الاقلية الصائحة) ، دون ان تتمكن الاغلبية الصامتة من المشاركة في الحكم ، أو وصول صوتها للبرلمان أو الحكومة ، ذلك لأنها – وببساطة – ليس لديها وعاء سياسي (حزب) يجمعها ، والاغلبية الصامتة تتفق فيما بينها على جملة مبادئ ليس حولها خلاف : شفافية وطهارة الحكم ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين ، سيادة حكم القانون والفصل بين السلطات ، التبادل السلمي للسلطة ، المواطنة كأساس للمساواة في الحقوق والواجبات.
    الاغلبية الصامتة ، هي التي تكتوي اليوم بنيران الحكم الانقاذي بأكثر من غيرها ، فالاحزاب السياسية الاخرى تعرف كيف تشق طريقها لتعيش في اوقات الظلام ، و لا اعتقد ان مثل هذا الوقت مناسب لأن ننبش في سيرة تلك الاحزاب ، فمثل هذا المنحى لا يفيد منه سوى من يجلس على رقابنا الآن ، والحري ، ليس هناك ما يمكن ان نضيفه في هذا الخصوص ، فالحال يغني عن شرحه ، فلا يكاد المرء يدرك الحدود الفاصلة بين تلك الاحزاب والحكومة القائمة (يتزامن مع نشر هذا المقال عقد الحزب الاتحادي الديمقراطي فرع الدقير لمؤتمره العام تحت رعاية المشير البشير).
    تجربة الانتخابات الديمقراطية التي جرت بالبلاد عقب الاستقلال وعقب ثورتي اكتوبر 1964 وابريل 1985 ، كشفت عن عورة الاغلبية الصامتة ، حينما لم تجد صندوقاً من صناديق الانتخابات لتدلي فيه بصوتها ، فتطوعت بأصواتها ? بالاعارة والتسليف ? للاحزاب الاخرى دون أن يكونوا منتمين اليها ، او تكون لديهم قناعة بمقدرتها على تحقيق طموحها السياسي في بناء الوطن .
    لا يوجد سبب منطقي – او حتى غير منطقي – يجعل الاغلبية الصامتة غير قادرة على انشاء حزب سياسي يوحد الاصوات من اجل احداث التغيير المنشود ، واللحاق بانقاذ ما تبقى من الوطن من هذا العبث ، وذلك على الرغم من المحاولات المتكررة بواسطة عدد من ابناء الوطن الشرفاء الذين حملوا لواء المبادرة ، وآخرهم المناضل الكبير والوطني الغيور الاستاذ علي محمود حسنين الذي بادر بتأسيس (الجبهة الوطنية العريضة) مع بعض الشرفاء من ابناء الوطن ، وفي تقديري أن الجبهة العريضة كان يمكن ان يكتب لها النجاح في تحقيق اهدافها ، لولا سببين نوجزهما في اختصار ، اولهما : انها نشأت خارج حدود الوطن ، مما جعل من الصعب ? عملياً ? تواصل قياداتها مع جماهير الشعب ، وثانيهما ، تعجل قيادة الحزب في طرح مسائل خلافية في مستهل نشأة الحزب (علاقة الدين بالدولة) ، اسهمت في حدوث انشقاقات واتهامات متبادلة بين قيادات الحزب .
    في تقديري ، ان أول فرصة (حقيقية) سنحت لخلق (حزب) سياسي يجمع اهل السودان ، ولدت على يد استاذ القانون والسياسي النزيه الدكتور محمد يوسف ابوحريرة ، فاباحريرة كان وزيراً للتجارة ونائباً بالجمعية التأسيسية عن الحزب الاتحادي الديمقراطي ، ابان الحقبة الديمقراطية التي اعقبت ثورة ابريل 1985، وقد تسببت جملة قرارات اتخذها بصفته الوزارية في صالح المواطنين لتعرضه لغضب وهجوم اقطاب حزبه من التجار ، فأزعنت قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي لضغوط التجار ، واعربت عن وقوفها الى جانب التجار وتخليها عن أبا حريرة ، ثم ازداد عليه الهجوم اثر تقديمه لمذكرة لمجلس الوزراء حوت اتهامات صريحة في حق مبارك الفاضل الذي كان يشغل منصب وزير الصناعة ، قابلها رئيس الوزراء (الصادق المهدي) بسخرية في غير موضعها حين قال : (أبوحريرة شمٌ شطٌه فعطس) ، ويقصد أن عليه ان يبتعد عن منطقة الاشواك ، فأدرك ابوحريرة أنه يقود ? لوحده ? معركة خاسرة ضد حزبين ، فتقدم باستقالته من الوزارة.
    شهدت تلك الفترة اول تجمع تلقائي ل (الاغلبية الصامتة) ، حيث وقفت كل القوى الحديثة والنقابية بقوة خلف الدكتور ابوحريرة ، وتدافع جمهور العاصمة لحضور الندوة السياسية التي اقامها ابوحريرة بدار المهندس بالعمارات، التي اوضح فيها ما يدور في دهاليز الحكم من صراع وفساد ، وقد برزت في تلك الفترة اصوات تنادي بميلاد حزب سياسي بقيادة الدكتور ابوحريرة ، بيد أن أبا حريرة لم يشأ أن يضع نفسه في مرمى الاتهام بتضخيم الذات.
    في تقديري ، ان الفرصة لا تزال سانحة لأن تقوم الاغلبية الصامتة بانشاء تنظيم سياسي يجمع بين من يعرٌفون عن طريق الاسبعاد ، فلا ينبغي ترك الساحة السياسية والجلوس في مساطب المتفرجين ، ولا بد من وجود قيادة ذات سمعة طاهرة وايدي نظيفة وفكر ثاقب وتجرد ونكران ذات من داخل الوطن لتقوم برعاية ميلاد هذا التنظيم ، ليلحق بالوطن وينتشله من الدرك السحيق الذي ينحدر اليه ، انه حزب المستقبل المشرق فلماذا لا تقودنا يا دكتور ابوحريرة ؟؟

  2. نعم القناة الفضائية مهمة لمواجهة آلة الإعلام التي سخرها الإنقاذ من قنوات فضائية حكومية وخاصة وصحف والمعلوم أن المريء والمسموع أقوى تأثيراً لفضح هذا النظام المجرم والمتدثر بثوب الدين زوراً .
    والمجلس الإنتقالي يمكن للمستقلين أن يتجاوزا الأحزاب وإن كانت مشاركة الأحزاب ضرورية في هذه المرحلة لتكاتف الجهود .

  3. والله من المشروع انو المعارضة تطالب بأسقاط اوتغيير النظام لكن من غير المشروع ان يتم ذلك بدعم من الدول الغربية

  4. مجلس وطني انتقالي برئاسة الحلو ومناوي نائبا له وشباب الاحزاب السياسية هو الحل اما القناة فموضوعها ساهل هوتاجير فضائية ان شا الله في غرفة ومذيع ومذيعة متطوعين وما شرط نصرف عليهم الملايين للمكياج والذي منو ستكون وجوه تحمل الملامح السودانية الاصيلة

  5. اثنى على اقتراح الاخ زاكى الدين وهو يعتبر المخرج الوحيد لحلحلة قضايانا مع النظام والتخلص من اسطورة البديل منو التى زرعتها الة اعلام الانقاذ … ليتقدم د. ابوحريرة او احد الشرفاء وسيتوالى الجمع حتى من داخل الاحزاب لشبابها وعقلائها ….

  6. استاذنا برقاوى

    نعم هذه هى الحلول العملية والخطوات الجادة. فلابد من السعى والضرب بالاقلام وشح مدادها للوصول لجعا هذه الفكرة حقيقة. بارك الله فيك

    هناك شئ مهم جدا فى الموضوع كله: هؤلاء الطغمة تحاول ان تنال رضى الغرب ودول الجوار حتى اسرائيل نفسها بالانبطاح او عطاءات الابقار او اى تنازلات وهذا كله لقطع الطريق على الغير من ان لا يحدث هذا وان حدث فلا يمكن ان يكون هناك اعتراف بسبب علاقاتهم ومصالح تلك الدول معهم
    نلاحظ كيف اعطى المجلس الانتقالى فى ليبيا ضمانات للغرب بالاستثمارات الثقيلة على المدى البعيد فى كل المجالات فبعدها لاحظنا كيف انهمرت الاعترافات بالمجلس الانتقالى الليبى

    على كل: المجتمع الدولى رقم فى صناعة التغيير بتشكيله ورقة ضغط خارجية ولكن لن تجدى هذه الورقة ان لم يكن هناك ضغط او حراك داخلى الذى ان كان قويا قد لا يحتاج حت للخارج فى تفوير وتغوير هذا النظام الى مزبلة التاريخ مسحوقا وليس ماسوفا عليه

  7. قيام مجلس وطنى ضرورة ملحة وهو الملاذ الوحيد نحو إنجاح أى تغيير مرتقب ولا بد من الاستفادة من تجارب الدول التى تندلع فيها الانتفاضات هذه الايام ،وكما راينا أن الثورة المصرية وقبلها التونسية قادتها كانوا شبابا ثاروا ضد أنظمتهم على مراحل ولم يكن ليخطر على بال أكثرهم تفائلا بأن ثورتهم أزالت تلكما النظامان والى الابد،وكما نرى هذا التعثر الواضح فى كلا البلدين،والانتفاضة الليبية رغم تداركها للخطاء ولكنها مهدده بإنقسامات ربما تكون خطيره بسبب محاولة هيمنة المتأسلمون على السلطة منذ وقت مبكر وكذلك الحال فى كل من اليمن وتونس00وطبعا بما أننا جربنا حكم المتأسلمون فلسنا فى حاجة الى تكرار التجرمة ولذا لابد من إنشاء مجلس وطنى من الان ودعوة الشخصيات التى ذكرها الاستاذ/برقاوى مهمتها وضع دستور بواسطة قانونيين يكون من اوائل مهامها الغاء قوانين سبتمبر ،والتاكيد على مدنية الدولة السودانية بمادة واضحة وجلية ،ووضع ترتيبات المرحلة القادمة واهمها عرض الستور الجديد المتوقع للتصويت عليه من قبل الشعب ،ثم انتخاب رئيس للحمهورية المحدد المدة والصلاحيات ثم إنتخاب البرلمان ،وفى حال سقوط النظام بحول الله ينبغى ان يتولى المجلس الوطنى بكامل هيئته إدارة شئون البلاد بشكل مؤقت ومدتها تكون محدده ويجب ان تكون لها كافة الصلاحيات فى عزل من تراه من ازلام النظام القائم الان 0

  8. نعم للمجلس الانتقالى

    والتتوحد كل قوى المعارضه والحركات

    وخائن كل من لاينتطوى تحت لواء المجلس

    نعم للحريه

    نعم للكرامه

    نعم لدولة المواطنه

    نعم لدولة الديمقراطيه والعداله والمساواه

  9. انة ليس راي انا ولكنة مقال نقلتة للاستاذ سيف الدولة حمدنا الله عبد القادرة من صحيفة حريات

    حزب المستقبل …. لماذا لا تقودنا يا دكتور ابوحريرة !! .. بقلم: سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر

  10. لقد أصبت يا استاذ فيما ذهبت إليه عن ضرورة تواجد قناة تلفزيونية تعكس رأي المعارضة وكذلك تشكيل مجلس وطني انتقالي ، وهو ما ظللنا ننادي به منذ أمد بعيد ،ونأمل ان تتضافر جهودنا لتحقيق ذلك في القريب العاجل بعون الله .

  11. نحتاج إلى عمل (تنسيقيات نشطة) في الداخل أولاً… فلم ننجح في ذلك حتى الآن لعدة أسباب، أولها هاجس (الرقابة الصارمة) على هواتفنا ، وهو أمر كشفناه لغباء فيهم، لكن (مقدور عليه).. نحن ما زلنا في مرحلة ترسيخ ــ ليس توسيع ــ دائرة الكفر الصميم بعصابة البشير عبر حقائق تغيب على البعض.. وهذا البعض مهم، إذا استدركنا أنهم كانوا جزءاً من منظومة التابعين (المخدوعين) في النظام..!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..