وداعاً !

دائماً ما تقتضي ظروف الحياة وأحداثها أن يفارق الإنسان من يحب، وهذه هي سنة الحياة التي ترفض السير على وتيرة واحدة فيحدث الملل وتتجمد الحياة دون مستجدات تغريها بالاستمرار لإحداث التغيير الإيجابي. وما حدث لي أن فارقت «الإنتباهة» وقراءها الكرام أمر كان يمكن تفاديه في دقائق معدودة، ولكن عدم الحزم والجدية في الإدارة العليا للصحيفة فقد تعاملت مع الحدث بعفوية وسوء تقدير اعتماداً على علاقتي الشخصية بكل منهم، والتي تاجها الاحترام المتبادل قبل وإبان وبعد الأزمة التي و ضعتُ حلاً نهائياً لها بنفسي، وفي ذهني ان هذا الحل هو الذي سيحافظ على العلاقات الأخرى بيننا واستمرار الاحترام بيننا..!!
الإخوة في قيادة صحيفة «الإنتباهة»، إن فراقي لكم ليس كذلك النوع من الفراق الذي يقطع العلاقات الانسانية الأخرى، رغم أنني لن التقي معكم في باحة «الإنتباهة»، فذلك باب بالنسبة لي أوصد للابد فصفائحها بالنسبة لي اضحت كظهر أمي لن يجدني أحد فيها، ولن أتناول «الإنتباهة» من قريب أو بعيد على صفحات إصدارة أخرى إن كتب لي أن أواصل مسيرة الكتابة في إصدارة أخرى..!!
ما كنت يوماً أظن أن الأمر بيني وبين «الإنتباهة» سيدفعني إلى العزوف عنها لحد البين، ولكن تعرف ادارة الصحيفة بدءاً برئيس التحرير وانتهاءً برئيس مجلس الادارة، لم تكن على القدر المطلوب والحنكة الادارية التي تلزم الصغار والكبار احترام بعضهم البعض. وعموماً هذا أمر حسمته بالنسبة لي بالابتعاد عن الوسط الذي كرهت التعايش معه وفيه، فأي بيئة عمل يعمل فيها من كرهها ويضع الاسباب الواهية للاستمرار فيها فهذارجل لا يحترم نفسه فكيف يطالب الآخرين باحترامه.
الإخوة العاملون بـ«الإنتباهة» بدءاً من مدير التحرير وما دونه لكم تحياتي وجليل احترامي وإن فراقي لكم سيكون عصياً على النفس ولكنه رغم انه فراق لا لقاء بعده إلا أنه فراق كفراق الرجل الصالح مع موسى عليه السلام، وكان فراقهما ليس لخلاف في العقيدة بل فراق بعد تصحيحها وهو فراق زاد موسى عليه السلام إيماناً وصحح وبين له ما كان خافياً عليه. افارقكم إخوتي فراقاً لا عن خلاف إنما عن اتفاق، وقد علمنا بعضنا البعض واعترف لكم انني حتى من الاحاديث التي نعتبرها مجرد ونسة استخلصت منها الكثير من مقالات نالت إعجاب الكثيرين، الاخوة الكرام افارقكم وانا اكثر حباً واحتراماً لكم، ولن تعكر جملة صبيانية غير مسؤولة من أحدكم صفو الاحترام والتقدير الذي أكنه لكم.. أطيب الأمنيات لكم جميعاً بما في ذلك الذي تصرف ذلك التصرف الصبياني تجاهي، آملاً أن تصقله التجربة فهو في سن أبنائي الذين عطروا حياتي بأحفاد بلغ عددهم السبعة، له مني التحية والامنيات بالنجاح، الذي لا يقبل إلا المتواضعين..!!
اما الاخوة القراء فانتم الرصيد الذي اعتز به دوماً فانتم بالنسبة لي كنز لا يفنى وهو دائماً الكنز الذي ينمو ولا ينقص فأنتم الرصيد الذي لا تؤثر فيه الازمة المالية العالمية ولا ازمة الدولار في السودان الذي انحدرت عملته إلى درك سحيق، فانتم الرصيد الذي لا تؤثر فيه ضربات الازمات بل انتم الرصيد الذي يهزم هذه الازمات.
الاخوة الاعزاء سألتقي معكم إن شاء الله على صفحات إصدارة أخرى إن شاء الله بعد أخذ قسط من الراحة لن يطول إن شاء الله.
ودمتم
أخوكم أبداً
د.هاشم حسين بابكر
[email][email protected][/email]
يا دكتور انت من الاول مشيت ليهم ليه فى زول يمشى يقعد فى النجاسه وكمان مع اسحق فضل الله اعوذ بالله كما يقول ابننا شبونه مع احترامى لك يا دكتور
قال الشاعر الفذ الهادى ادم رحمه الله
هكذا بلادى كلما ذر شارق فى الافق لم يعدم من الدهر راميا
لك الله استاذنا العزيز دكتور هاشم ولله درك ليس مكانك هذا البلد الذى نزعوا منناحبه نزعا وتركونا بداخله بلا اوطان
قال الشاعر الفذ الهادى ادم رحمه الله
هكذا بلادى كلما ذر شارق فى الافق لم يعدم من الدهر راميا
لك الله استاذنا العزيز دكتور هاشم ولله درك ليس مكانك هذا البلد الذى نزعوا منناحبه نزعا وتركونا بداخله بلا اوطان