مقالات وآراء

(إهداءات للقارئ).. سطور في الرحمة

* بالرحمة تتعلَّى ذواتنا وتستكين بلطف الرحيم الذي ميزنا نحن البشر بعقل يرحمنا بالمراجعات والتأملات؛ كلما وسوس لنا (شيطان القسوة)!

* يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).. وقال: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).

* يحثنا صلى الله عليه وسلم في هذا السبيل عبر أحاديث تنوعت وتلاقت في عروة البر؛ منها قوله: (افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله؛ فإن لله نفحات من رحمته؛ يصيب بها من يشاء من عباده).

* قال شاعر عربي:

صنعُ الجميلِ وفعلُ الخيرِ إن أُثِرا

أبقى وأَحمَد أَعمال الفتى أَثرا

بل لستُ أَفهم معنى للحياة سوى

عن الضعيفِ وإنقاذ الذي عثرا

والناس ما لم يواسوا بعضهم فهمُ

كالسائماتِ وإن سمَّيتهم بشرا

إن كان قلبك لم تعطفه عاطفةٌ

على المساكين فاستبدلْ به حجرا

* وقال أبو العتاهية: (لا تمشْ في الناس إلّا رحمة لهم.. ولا تعاملهم إلّا بإنصاف).

* من التعبيرات المضيئة عن الرحمة ما خطه الدكتور مصطفى محمود: (الرحمة أعمق من الحب وأصفى وأطهر، فيها الحب؛ وفيها التضحية؛ وفيها إنكار الذات؛ وفيها التسامح؛ وفيها العطف؛ وفيها العفو؛ وفيها الكرم.. كلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية، وقليل منا هم القادرون على الرحمة).. وبعمقٍ في ذات الموضع يقول: (من دلائل عظمة القرآن وإعجازه أنه حينما ذكر الزواج لم يذكر الحب وإنما ذكر المودة والرحمة والسكن.. سكن النفوس بعضها إلى بعض وراحة النفوس بعضها إلى بعض.. الخ).

* قال الحسن البصري: (يا ابن آدم إنك ناظر إلى عملك غداً يوزن خيره وشره فلا تحقرن من الخير شيئاً وإن صغر؛ فإنك إذا رأيته سرَّك مكانه، ولا تحقرن من الشر شيئاً فإنك إذا رأيته ساءك مكانه؛ فإياك ومحقرات الذنوب).

* ويُنسب للإمام علي كرّم الله وجهه: (ألا إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من عذاب الله.. الخ).

* ومن الكلمات الخالدة للروائي الكبير تولستوي: (على الإنسان أن يكون رحيماً لأن الرحمة تؤلف بين البشر؛ وأن يكون أديباً لأن الأدب يوحِّد القلوب المتنافرة ويطهرها من جراثيم الطمع والأنانية).

* أكاد لا أجد تشبيهاً جامعاً بين الخير والرحمة أقرب مما يجمع الوردة بالرحيق.. وقد كان صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في هذا (المَجْمَع) الفواح.. فمن الذي يغيب عنه نموذج سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه في المواقف التي تحكي هطال الخير والرحمة في شخصه الكريم؟! وأيّة سيرة للخير تمر فلا تُستهَلَ بالصحابة الكرام؟! إنها سيرة متناهية في العظمة؛ سارت بها الركبان وحفلت بها الأسفار.

* إن حقل الرحمة يطول القطف من ثماره.. وما أبهى الأوبة إليه.. فاللهم اجعلنا من الرحماء اللطفاء.

نقلاً عن الحراك السياسي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..