الخرطوم و(الخروف و الخريف)والعربات (براهاتمشى وتقيف)

الرجل المريض الذى حمله أبناؤه إلى بيت جارهم الطبيب الخريج لا يجد العلاج هناك ,علماً بأن جارهم الطبيب إجتهد ما بوسعه لمعرفة الداء إلا انه فشل فى ذلك ولما إستيأس نصحهم نصيحة غالية:(أبوكم ده أخير ودوهو لى دكتور عديل) وقطعاً فهو لم ينف (دكترته) أو ينسف خمس سنوات حسوماً من عمره فى دراسة الطب..لكن هى الحقيقة ما أشار به,وعلى نهج الطبيب الخريج ذاك تمضى معظم مؤسساتنا ان لم نقل كلها, فمؤسسات وإدارات مثل حماية المستهلك وشرطة المرور والمحليات السبع بولاية الخرطوم ووزارة الصحة ولاية الخرطوم ومجلس الصحافة والمطبوعات ووزارة الثقافة وقس على ذلك حماية المستهلك مثلاً لم نسمع انها حمت مستهلكاً من قبل وما تمضغه من تحذيرات وتنويهات بإمكان شامة بائعة الشاى فى ركنها القصى ذاك بأحد أزقة الخرطوم أن تقول مثله وتزيد ,بينما الطماطم فى جنونها ,والسوق فى إنفلاته والسلع المهربة ترتع فى أسواق الخرطوم التى وجدتها مرجاً والسلع المسرطنه كذلك والتى لا تصلح للإستخدام البشرى, يستخدمها البشر فى الخرطوم فيموتون (سمبلا),وكذلك المحليات السبع و(ذمتها) فلا ندرى لها دوراً واضحاً, فهى تتحصل رسومها على داير المليم بالرغم من تراكم النفايات بكل الحوارى والقرى والحضر وشوارع وأسواق الولاية وبرغم تدنى خدمات المواطن وإنعدامها فى معظم أيام السنة وبرغم (الجو الماطر والإعصار) لا تحفر مصرفاً او تفتح مجرى واحداً لتصريف مياه الأمطار علماً بأن المطر لم يطالبهم كما الفيتورى :(لا تحفروا لى قبراً) لم تطالبهم(لا تحفروا لى مصرفاً ولا مجرى..مثلى أنا لايرقد فى مجرى ) وما بين القوسين (كلام المطر فى الخرطوم) ويلف لفهم مجلس الصحافة والمطبوعات وهو فى جلسته هذى منذ أن تعلمنا (ألف ..باء تاء.. ثاء الصحافة) لا يحرك ساكناً لكنه وللامانة دوماً يستنكر تدخل جهاز الأمن فى سلطاته بإيقاف الصحف ومصادرتها.. (أذكروا محاسن مجالسكم) أما شرطة المرور فأمرها غريب ولا نعرف لها دوراً واضحاً فى إدارة العملية المرورية سوى حرصها على تحصيل رسوم المخالفات ,أما حركة المرور فهى تعمل ذاتياً, تختنق ثم تنفرج لتختنق مرات عديدة أثناء ساعات اليوم , والأعياد والمناسبات الدينية أكبر إمتحان لشرطة المرور والتى ترسب فيها موسمياً ولنبدأ من العشر الأواخر التى نحن فيها هذه الأيام ونستظل ببركاتها من شهر ذى الحجة الموافق عاشرها عيد الفداء,فلماذا لا يتم حلها بدلاً عن هذا الترهل الغريب, فالعضو العاطل يجب إستئصاله ,فطالما ان العملية المرورية تمضى وسط إختناقاتها وسائق اى عربة بشوارع الخرطوم آخيراً يصل إلى بيته وإلى سريره لينام ويصبح لحلقة جديدة من الإختناقات فطالما ان شرطة المرور لا تملك حيلة لفك الإختناقات ,فوجودها أو غيابها سيان فى المشهد المرورى بالولاية ,عليه من الأجدى حل شرطة المرور وتوفير الميزانية التى تتكبدها وزارة الداخلية فى صرف لا طائل من ورائه ..و(آخير مشكلتنا دى اخير النشوف ليها دكتورعديل) لأن رجل المرور لا حيلة له حقيقة لفك إختناقات أسبابها متشابكة مابين طرق رديئة وشارات مرور تتوزع على شوارع الخرطوم باعداد ربما تفوق عدد السيارات مستخدمة الطريق ,وكل شارة تراكم أرتالاً من السيارات لتفرج عنها بعد فترة لتسلمها لشارة أخرى تقوم بدور سابقتها وهكذا تتراكم السيارات كيوم الزحف العظيم , أما جسور الولاية التى تتسبب بدورها فى الإختناقات لأنها كلها مفضية إلى تقاطعات فى غياب الأنفاق والجسور الطائرة والمعمول بها فى كل الدول حولنا لإمتصاص الإختناقات ,وأمام هذه الحالة ال(hopless case)لا يجد رجل المرور سوى ان يملأ وقته (بسل روح احد سائقى العربات المنهكين) تماماً كما حدث مع أدروب .. والطرفة تقول:إستوقف رجل مرور أدروب الزهجان وطلب منه ان يجرب الفرامل ففعل أدروب دون إحتجاج ,ثم طلب منه ان يشغل الإشارات ففعل أدروب دون إبداء تزمره ,ولما لم يجد رجل المرور ما يضع أدروب فى خانة المخالف قال له: شغل المنشات, فما كان من ادروب ألا ان قال له:إنت كمان نزًل المطرة.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..