صباحكم خير – بعد إييييه

ود جيرانا.. زمان.. اشترك في سباق للدراجات من بربر الى عطبرة.. كان يحكي القصة هو بنفسه (لقيت نفسي ماشي براي.. قلت يا زول إنت شكلك أول واحد حتصل).. استمر صديقنا في طريقه.. كلما التفت خلفه لم يجد أحداً.. فتغمره السعادة بالتفرد.. حتى عندما وصل الى خط النهاية.. لم يجد أحداً.. كان الاحتفال قد انتهى والجوائز تم توزيعها.. والجماعة (يلملموا في الكراسي)…صديقنا صار مضرب مثل في ذلك الذي يأتي متاخراً جداً.. لكنه كان يعتقد في قرارة نفسه أنه انجز انجازاً غير مسبوق.
وحكينا القصة دي ليييه؟ لأن الدولة قد انتبهت أخيراً الى قطاع المغتربين.. وقررت أن تساعدهم في إيجاد مأوى في بلادهم.. فكان قرار السماح للبنوك بالتمويل العقاري.. قرار أتى متاخراً كما ود جيرانا.. مما يجعلنا نغني متحسرين (بعد إيييه جيت تصالحني).. الاغتراب في أواخر عهده.. بعد القرارات الأخيرة في السعودية.. والتي دفعت الكثير من المغتربين على اختيار العودة الطوعية.. أو إرسال الأسرة بعد أن ضاقت بهم الأرض بما رحبت هناك.. يأتي بنك السودان ليطرح لهم فكرة التمويل.. على شرط التحويل بالعملة الحرة.. وفترة السماح لسنوات.. من يضمن الوظيفة لأشهر قادمة في الخليج !..دعك من أعوام مقبلة؟؟
بحت أصواتنا ونحن نكتب عن المغتربين.. ومعاناتهم.. والدولة التي تتعامل معهم كأنهم بقرة حلوب.. طالبتهم طوال سنوات بالتحويل الالزامي.. والضرائب والزكاة.. وجعلتهم يساهمون في بناء وطن لا يتلقون خدماته إلا بأسعار خيالية.. بيعت لهم الأراضي في الصحاري والوهاد البعيدة.. عبر مقالات عديدة طرحنا أفكار التمويل العقاري.. تقديم مشاريع استثمارية ذات تسهيلات مقابل تحويل بالعملة الأجنبية.. مثلما ما فعلت الشقيقة أثيوبيا وهي تستقطب رؤوس أموال أبناءها في الخارج.. بنت لهم وحدات سكنية بأقساط مريحة جداً.. منحتهم أراضي استثمارية.. حكينا وضربنا أمثلة.. شرقنا وغربنا.. لكن الاستجابة كانت متأخرة جداً بالنسبة لمغتربي السعودية والخليج.. ربما كان مقترح التمويل العقاري مقصود به مهاجري الدول الأوربية وأمريكا وكندا من يتعاملون بالدولار ولا يحتاجون لشرائه بالسعر الرسمي أو الموازي.. .. لكن اغلب هؤلاء اختاروا الهجرة.. وليس الاغتراب ولا تحدثهم أنفسهم كثيراً بالاستقرار في الوطن ولو بعد حين.
إن كانت هناك نقطة ايجابية في القرار أعلاه.. فهي إن جهاز شؤون المغتربين.. صار أخيراً يفكر من أجلهم.. لذلك ربما نطمع أن يقدم مقترحات لأولئك العائدين طوع إرادتهم.. حلول للجمارك التي تفوق الخيال.. وترتيب الأوضاع في الداخل لأناس لم يقصروا وكانوا (عند الحارة) جاهزين.. إن كان مباشرة بالتحويلات عبر البنوك.. أو غير مباشر بدعم أسرهم الصغيرة. جهاز المغتربين مطالب بالجلوس مع البنوك وأجهزة التمويل الأصغر.. ووزارة العمل والرعاية الاجتماعية.. مراكز القبول بالجامعات.. والكليات لترتيب قبول ابناء المغتربين وامكانية دخولهم المنافسة العامة عبر مكتب القبول.. رجاء نرفعه لوزارة التعليم العالي.. أشياء كثيرة يمكن للجهاز فعلها.. عبرها نقول للمغتربين (شكراً.. فقد كفيتم ووفيتم.. وحان وقت رد الجميل إليكم.. شكراً لكل مغترب ومهاجر.. لم يدخر وسعاً في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.. شكراً كتير).
الجريدة

تعليق واحد

  1. يادكتورة إنتي ماسمعتي الخبر ده “أوقفت الهيئة العليا للرقابة الشرعية، منشور بنك السودان المركزي، الذي سمح فيه للمصارف بالتمويل العقاري للمغتربين، مؤكداً أن القرار فيه شبهة ربا”

  2. الهيئة العليا للرقابة الشرعية تقرر إيقاف التمويل العقاري للمغتربين…خبر جديد…و يا فرحة ما تمتش!!

  3. يادكتورة إنتي ماسمعتي الخبر ده “أوقفت الهيئة العليا للرقابة الشرعية، منشور بنك السودان المركزي، الذي سمح فيه للمصارف بالتمويل العقاري للمغتربين، مؤكداً أن القرار فيه شبهة ربا”

  4. الهيئة العليا للرقابة الشرعية تقرر إيقاف التمويل العقاري للمغتربين…خبر جديد…و يا فرحة ما تمتش!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..