كاميرا ميدان!!

بنظرة فاحصة للمشهد فى شمال كردفان بعد صدور قرار حكومة الولاية الذي تأخر لمدة شارفت الستة اشهر بعد تعيين الوالى احمد هارون وبرغم انها جاءت اصغر وارشق حكومة فى السودان بعد عمليات دمج وفك وتركيب لتصبح خمس وزارات بدلاً من ثمانٍ، وبرغم تبرير الوالى بان التغيير الذي اتبعه اعتمد على معيار الكفاءات والخبرات الاقتصادية والشبابية لاجل ترشيد الموارد وإحداث نقلة فى اقتصاديات الولاية وتنفيذ وقيادة مشروعات النهضة التى بدأتها حكومة ولايته.. الا ان الحديث فى عروس الرمال لم يتوقف منذ اعلان الحكومة ولم تصمت التكهنات بسبب السخط القديم واتساع الفجوة بين المنظور والواقع الى جانب ان الوالى نفسه بخبرته وقدرته المعهودة على إحداث التغييرات فقد أنعش آمال وطموحات اهل الولاية بصورة باتت مخيفة حتى على مستقبله هو شخصياً، فقد قد أحيا الآمال العريضة التى كادت تموت فى النفوس واصبحت تحديًا امام حكومته الجديدة مثلها مثل تحديات الولاية التنموية والأمنية.. فالمتخوفون يرون ان الافكار الحية وطموحات النهضة الكبيرة لا يمكن ان تتحقق وان تصبح نابضة بمجرد انشاء حكومة صغيرة لكنهم يخشون ان تتحطم كل طموحاتهم امام صخرة الواقع المنفر ومنهج المهرجانات والاحتفالات الكبيرة التى باتت طريقة محببة لمولانا وهي تهدر الموارد بشكل ربما بذخي اكثر من إهدار الكتلة الدستورية للمال، وما بين الألفاظ الرنانة والطموحات الكبيرة وواقع الحال يغيب الأثر والمنهج وبالتالى يغيب المنطق الذي يترافع او يدفع الاتهامات عن المهرجانات هذا لا يعني رفض المناشط ذات المشاركة الكبيرة على إطلاقه بقدر ما المطلوب مراعاة الضرورة والاولوية فى التقديم والتأخير، فمولانا وحكومته الرشيقة مطالبون بتقديم نموذج يؤكد الشعار ويبسط خدمات واضحة يحسها المواطن فى يومياته وحركته ليخلد ذلك فى ذاكرة انسان الولاية التى نسيت قيادات كثيرة حكمت الولاية لكنها تقاعست عن الوفاء بوعودهم فنسيها المواطنون فى الولاية بمجرد ذهابها لأن المحكومين فى كردفان الكبرى وليس شمالها فقط اصحاب بصيرة نافذة لا يفوتون الملاحظات حتى لو كانت عابرة تدون وتسجل للتاريخ.. اهم ملاحظة سمعتها حول حكومة مولانا تلخصت فى ان مولانا اختار حكومته الجديدة ذات الطبيعة المسالمة والادب فى نظر البعض وان مولانا شخصية قابضة للملفات من فرط الحرص وبالتالى مولانا مطالب بفك اللعب بدرجة معقولة حتى يترك مساحة كي يساهم هؤلاء برؤاهم معه فى تحريك الموارد وتنميتها، ومن فوائد هذا الأسلوب تظهر له القدرات والميزات التفضيلية للقيادات لأن فى حالة الاعتماد على العناصر الصلبة وإمساك الملفات هناك المثبتون خلف الطابور من اصحاب المهارات والقدرات المتواضعة، وتحديات شمال كردفان الأمنية والتنموية التى بموجبها اختيرت حكومتها بمواصفات ومعايير زاوجت بين العسكريين وأصحاب القدرات على الفعل لا تقبل الا بحكومة تسهم ايجاباً فى تحسين الاوضاع التنموية والخدمية، وإنني امس أهم بكتابة بروفايلات حول عناصر الحكومة الجديدة دهشت للطريقة التى خرج بها معتمد أم دم حاج احمد حمد النيل احمد فهو من الشباب النابض الذي يشبه طريقة مولانا فى العمل والاختيارات لكنه خرج ليحل محله عبد الرحمن الماحي، فعبد الرحمن حقق عملاً مقدرًا فى موقعه السابق بمحلية النهود غير ان اهل ام دم اذا اعمل مولانا معايير نزيهة لمعرفة رأيهم لأدرك تمسكهم به لما بدأه معهم من مشروعات طموحة لكنها سنة الحياة لكن ابتعاد الشخص عن الواجهة لا اعتقد ان إنكار لدوره تفاعله فى السابق لكن هي معايير ومنهج الاختيار احيانًا تتقاطع فتتأخر قيادات ذات بصيرة ورؤية ثاقبة فى المسؤولية وتحل مكانها قيادات ربما اقل قدراً او مكان جدل وتساؤل، وبمثل حالة معتمد ام دم حاج احمد هناك حالة وزير الزراعة والثروة السابق الفريق اول ركن محمد بشير سليمان الذي خرج من المعادلة برغم دقته وعمله الدؤوب فى هذه الوزارة الحيوية والتى احسن العمل فيها بخبرته المنفعلة بالعمل العام ورؤاه الطموحة فقد غرس قيمًا إدارية قوية يتناقلها اهل الوزارة الآن وكان الكثيرون يتوقعون الاحتفاظ به عضو خبرة وكاريزما وكفاءته المهنية سيما أنه ليس من نوع القيادات التى تركض خلف المال او التكسب الذاتي وأمثاله من اصحاب الخبرات والقدرة على العطاء لا يمكن تجاهلهم، وعلى المستوى المركزي اعتقد انه سيكون له إسهام في المرحلة المقبلة، وكمال عوض الذي حل مكانه رجل مرتب جداً وله القدرة على نسج علاقات مع منظمات ومؤسسات دولية اذا صدقت النوايا وهو غير مطلوب منه عمل سياسي وبعيدًا عن ملاحظات قواعد المؤتمر الوطنى عليه فهو ربما مكان تقدير عند اهل الولاية بجميع تفاعلاتهم الاجتماعية ومشاربهم السياسية وربما يسهم مع غيره فى نشاط ملموس لأجل تحقيق نشاط يلمس حاجة اهل الولاية فى قضايا الماء والصحة، ومولانا يخاطر بمستقبله السياسي اذا وضع اي أولوية اخرى غير الماء والطريق والصحة، وسيصبح عرضة لمناوئيه السياسيين، كما انه مطالب بأن يسمع بانتباه وتمعن الى آراء الغير سيما المختصين والخبراء وهم يقفون خلف الولاية وحاجياتها، واعتقد ان مولانا احمد هارون قادر على ذلك لكن التذكير ينفع المؤمنين.. وتبقى مياه الأبيض وريفها وطريق بارا وحدها التى تهزم الولاة وحكام كردفان فإما عبرت بمولانا او أعادته مجروحًا كسير الخاطر!!

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..