أكتب دستورك الدائم بيدك يانايم

تخوض جبهة (تمرد) المصرية الثورية معركة ثانية بعنوان (أكتب دستورك بيدك) وكما قالوا سوف يعيدون الكرة وينزلون للشعب المصري في الشارع والحارات والقرى والفرقان والمدن ويدخلون بيوته بيت بيت وأحيائه زقاق زقاق في الصعيد والحضربحري وقبلي يجمعون الموافقات والتوقيعات على كل بنود دستور يشارك فيه الجميع ويكتبه ويدلي برأيه ونقده وموافقته في أي سطر وكل كلمة وحرف حرف ونقطة نقطة فيه كل فرد من المجتمع ليضع بصمته ويجد نفسه.
وهم يتوقعون كسبها كمعركتهم الكبرى الأولى التي إنتصروا فيها وأسقطوا جماعة الإخوان الذين ركبوا موجة الربيع الثورية في ينايربعد تردد وإستغلوا عاطفة إبعادهم وسجنهم لفترات سابقاً ومنافسة شفيق المحسوب على النظام السابق أيضا وإستولوا على السٌلطة في غفلة من زمن الإلتهاب المصري فحاولوا السيطرة والأخونة السريعة فأسقطهم خروج ثورة ثلاثة وثلاثين مليون من الشعب في كل ميادين مصربقيادة نفس ميدان التحريرالرئيسي الذي أتى بهم. جاء بهم في يناير الثورة الربيع الأولى وقذف بهم في 30 يونيو ثورة الربيع التصحيحية الثانية فأضاعوا فرصة العٌمر ولعقوا الحسرة والعلقم وعضوا ندماً أصابع الكسعي (وقالوا ياويلتنا لولا أن أعادونا فنحكم ونعدل ولانقصي ونتصدق.. ولكن هيهات) وأهاجهم غضب الرفض فأصيبوا بالصدمة التي أطاشت صوابهم فلجأوا لعنفهم القديم الممنهج المبرمج.
معركة الدستور الثانية هي معركة تاريخية لأنها تؤدى لما بعدها وتسجل مدى الوعي العام بالحق الإلهي للعباد فقد خلقهم أحرار ومن نفس واحدة متساوي الحقوق كأسنان المشط وأنقذهم من عبادة الأصنام والأزلام والعباد لعبادة رب العباد وإستخلفهم في الأرض وحملهم الأمانة وإنها لخزي وندامة يوم القيامة لمن لم يأدها بحقها. فالدستور الدائم مسؤولية ضخمة ويجب أن يجد كل فرد نفسه فيه لذلك عليه أن يدلي بدلوه بكل تأني وفهم وليس كما فعل الأخوان بالكلفتة السريعة وإخراجه في ليلة واحدة وطرحه للإستفتاء الشعبي مباشرة وبدون مراجعات ومداولات شعبية وقانونية وتنقيح وتفسير وشرح ونقد من جهات متنوعة وأحزاب مختلفة للموافقة وإقناع عضويتها به.
فالدستور يجب أن يخط مسودته رجال قانون وقضاة دستوريين وأساتذة قانون جامعيين متمكنين محايدين ليشمل كافة مكونات قبائل وأحزاب وجهات الوطن وشعوبه وأديانه وعاداته وأعرافه المختلفة.
أما هنا فحدث ولاحرج لاأحد يهتم بالشعب وقبائله وعاداته والشعب كأنه غير معني بما يجري عرف أو لاعرف غير ضروري وليس بذي بال، فهم أو لم يفهم ، رضى أو لم يرضى ورفض من رفض والأحزاب توافق وترفض على هواها وقد يتم كما هددوا بتخطيها وتجاوزها كما يحدث عادة وفي حالات ومواضيع أخرى والشعب نايم وتائه وجائع وحايم وحالم فكيف ياتٌرى ها هنا يطرح مشروع الدستور الدائم لنا!؟ أصحى يابريش ..أصحى يانايم وحد الدايم.
[email][email protected][/email]
عباس خضر ..
( تاني ) تحيه ..
هكذا يكون الوعي الحقيقي في عملية خلق (الدولة) و الدرس المستفاد من تجربة حكم الأخوان و (الانغلاق) المميت فحكم (الجماعة) و قوانينهايختلف عن التشريع لـ(المجتمعات) و كيفية حكمها، فالمجتمعات فيها (الآخر) الذي يخالفك الرأي و التوجه و الذي قد يختلف معك في أيضا في الدين و الثقافة لكنه بالقطع يشاركك في الوطن و المواطنة.
في تقديري المتواضع أن مصر الآن كمن ( يتخير لنطفه)، فهنيئا لهم هذا الوعي الفاعل الذي سيقودهم لخلق الدولة التي (يريدونها) و يجمعون حولها ..
لك التحية لتناولك لهذا الجانب المهم و ليت كل كتابنا يتناولون (إيجابيات و سلبيات) الأحداث من حولنا ليسهموا في تشكيل وعي شبابنا ..
لازلنا في إنتظار تكملة مقالتك السابقة ..