بهرام عبد المنعم
*اليوم الاثنين، الموافق الرابع عشر من يناير 2019، حوالي الساعة الثانية عشر ظهرًا، تحرك عشرات الصحافيين والصحافيات، إلى مقر إدارة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات، لتسليم مذكرة احتجاجية لمدير عام الجهاز “صلاح قوش، للغياب القسري لصحيفة “الجريدة” لمدة 16 يومًا منذ اندلاع احتجاجات الحرية والكرامة في 19 ديسمبر الماضي.
*عندما اقترب الصحافيات والصحافيين من مقر إدارة إعلام الجهاز، اعترضهم أفراد الحراسة الخارجية، وطالبوا الجميع بالتراجع، لكن مدير عام الصحيفة “عوض محمد عوض”، ورئيس تحريرها، أشرف عبد العزيز الشهير بــ”دوشكا”، رفضا التراجع وتمسكا بتسليم المذكرة، لكن أفراد الأمن أجبروهم على الصعود إلى سيارة الاعتقال.
*طارد أفراد جهاز الأمن، بقية الصحافيين والصحافيات في شارع “المك نمر”، وأجبروهم على الصعود إلى السيارات 18 صحفي، و(10) صحافيات، لتكون الجملة (28) صحفي دفعة واحدة.
*تحركت سيارات جهاز الأمن، ووصلت إلى ميدان “أبو جنزير”، ولكن بعد مشاورات فيما بينهم، اتجهت السيارات إلى موقف شندي بمدينة بحري، مقر إدارة الأمن السياسي لجهاز الأمن.
*داخل مقر إدارة الأمن السياسي، أجبر أفراد الجهاز، الصحافيين الوقوف على الحائط، وعدم التحدث، وبدأت حملة الإساءات “يا بياعين الكلام”، و”الكذابين” و”تستحقون الجلد” وما إلى ذلك.
*قبل تسجيل الأسماء، صدرت التعليمات من ضابط كبير، بإدخال الجميع إلى الطابق الثاني، وتسجيل الأسماء هناك، وبدأت المعاملة تتبدل إلى الأحسن بإحضار الكراسي والماء البارد.
*بينما نحن جلوس في انتظار المجهول، كنت أتابع مع زميلي رئيس تحرير صحيفة “الجريدة” أشرف عبد العزيز، من خلال النافذة “حفلة” التعذيب النهارية للمُعتقلين، في نجيل الحديقة الخارجية.
*كنا نشاهد إجبار المُعتقلين على “الدردقة” في النجيل، والهراوات السوداء تلهب ظهورهم، دون أن نسمع صراخ أو استجداء أو آهات، جرَّاء الضرب القاسي. يا للجسارة!
*ونحن في حالة الانتظار، كان الضباط والأفراد، يصعدون وينزلون من السلالم، ونزل أحدهم، وسأل قائلًا، “أنتو منو؟” أجبته قائلًا، “نحن الصحافيين”، فرد قائلًا: “كلكم جوة الجك”، رددت قائلًا: “كلنا تسقط بس”، فرد ممتعضًا، “ربنا يكضب الشينة” !
*المدهش حقًا تعرف الصحافيين على ضباط وأفراد الجهاز، الذين يظهرون في المناسبة العامة، والفعاليات الصحفية، كبرنامج “كباية شاي” الذي تقيمه صحيفة “التيار” مساء كل خميس.
*سألت أحدهم، هل ما زلت تواصل حضورك في برنامج “كباية شاي”، وتسأل وتناقش باستمرار، ضحك ورد قائلًا، “ما عندي مشكلة أحضر كباية شاي باستمرار، إذا كانت شمائل النور ما موجودة”.
وعند الخامسة مساء تمت عملية الإفراج عن جميع الصحافيين.
