أخبار السودان

افتراض عقلانية.. الحركة..وانفعالات المؤتمر..

افتراض عقلانية.. الحركة..وانفعالات المؤتمر..
في ربع الساعة الأخير.
.
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

وهاهي الواقعة اضحت حقيقة .. لافرار منها .و.ما كان يحسبه موقعو اتفاق نيفاشا بعيدا خلف ضباب السنوات الخمس.. اصبح واقعا تحت الأقدام لا تفصلنا عنه الا.. خطوات.. ثم ينشطر سودان الأزل الموحد الي نصفين شمال فيه القلب وجنوب يحتضن الكبد.. وليسجل التاريخ علي حملة مبضع التقسيم نقطة سوداء ان هم علموا مقدار وزرها في ميزان التاريخ.. لاعتزلوا الحياة.. العامة.. وقضوا بقية اعمارهم ينتحبون في حائط مبكي خطئهم طلبا للمغفرة من الله الذي دعا للتوحد بدءا بعبادة وحدانيتة..وليس انتهاء با الأعتذار لشعب يؤمن بان قوته في وحدته..

وهاهي الفاس تقع علي رأس الأمه..وكل الدلائل تشير الي ان شعب الجنوب سيرمي ماضيه الذي عاشه في سودان الأمس وهاهو رئيس حكومته يدعو الجنوب للتسامح وطي صفحة ذلك الماضي في براحات القادم .. و البحث عن مستقبله الذي سيحدده عبر صناديق الأختيار التي بدأت عمليات فرزها تشير بما لا يدع للشك مجال في ان الأنفصال قد صار واقعا ..لا مناص منه..و قد أختار الجنوبيون طريقا يؤدي بهم الي تحقيق ذاتهم.. وفقا للشواهد والمعطيات..سواء من حيث االقرار الجنوبي في حد ذاته أو العوامل الخارجية الدافعة في ذات الاتجاه..

بيد اننا لو عقدنا مقارنة بسيطة المعادلة .. لما يسلكه الجنوبيون ممثلين في حكومة الحركة الشعبية وما تنهجهه من اسلوب عقلاني في لم شمل الصف الجنوبي لمواجهة الشأن القادم بعد ان قال الأستحقاق كلمته أو كاد. وبين انفعالية المؤتمر الوطني وهيستريا تعاطيه مع مرحلة حساسة من عمر حكمهم الذي قاد الوطن الي هذا السيناريو المأسأوي جراء تحكيم الراي الواحد والمتزمت في قضية حساسة تتصل مباشرة بان يكون باقي سودان الأمس او لايكون.. نلاحظ ان الفرق شا سع بين موقف الحركة التي استشعرت اهمية ان تتكاتف السواعد للعبور بوطنهم المرتقب الي بر الأمان.. فا ستدعت الي قبتها كل حادب علي مصلحة وطنهم الوليد .. دون ان يتكئوا علي شرعية انتخابهم الأخير لاقصاء خصومهم .. فعقدوا مؤتمرهم ومدوا الايادي بيضاء لكل من يود المساهمة في بناء الجنوب سياسيا وتنمويا واقتصاديا و تشريعيا.. وبدون ا ستثناء احد..

فجاءهم الجميع بابتسامة الأمل لبناء وطنهم الجديد .. غاضين الطرف عن الآثنيات أو الاديان أو المبادي السياسية المتباينة.. وصلوا جميعا علي قبلة المصلحة العامة لو طنهم القادم.. ولعل تتويج ذلك التوجه الوطني العقلاني .. .. بابرام اتفاق حكومة الجنوب الممثلة في الحركة الشعبية ..مع قائد الفيلق المنشق عليها اللواء اتور أخيرا وان شابه خرق نتاج عدم اكتمال حلقة الثقة بين الطرفين..فهو انما يرقي الي ذروة تلك العقلانيةالوطنية حقا.. والتي تمثل حجر الزاوية لبناء وطن يدرك ابناؤه ان قوتهم في توحدهم وان استمرارية استقرارهم في ذلك القدر ديمقراطيتهم ان تمسكوا بها و التي تمجد حق الأخر في ذلك البناء والأستقرار وان اختلفت المباديء وتباينت الرؤي من قبل ..فانها لابد ان تتقارب وفق مصلحة الوطن ومواطنيه اخذين في جمعهم بالصالح من الطرح متجاوزين الطالح دون تحيز من طارحيه او تعصب لتطبيقه ان كان الجمع قد هتف بانه خاطيء..

فيما نجد بالمقابل ان المؤتمر الوطني وحكومته ينتهجان اسلوب المكابرة والغرور في تحدي الأخرين.. بل و التعدي علي الشعور الوطني العام وكانهم يختبرون قوتهم في مواجهة الشارع السوداني العنيد.. فيعلنون زيادات في السلع التي تجر معها زيادات كارثية في الأعباء المعيشية التي هي اصلا ثقيلة علي كاهل السواد الأعظم من الشعب .. ويرفضون فكرة الحكومة القومية التي من الممكن ان تعينهم علي الخروج من مغبة تفتيت البلاد بعد ان دقوا معاولهم في ذلك المنحي جنوبا ..ووفق مايبدو اندياحا نحو الغرب .. والبقية ستأتي ان هم انقادوا وراء هواهم المتنطع وغرورهم القاتل..
وبينما نلاحظ ان الحركة قد انصرفت عن الكلام الي العمل في ترتيب البيت الجنوبي لاستقبال استقلالهم الذي بات قاب قوسين أو ادني من ديارهم.. نجد ان قادة المؤتمر يصدرون كلاما عاطفيا يتفاوت ما بين لهجة المتنطعين الذين يودون هدم المعبد علي ذاتهم وعلي اعدائهم ..وبين الذين يتباكون علي وطن اضاعوه بانفرادهم في تقرير مصيره الذي قد يكون وبالا علي كلا الشطرين.. وحتي خطابات رئيس الدولة ورئيس المؤتمر الحاكم..لم تكن في مصداقيتها علي مستوي حساسية وخطورة المرحلة..فتارة يقول كلاما فيه وعيد وتهديد ..رافعا فيه صوت العنف .. وتارة اخري ينثره مع دمعات خجولة كالذي قاله في جوبا.. أخيرا .. وهو خطاب مرتجل .. كان ينبغي أن يكون مكتوبا ..بل ومعدا من قبل مستشاريه ان كانوا يحملون صلاحية النصح وجرأة الحديث ليصبح وثيقة ملزمة لحكومة الشمال في تعاطيها مع دولة الجنوب الوليدة.وليس خطابا من قبيل الونسة غير الملزمة اوحتي الموثوق فيها..

فيا أهل المؤتمر.. خذوا الحكمة من سلوك الحركة.. وحكموا العقل فيما انتم مقبلون علي أخذ السودان والسودانيين اليه..فما قتل المغرور الا غروره.. وما انقذ العاقل الا تحكيم عقله..وما كسب المجرب الا من تجاربه ..فقد جربناكم لعقدين من الزمان ونيف.. ففتلفتوا حولكم لتروا ما علق بتجربتكم من فشل جراء الخطل والتعنت..فالسودان وطن ..وليس فار تجارب للمشاريع الفاشلة وان البستموها .. عباءة الشريعة .. فغيركم قد دفع الثمن..اذ كنتم.. كتبة فاتورته الغالية.. ولكن بعد كل ذلك الفشل ..لاتتوقعوا ان يتحمل أحد سداد فواتير فشلكم او يور ط قلمه..بكتابة سطر واحد في سفر فشلكم القادم لأن الكل بات يعلم و يتبرأ من ان ينضم الي قائمة المسجلين في قاموس لعنة التاريخ القادم.. والكل سيربأ بنفسه عن ان يحتسب في سجل الذين باعوا تاريخ الأمس الناضر. ورياح تونس التي هبت شمالا لا يمكن الاستخفاف بلهيبها الذي بدأ يلفح كثيرا من الو جوه الساخرة من صمت شعوبها الذي فيه كثير من الكلام .. لا ينبغي الاستخفاف به.. وأسلوب اقصاء اللعيبة ايا كان موققعهم في الملعب بالاعتقالات في الربع ساعة الاخير لايمكن ان يحسم المباراة لصالح فريق الحكومة وان زادت من استحكامات دفاعها أمام مرماها ..فالساحة لازالت تتسع للجميع وفق رؤي يشارك فيها كل بنصيبه ..لان الهدف ليس هو اقتسام الوطن بتعنت الرؤي وانما ينبغي ان يكون لم شتاته بمرونة تلك الرؤي. . هداكم الله وهدانا الي سواء السبيل .. وهو من وراء.. القصد..

تعليق واحد

  1. وللأوطان فى دم كل حر يد سلفت ودين مستحق
    يا برقاوى لو أن أمريكا التى دنا عذابها كما يقول الماسونيين الجدد ( المؤتمر الخائن ) أرادت أن تستعمر السودان وتسرق موارده وتقسمه إلى ثمان حجج وتذل شعبه لما فعلوا كما يفعل الماسونيين الجدد .
    أما وقد فعلوا بالوطن والشعب ما فعلوه فإن مواجهتهم فرض عين وحق وطن واجب السداد على كل حر وان الأوان ولا يمكن ترك وطننا يئن وفينا عروق تنبض بدما أبطال السودان الحديث أمثال على عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ وقبلهم محمد أحمد المهدى وود حبوبة وعثمان دقنة وود النجومى وأبوقرجة وأحمد فضيل .
    الان …. الان … وليس غدا أجراس الحرية فلتقرع ..فإما وطن يستحقنا أو أرضه فالتبلعنا
    ولا مجال لمتخاذل أو جبان .

    ولا أرجوك ولكن أطلب منك وقف إستمالة حتالة المؤتمر الوطنى ممن تسميهم بالعقلاء
    فلو كان فيهم عاقل ما ترأسهم راقص أهبل

    وموعدنا معهم الصبح .. اليس الصبح قريب

  2. كما عودنا البرقاوي دائما صراحة ودقة في التحليل السلس المترابط والرؤية الثاقبة الشاملة للموضوع والحس الوطني الحقيقي بعيدا عن اي شائبة ……. لك التحية في الزمن بدل الضايع

  3. لك التحية أستاذ برقاوى والحركة الشعبية دائماتثبت أنها الأذكى فى ملعب السياسة السودانية وكما لاحظنا فهم دعوا للم الشمل وتنادوا من أجل وضع دستور لحكومتهم الوليدة وكان بإمكانهم إقصاء أى حزب سياسى فى الجنوب فى غبار الإنجاز الكبير الذى حققوه (الإستقلال ) لكن العقلانية كانت أكبر من الأهواء أما حكومتنا الغير رشيدة فمازالت تقصى وتعتقل فى قوى المعارضة فى مسلسل متكرر لا ينتهى ولا من عاقل فى صفوف النظام يقول أو ينصح بأن كفى كفى كفى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..