البطان

خلوها مستورة
البطان
طارق عبد الهادي
[email protected]
أينما وقع نظرك في مختلف أنحاء البلاد هذه الأيام يتبادر الى ذهنك البطان ، والبطان لمن لا يعرفونه من أبناء المدن هو تحدي ضرب السوط بالتناوب بين اثنين ، سوط بسوط الى ان يستسلم احدهم ويقر بالهزيمة و يعترف بالنصر للآخر ، اول صور البطان هي التي بين السودان ودولة جنوب السودان في موضوع النفط وتجارة الحدود ، تنافس أيهما سيؤذي الآخر أكثر ، يقفل صنبور النفط من هناك ويتوقف تدفق السلع من هنا بدل تدفقها الى الجنوب ان خلصت النوايا من الجانبين مع الكوادر التعليمية والطبية من الشمال الى الجنوب ، هم في الجنوب لا ينظرون الى علاقتهم بالسودان الدولة والشعب أعماهم هدف إسقاط الإنقاذ عن أي مصالح أخرى وما هم بمفلحين في ذلك ، في ولاية جنوب دارفور مارس كاشا وعلي محمود بطانا محليا ما لبث ان تحول ولائيا مركزيا عبر حجب المال من قبل الأخير و تبديل سبعين دستوري! من قبل الأول بل اشتراطه وإصراره على تنحي صاحبه! من منصبه المركزي ، عند منحنى النيل في مناطق المناصير الممتدة من ابوحمد حتى كريمة ومروي بطان آخر، ولكنه من طرف واحد فقط هو الذي يمسك الصوت وعلى الآخر تلقي الجلد ، وحدة السدود تمسك بطرف الصوت وتفصل القوانين وتسوف في التعويض بين مانجو وجوافة! حتى ضاعت حقوق من ضحوا وغرقت مزارعهم وبيوتهم ، تتلكأ وحدة السدود في عمل طريق مسفلت بطول 150 كيلومتر هي المسافة من ابو حمد حتى كريمة وهي كل منطقة المناصير و لا تقوم بمد شبكه الكهرباء في نفس المسافة! رغم وصولها الى ربك جنوبا وحلفا شمالا متحججة بأسباب واهية مع الإصرار على رفض الخيار المحلي الذي وضح انه رغبة الأغلبية من المناصير ان اجري لهم استفتاء و لكنه الإصرار والمكابرة بحجة نحن نعرف مصلحتكم اكثر منكم ، من الحكمة تنفيذ هذا الخيار المحلي للمناصير طالما هو رغبة الأغلبية منهم والمثل المصري يقول اربط الحصان مطرح ما عايز صاحبه وعندنا مقابله البني آدم بينوم على الجنب البيريحه ، ليعطوا هذا الخيار المحلي قطعا لنظرية المؤامرة عليهم و نقفل هذا الملف ، لنفس المشكلة بين والي ولاية نهر النيل ووزير الكهرباء ابو وحدة السدود الروحي بطان آخر انسحب فيه احد الطرفين (الوالي) مبكرا متخليا عن مواطنيه بتحويل القضية الى المركز وفي ذهنه مصير مكاوي! مهندس الكهرباء ، تماما كما في قصة الثعلب والأسد والذئب ، قال من علمك ذلك يا ثعالة قال علمني ذلك رأس مكاوي الطائر! ، في مشروع الجزيرة وشركة أقطانه والشركات المتعاملة! معها بطان آخر حيث الطرف الأول هو نفسه الطرف الثاني! في التعاقدات ،هنا التنافس ليس هو الجلد بل من سيسرق المليون دولار وان تمت العملية فمن سيسرق المليار وهكذا والسجن خمس نجوم ان وجد ، وسيعد سياحة ، أصابتنا العدوى من طريقة جورج قرداحي ونحن أفضل من سوريا على كل حال حيث رأيت بالفضائيات طفل سوري يحمل لافتة بخط طفولي بريء مكتوب عليها من سيقتل المليون؟ وفي الأجوبة أ- بشار الأسد ب- رامي مخلوف ج – ماهر الأسد … نختم بالبطان و لكن بعيدا عن السياسة ، كان عمنا في القرية حاج السيد عليه رحمة الله صاحب طرفة حاضرة ويروى انه في مطلع شبابه أراد تعلم ضرب السوط أي البطان ، الذي كان تعلمه يعد من الفروسية تلك الأيام فحضر العرس ورتب وكان الضراب ماهرا معروفا و يبدو ان السوط الأول آلمه جدا لعم السيد فسارع إلى لبس جلابيته وانسحب فورا و عندما صاحوا به يا السيد شنو ، ما لسة بدري ، أجابهم بالرطانة (ور ويكن ور ويكن بكورو) وترجمته من لهجة الدناقلة تعني بي واحد واحد شوية شوية لآمن نتعلم ضرب السوط وهكذا كان البطان زمان ولا بلاش.
صحيفة الوفاق