مقالات سياسية

شُركاء.. في الخديعة!

كل علماء النَّفس، أثبتوا باتفاق أن الصدمة العاطفية أكثر تأثيراً على الرجل من المرأة.. وأن الرجل من الصعب جداً أن يستطيع نسيان (حكايته) بسهولة خاصة إن صدق في مشاعره. وقالوا – و(على ذمتهم)- إن المرأة وقت ما تفشل قصة حبها، وتصطدم بواقع عاطفي مرير، أول ما تفكر فيه، هو أن ترمي نفسها في أحضان حكاية أخرى، وإن فشل تخطيطها للزواج وانهارت أحلامها، فهي تخرج فوراً في رحلة للبحث عن (عريس جديد). ولا أدري لماذا كانت نية العلماء في أغلب تفسيرهم لهذه الحالة أنها شديدة النسيان قليلة الوفاء.. وما فطنوا إلى أنها ربما تكون تكره الانكسار وتحب الكبرياء..
فأحياناً أقول إننا – نحن (بنات حواء)- أيضاً نتأثر كثيراً جراء قصص عاطفية جوفاء تُغلَّف تفاصيلها بحلو الكلام وجميل الأحاسيس، وداخلها فراغ عريض لا يعرف معاني المسؤولية.. لكن عندما أنظر في تاريخي المجتمعي الذي يُمعن النظر في ضحايا العاطفة، أجد أنه قليلٌ جداً، أو ربما لا تجد امرأة (مجنونة).. كان سبب جنونها أن رجلاً خذلها عاطفياً وخيَّب آمالها فجنت لأجله..على الرغم من أن هناك عشرات الرجال الذين دفعت بهم العاطفة المخادعة، إلى أرصفة الجنون.. يمارسون هواية الترنُّح.
والتعرف على الرجل المخادع، موضوع ليس سهلاً.. وقد تقع أية فتاة في شباكه وتتورط.. فهناك عدد كبير من الرجال المخادعين ممن يتحدثون بلباقة ويقولون بالضبط ما تحب النساء سماعه. وقد رأينا الكثير من النساء قد خُدعن وسُرقن وتعرضن للهجر والمعاناة الشديدة والجرح على يد رجال استغلوهن، وذلك بسبب معرفتهم بالطرق السهلة للسيطرة على قلب الفتاة واستغلال نقاط ضعفها للحصول على مرادهم أياً كان هذا المراد..مال .. شهوة.. مكانة اجتماعية.. لا فرق.. تتعدد وجوه الخدعة.. والجرح واحد!! ..
والمرأة تحب الرجل من أفعاله وليس من أقواله وثرثرته. وحاولي أن تتعرفي بسياستك على الرجل من حيث مستوى ثقافته ومستوى تعليمه ومدى نجاحه في عمله وقوة شخصيته، وهل هو شخص مزاجي يتصرف بحماقة وقت ما يشاء..هل هو شخص يتحلى بالصبر ويتحملك ويسعى لإسعادك..هل بمقدوره تغيير شيء ما في حياته واعترافه بندمه حال أخطأ، واستعداده لتخطي أموره بنجاح وبدء صفحة جديدة في حياته. واكتشفي سلوكياته وأخلاقه عن طريق معاملته مع أهله ووالدته وإخوته.. ربما يكون هذا وقاية لك من الإصابة بفايروس الندم لاحقاً.
أسوأ ما تقوم به المرأة، هو اختيار أي رجل للزواج ليس بسبب انجذابها له، بل لأنها كرهت العنوسة ومحاولة الهروب من حالة اجتماعية بائسة.. لكن لا تعتقدي أن الأمور ستتحسن بعد الزواج وتختفي المشاكل من تلقاء نفسها، بل إذا ساءت الأمور، فإنها ستسوء أكثر بعد الزواج. فلا تخادعي نفسك. ولا أنسى.. الرجل أيضاً يمكن أن يكون ضحية حكاية عاطفية أساسها الخدعة، ولحواء المخادعة أيضاً مواصفات.. فيمكن أن تُذكِّر الفجيعة عندما تقول (خداع)، ويمكن أن تؤنِّثها عندما تقول (خديعة).. وليس بعيداً أن نكون جميعنا شركاء في الخديعة.ِ

طيف أخير:
أنا امرأة لا يقلقها الانتظار.. ما يقلقها.. هو ماذا تنتظر؟؟!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مقال في قمة الروعه والعمق يااستاذه قل من يفهم معانيه ودلالاته حفظك الله قلما رشيقا وصوتا نسائيا مميزا لان لك عقل يوزن بلد وانا دائما من المداومين على كتابات فقط اننا لانجدها يوميا

  2. شركاء في الخديعة اسه انا قايلو مقال سياسي؟ تعبتيني بالقراية ساكت ودا يا بتي صباح شهراً ما عندنا فيه نفقة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..