عبد الخالق محجوب: واقع على ود الترابي (2-2)

(استحسن أستاذنا عبد الخالق محجوب عبارة “وامغصتي النصيحة قطعت مصاريني” التي وردت في مقالة كتبتها في نحو 1968. وصاحب العبارة كما هو معروف هو الشيخ حمد النحلان جد الدكتور حسن الترابي. وأحاول في هذه الكلمة حدس ما وراء تعلق أستاذنا بهذه العبارة على ضوء ما نعرفه عن ثقافته وممارسته. وسترانا نخلص إلى إن شغفه بها هو أثر من “ديباجة سودانية” تمتع بها واعترف له بها حتى خصومه، وإن لم يعرفوا سبيلها إليه”

أباس ما في العقل البرجوازي الصغير المتعلم أن المدارس (التي زودته بحرف وصنائع لا تربية) قد باعدت بينه وبين ثقافته وصورتها له كأضغاث بدائيين أو ترهات شرقيين. ووصته أن حدوث النهضة قرين بالقضاء على هذا التراث المعيق. وانقسم المتعلمون: شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت عداه وشيعة استرذلت ما عداه واستعصمت بالتراث. ومن رأيي أنه حتى من استعصموا بالتراث فعلوا ذلك بمصطلح مستمد من الغرب. ولذا باء مشروعهم الحضاري بالخسران. فتلك قصة أخرى. والشاهد أن محنتنا في وجه كبير منها ثقافية ومن وزر جماعة بلا وجدان. وليس بعد الخلو من الوجدان ذنب.

من المتفق عليه أن استاذنا عبد الخالق محجوب كان على ديباجة سودانية. والديباجة هي طابع الشيء وعنوانه. نقول كتب على ديباجة اللغة العربية ولا نعني أنه كتب باللغة العربية فحسب بل على سليقتها وقاعدتها والمتوقع ممن يكتب بها. ومن أميز من قال بديباجة عبد الخالق السودانية هو السيد محمد أحمد محجوب في كتابه “الديمقراطية في الميزان”. وسأتخذ هذه الديباجة سبيلاً لفهم لماذا استطاب عبد الخالق كلمة الشيخ النحلان الترابي: “النصيحة قطعت مصاريني” التي توقفنا عندها طويلاً في ما سبق.

مما يحير أن تقع هذه الديباجة السودانية لرجل موصوف باستيراد الأفكار والتفريط في تقاليد الأمة والضلوع مع من لن يرضى عنا أبداً: النصارى واليهود. وسيزول هذا اللبس متى علمنا أن عبد الخالق لم يقع على الماركسية (الفكر المجلوبة) كثمرة شذوذ فكري. لم يَرِدها ديناً يستبدل به ديناً لأنه لم يطلبها كباحث في كٌنه الأديان وسدادها. بل وقعت له ولجيله في سياق حقائق السياسة الاستعمارية والوطنية في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية. فالماركسية نفذت بهم إلى ظاهرة الاستعمار الذي كرهوه بمحض وطنية غراء وغابت عنهم أشياء أخرى فيه. وكان كتاب ستالين “الاستعمار المسألة الوطنية” هو لوح هؤلاء الوطنيين الشباب يستنسخونه ويتداولونه سراً تنسف افكاره الجديدة سقوف معارفهم القديمة عنه سقفاً بعد سقف. ومن الجهة ألأخرى أيقظتهم الماركسية على أن الحركة الوطنية مجردة للتحرير لا غير هي فكرة محدودة. وكانت تمثل هذه الممارسة حركة مؤتمر الخريجين وما أعقبها من أحزاب. فقد تفتح وعي هذا الجيل على العدل الاجتماعي أيضاً. فإن لم تستردف الفكرة الوطنية مشروعاً اجتماعياً يستنهض الأمة ويسعد غمارها به باخت وتهافتت وأحزنت.

عثر عبد الخالق على الماركسية في بحثه عن بارقة تنسق بين العقل والوجدان. فقد نشأ بين جيل في لطام بين الانكفاء على الثراث أو التهافت على الغرب. فعثر على الماركسية ليخرج من هذا العكر الثقافي فباعدت بينه وبين التناقضات العقلية والفكرية. ووصف شفاء الماركسية لمن أخذ بها من جيله بقوله إنهم وقفوا على مشارفها فطاب مراحها والمشرب.

لقد مست كلمة الشيخ النحلان الترابي شغاف عبد الخالق لأنها من شفرة الثقافة السودانية العربية الإسلامية في الصدع بالحق: “إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا”. فكلمة الشيخ هي مدار تلك الأمانة التي لم تحتمل ثقلها الجبال الراسيات وتحملها الإنسان وكان ظلوماً جهولا. ولذا شقي حملتها المستقيمون عليها مثل الشيخ الترابي الجد حتى هَرَت كلمة الحق مصارينهم: لا خير فيهم إن لم يقولوها وإن قالوها لقوا الأمرين نكالا. وكانت هذه الاستماتة في الحق هي المصدر من ثقافتنا الذي فتش عنه عبد الخالق لتدخل الماركسية امتداداً له لا خصماً عليه ولا نكوصاً عنه. فقد سأل مثقفي الشيوعيين في تقرير مؤتمر الحزب الرابع “قضايا ما بعد المؤتمر الرابع” (1968) أن يكتشفوا أفضل مصادر حضارتنا وثقافتنا حتى تتنزل عليها الماركسية تجديداً للمعرفة وسط شعبنا، تجديداً لمصادر حضارته وثقافته: برداً وسلاما.

وقد انتخب عبد الخالق قيمة الصراحة المميزة لمجتمعنا القديم ليبين لنا كيف تكون الماركسية فكراً وممارسة تجديداً لهذا المعنى المركوز فينا. فقد توسع في هذا الرابط بين تراثنا والماركسية توسعاً كبيراً في خطبة دفاعه أمام محكمة عسكرية للشيوعية الكبرى انعقدت له في 1959. فقد صوب شواظ سهامه نحو ما ذاع وقتها- وما يزال- من خرق الماركسية للتقاليد السودانية. وقال إننا نفهم إن هذه التقاليد تركزت في حب الحرية والكرامة والصراحة والشهامة. وقد انحدرت إلينا من المجتمع القائم على الملكية الجماعية للقبيلة.

ومن رأي عبد الخالق أن الماركسية والماركسيين السودانيين مددوا هذه القيم الفاضلة والخيّرة والثورية من ثقافتنا في ممارستهم وفي فكرهم. فمن جهة الممارسة وقف الشيوعيون ألفاً أحمر ضد الاستعمار الذي عرَّض قيمنا في الشهامة والصراحة لمحنة كبرى. ففي الوم الذي ضرب الذل والمسكنة المكابرين اليوم بالقيم السودانية ممن قبلوا بالاستعمار ضربة لا زب “وقف الرجال ذوو الفكر الشيوعي والوطنيون في رجولة وثبات ضد المحتلين الإنجليز لم ينكسوا الجباه ولم ينفذوا أمراً للمستعمرين. وهذه هي التقاليد السودانية التي حق لنا أن ندافع عنها” أو كما قال.

أما من جهة الفكر فدعوة الشيوعيين للطريق غير الرأسمالي في التطور (حتى الاشتراكية) هي الخطة الوحيدة المعروضة في الساحة لاستنقاذ القيم السودانية من غائلة الزمن. فقد تناسلت هذه القيم من المجتمع القائم على الملكية الجماعية للقبيلة كما ورد. وستزول تدريجياً متى تداعى أساسها هذا وستتفرق أيدي سبأ. فقال: “وهذه التقاليد عرضة للإنهيار بالتدريج إذا تحطم أساسها واندفعت البلاد في طريق الأنانية والفردية التي تٌعَبر عن المجتمعات الرأسمالية والإقطاعية. والذين يقودون البلاد في هذا الطريق هم المسئولون عن ضياع القيم التي نعتز بها. وهذا ما جرى للكثير من البلدان التي سارت في ذلك الطريق المؤلم الذي تحف به الأشواك من كل جانب. لا أظن عاقلاً يستطيع اتهام الفكر الشيوعي بهذه التهمة (أي نبذ التقاليد السودانية) فليفتش الباحثون عن غيرنا في هذا السبيل”.

ولا أعرف من نعى تناقص الصراحة في مجتمعنا وإغراق الناس لذمتهم مثل ما فعل عبد الخالق في وقت باكر من عهدنا بالاستقلال. والصراحة كما تقدم قيمة نسبها عبد الخالق لطلاقة رجل الجماعة السودانية التقليدية وأنثاها ممن لم تحل خشية إملاق دونهم وقولة الحق. فهم شركاء في الكلأ والماء والمراح والحقل وغيرها من وسائل الانتاج . . . لا أجراء. فقد كان خطابه أمام المحكمة العسكرية نفسه ممارسة للصراحة لم يخش فيها لومة لائم أو بطش باطش. واستعان لبيان قيم الصراحة والفداء بقوله “إننا نقول الحق ونقول للأعور أنت أعور معبرين بذلك عن أسمى القيم السودانية والبشرية. ولكن إذا أصبحت في بلادنا دولة بوليسية فإن قولة الحق تصبح في محنة وتٌضرَب تقاليدنا السودانية في الصميم”.

ولا أعرف من رثى له عبد الخالق لتنصله عن الصراحة مثل ذلك الصحفي الذي روض نفسه على تلك القيمة ثم ما لبث أن تقاعس عنها. فقد جاءت الشفقة عليه مرتين على لسان عبد الخالق لو اسعفتني الذاكرة. فقد ذكره في عمود كان يحرره خلسة بتوقيع (ع م) بجريدة الأيام. وددت لو أن الأستاذ محجوب محمد صالح ثبتني على هذا الاستنتاج أو “قَنَّعني” فيه. وليس نص العمود بيدي حيث أكتب هذه المقالة لوضعه من حيث اليوم والشهر والسنة. وذكر عبد الخالق هذا الصحفي مرة ثانية في دفاعه أمام المحكمة العسكرية. وقال إن مصادرة الحرية في ظل نظام عبود هي التي تؤدي بالناس إلى التفريط في القيم السودانية، لا الشيوعيين. فقد قال إنه تابع حملات شعواء شنها صحفي لم يذكر اسمه ضد المعونة الأمريكية على أيام حكم السيد عبد الله خليل (1956-1958). ثم قرأ لنفس الكاتب يشيد بالجوانب الإنسانية للمعونة الأمريكية بعد أن قبلها نظام الفريق أبراهيم عبود (1958-1964). وعلق عبد الخالق: “وقد تألمت كثيراً يومذاك لأنني أعرف جيداً خطر هذا الطريق على تقاليدنا وأعرف الألم الذي عاناه الأخ الكاتب وهو يكتب أمراً ضد رأيه ومعتقداته”.

لربما وجدنا في الذي رأيناه من مزاوجة عبد الخالق بين التراث والماركسية (في النظر والممارسة) مفتاحاً لفهم أفضل لماذا اتفق الناس على تمتعه بديباجة سودانية غراء على “استيراده” الواضح لفكرة من سوق نظريات الدنيا. فالواضح أن السودانية حمالة أوجه متى تعلق بها الوسيمون من الناس لا الرسميون من الكهنة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الي الاخوة الذين يهاجمون البرف ثم يدخلون معهم جحر الضب اري كثيرا من الذين علقوا اما معارضين والسلام للانقاذ او لم يستدركوا المعني العميق لهذه المقالات رغم تنويهات البرف لها باسلوب اسر واخاذ ربما لجيلنا نحن فوق العقد السادس لزماننا هكذا ورحل عبد الخالق ونحن في طور اللاحقه له ولغيره للمعرفه زبدة هذه المقالات عن الزاوجة بين التراث الاصيل وسوق الله اكبر للفكر كما فعل الملك الشمس المامون …وهذه قضية شائكة وهب من اسس التطور في الحياة!!!فليس بيني والبرف اي علاقه كانت الا انه استاذ عبر الاسفير وله حق الاحترام وان كنا لا نتفق معه فهذا حق ولم اقل لا ياتيه الباطل ولكن الرجل ذاكرة تاريخ فاتنا لشخيات سودانية لسوء خظنا ما عرفنا عنها الكثير !!!فاشكروا واجملوا في الطلب المعارضة السياسية تخل بادب الحوار !!!

  2. شكرا لك يا برف علي السياحة الجميل مبني ومعني ومن يري انها ذكريات وحسب ما عرف لتاصيل الفكر سبيلا …هذا ايضاح بليغ عن الراحل المقيم الذي ظلمه المجتمع بسطحية التناول والاشاعات المغرضه ومضي للاسف ونحن احوج ما نكون اليه الان في ظل الوسائط المتعددة كان سيكون ظله وارفا اكثر فاكثر وللاسف ذلك من محن السودان ومحن اجيال ضاع عليها مثل الكنز الدسم بل وكامل الدسم رحمه الله رحمة واسعة ما احوجنا لمثل هذه المزاوجه كان شمسا انفات قبل اوانها !!!

  3. ياخو السابق في الماركسية اللينية سيبنا من من حكاية عبدالخالق محجوب دي واكتب لينا عن هذا النظام الفاسد الذي يجسم علي صدورنا, مثل كتاباتك هذه يمكن ان تكون بعد عودة الديمقراط والحريات لكن القضية العاجلة حالياهي سقاط نظام العصبة لماذا تتهرب من ذلك ياعبد الله

  4. —————————————الكارثة اصلا هنا——————————
    فى نظرى لا عبد الخالق ولا منتقدوه ,مثقفو زمانه, يستطيعون ان يلصقوا على جبينهم ديباجة سودانية, هذا لو كان للسودان ديباجة واحدة, وبلا تنوع فى التقاليد والعادات.
    وتجاوز ازمة البلاد العميقة يتعلق فى نظرى بهذه العلاقة بين المتقفين وبقية السودان.
    الحقيقة ان عبد الخالق شيوعي ماركسي وبهذا هو جزء من نظام منغلق.هوية عبد الخالق هي برنامجه السياسي.
    وحال البلاد كما تقرره علوم الاجتماع والاجناس هم ايضا شعوب متباينة ومنغلقة على نفسها. العلاقة بين النظم المنغلقة اما الكسر والتعدى واما الحوار. ابلى الحزب الشيوعي بلاءه الحسن فى حواره مع القوى المنتجة ففهم العمال انهم طبقة وحققوا مكاسب معلومة.وفشل ان يدير حوارا مع شعوبه الاخرى والرعاة. لم يساند قهرهم وسلبهم. لكنه حسب انه سيطورهم من حيث لا يحتسبون, يعنى لم يرد مبدأالحوار فى بال الحزب حيالهم.
    (تطوير الناس من حيث لا يحتسبون) صيغة بليغة عميقة جدا لد. عبد الله على ابراهيم نفسه. وغير واضح الان كيف هو يرجو لهذه الملامسة الطفيفة من عبد الخالق, علاجا لازمة بهذا الخطر.

  5. كتب الدكتور عبد الله على إبراهيم في الحلقة السابقة (1-2) ما يلي:

    (وإذا احتار المحدثون في “من أين جاء هؤلاء الناس؟” فليعلموا علم اليقين أن الترابي شخصياً (ولا أعرف عن الآخرين) جاءهم من طلاقة فطرية رمت بعصاها فإذا هي الحية التي تسعي وما عداها خشب مسندة. ثم كبا ونلك قصة أخرى).

    أين الطلاقة الفكريّة يا دكتور و الترابي ما هو إلّا مجنّد في جماعة الإخوان المسلمين التي أسّسها و نظّر لها البنّا و من بعده سيّد قطب. ليس للترابي أصالة في هذا و ثانياّ أين الطلاقة الفطريّة عندما يفتي الترابي ب”إذهب أنت إلى القصر رئيساً و أذهب أنا إلي السجن حبيساً أو كما قال”. لا يمكن أن يكون هذا ناتجاً عن طلاقة فطريّة سويّة فالسوداني بفطرته يمقت الكذب و المداهنة و ما نراه إلّا ناتج عن كأس آسن شرب منه الترابي و محاولة التسويق لا تجديك نفعاً.

  6. لو سمحت يا استاذ اشرح لينا ما ورد فى مقالك والمبين أدناه :

    : شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت عداه وشيعة استرذلت ما عداه واستعصمت بالتراث. ومن رأيي أنه حتى من استعصموا بالتراث فعلوا ذلك بمصطلح مستمد من الغرب.

  7. مراجعة في النص:

    أرجو تصويب العبارة أدناه:
    شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت ما عداه وشيعة استرذلت ما عداه واستعصمت بالتراث.

    لتقرأ:

    وصحيحها: “شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت ما عداه وشيعة استعصمت بما عداه واسترذلت التراث.”

    شكرأ لمن نبه.

  8. يا (باب المندب )..
    ليس هنا ما نملك من ادوات ما يملكه (البروف) .. و لكن محاولة منا لما طلبت شرحه : ل (شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت عداه وشيعة استرذلت ما عداه واستعصمت بالتراث. ومن رأيي أنه حتى من استعصموا بالتراث فعلوا ذلك بمصطلح مستمد من الغرب).

    الشيعة التي استمسكت بالتراث هي من نادي بالمحلي و الاسلام كمصدر للتنظير الفكري كالاسلامويون و من لاف لفهم و ابتعدوا عن كل ما هو معاصر او منتج من التجربة العالمية المعاصرة من فكر و غيره و خاصة ما هو منتج من الغرب و بالتالي نعتوا بالتراثيون و احيانا بالاصوليون و تارة بالرجعيون …!
    و لعل البروف قصده (شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت عداه وشيعة استرذلت ما عداه واستعصمت عن التراث. ومن رأيي أنه حتى من استعصموا بالتراث فعلوا ذلك بمصطلح مستمد من الغرب).
    (بابدال بالــ بعن):
    و لعل اللبس جاء باضافة (حرف الباء..في استعصموا بالتراث ) وجرت العادة لفهمنا السمعي (بوضع عن..فتصير ) كما في الابدال. و لعل الصحيح ما ورد في نص المقال للبروف..او كما قال الشاعر :(انت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا).
    اما الذين استعصموا بالتراث فعلوا فعلتهم …الاختزال لتاريخ عريض من (لنشاط حركي و عسكري او الجهادي كما يحلوا لهم) بتصريف من الغرب او بأدواته كما هو معلوم.

  9. الي الاخوة الذين يهاجمون البرف ثم يدخلون معهم جحر الضب اري كثيرا من الذين علقوا اما معارضين والسلام للانقاذ او لم يستدركوا المعني العميق لهذه المقالات رغم تنويهات البرف لها باسلوب اسر واخاذ ربما لجيلنا نحن فوق العقد السادس لزماننا هكذا ورحل عبد الخالق ونحن في طور اللاحقه له ولغيره للمعرفه زبدة هذه المقالات عن الزاوجة بين التراث الاصيل وسوق الله اكبر للفكر كما فعل الملك الشمس المامون …وهذه قضية شائكة وهب من اسس التطور في الحياة!!!فليس بيني والبرف اي علاقه كانت الا انه استاذ عبر الاسفير وله حق الاحترام وان كنا لا نتفق معه فهذا حق ولم اقل لا ياتيه الباطل ولكن الرجل ذاكرة تاريخ فاتنا لشخيات سودانية لسوء خظنا ما عرفنا عنها الكثير !!!فاشكروا واجملوا في الطلب المعارضة السياسية تخل بادب الحوار !!!

  10. شكرا لك يا برف علي السياحة الجميل مبني ومعني ومن يري انها ذكريات وحسب ما عرف لتاصيل الفكر سبيلا …هذا ايضاح بليغ عن الراحل المقيم الذي ظلمه المجتمع بسطحية التناول والاشاعات المغرضه ومضي للاسف ونحن احوج ما نكون اليه الان في ظل الوسائط المتعددة كان سيكون ظله وارفا اكثر فاكثر وللاسف ذلك من محن السودان ومحن اجيال ضاع عليها مثل الكنز الدسم بل وكامل الدسم رحمه الله رحمة واسعة ما احوجنا لمثل هذه المزاوجه كان شمسا انفات قبل اوانها !!!

  11. ياخو السابق في الماركسية اللينية سيبنا من من حكاية عبدالخالق محجوب دي واكتب لينا عن هذا النظام الفاسد الذي يجسم علي صدورنا, مثل كتاباتك هذه يمكن ان تكون بعد عودة الديمقراط والحريات لكن القضية العاجلة حالياهي سقاط نظام العصبة لماذا تتهرب من ذلك ياعبد الله

  12. —————————————الكارثة اصلا هنا——————————
    فى نظرى لا عبد الخالق ولا منتقدوه ,مثقفو زمانه, يستطيعون ان يلصقوا على جبينهم ديباجة سودانية, هذا لو كان للسودان ديباجة واحدة, وبلا تنوع فى التقاليد والعادات.
    وتجاوز ازمة البلاد العميقة يتعلق فى نظرى بهذه العلاقة بين المتقفين وبقية السودان.
    الحقيقة ان عبد الخالق شيوعي ماركسي وبهذا هو جزء من نظام منغلق.هوية عبد الخالق هي برنامجه السياسي.
    وحال البلاد كما تقرره علوم الاجتماع والاجناس هم ايضا شعوب متباينة ومنغلقة على نفسها. العلاقة بين النظم المنغلقة اما الكسر والتعدى واما الحوار. ابلى الحزب الشيوعي بلاءه الحسن فى حواره مع القوى المنتجة ففهم العمال انهم طبقة وحققوا مكاسب معلومة.وفشل ان يدير حوارا مع شعوبه الاخرى والرعاة. لم يساند قهرهم وسلبهم. لكنه حسب انه سيطورهم من حيث لا يحتسبون, يعنى لم يرد مبدأالحوار فى بال الحزب حيالهم.
    (تطوير الناس من حيث لا يحتسبون) صيغة بليغة عميقة جدا لد. عبد الله على ابراهيم نفسه. وغير واضح الان كيف هو يرجو لهذه الملامسة الطفيفة من عبد الخالق, علاجا لازمة بهذا الخطر.

  13. كتب الدكتور عبد الله على إبراهيم في الحلقة السابقة (1-2) ما يلي:

    (وإذا احتار المحدثون في “من أين جاء هؤلاء الناس؟” فليعلموا علم اليقين أن الترابي شخصياً (ولا أعرف عن الآخرين) جاءهم من طلاقة فطرية رمت بعصاها فإذا هي الحية التي تسعي وما عداها خشب مسندة. ثم كبا ونلك قصة أخرى).

    أين الطلاقة الفكريّة يا دكتور و الترابي ما هو إلّا مجنّد في جماعة الإخوان المسلمين التي أسّسها و نظّر لها البنّا و من بعده سيّد قطب. ليس للترابي أصالة في هذا و ثانياّ أين الطلاقة الفطريّة عندما يفتي الترابي ب”إذهب أنت إلى القصر رئيساً و أذهب أنا إلي السجن حبيساً أو كما قال”. لا يمكن أن يكون هذا ناتجاً عن طلاقة فطريّة سويّة فالسوداني بفطرته يمقت الكذب و المداهنة و ما نراه إلّا ناتج عن كأس آسن شرب منه الترابي و محاولة التسويق لا تجديك نفعاً.

  14. لو سمحت يا استاذ اشرح لينا ما ورد فى مقالك والمبين أدناه :

    : شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت عداه وشيعة استرذلت ما عداه واستعصمت بالتراث. ومن رأيي أنه حتى من استعصموا بالتراث فعلوا ذلك بمصطلح مستمد من الغرب.

  15. مراجعة في النص:

    أرجو تصويب العبارة أدناه:
    شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت ما عداه وشيعة استرذلت ما عداه واستعصمت بالتراث.

    لتقرأ:

    وصحيحها: “شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت ما عداه وشيعة استعصمت بما عداه واسترذلت التراث.”

    شكرأ لمن نبه.

  16. يا (باب المندب )..
    ليس هنا ما نملك من ادوات ما يملكه (البروف) .. و لكن محاولة منا لما طلبت شرحه : ل (شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت عداه وشيعة استرذلت ما عداه واستعصمت بالتراث. ومن رأيي أنه حتى من استعصموا بالتراث فعلوا ذلك بمصطلح مستمد من الغرب).

    الشيعة التي استمسكت بالتراث هي من نادي بالمحلي و الاسلام كمصدر للتنظير الفكري كالاسلامويون و من لاف لفهم و ابتعدوا عن كل ما هو معاصر او منتج من التجربة العالمية المعاصرة من فكر و غيره و خاصة ما هو منتج من الغرب و بالتالي نعتوا بالتراثيون و احيانا بالاصوليون و تارة بالرجعيون …!
    و لعل البروف قصده (شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت عداه وشيعة استرذلت ما عداه واستعصمت عن التراث. ومن رأيي أنه حتى من استعصموا بالتراث فعلوا ذلك بمصطلح مستمد من الغرب).
    (بابدال بالــ بعن):
    و لعل اللبس جاء باضافة (حرف الباء..في استعصموا بالتراث ) وجرت العادة لفهمنا السمعي (بوضع عن..فتصير ) كما في الابدال. و لعل الصحيح ما ورد في نص المقال للبروف..او كما قال الشاعر :(انت السماء بدت لنا واستعصمت بالبعد عنا).
    اما الذين استعصموا بالتراث فعلوا فعلتهم …الاختزال لتاريخ عريض من (لنشاط حركي و عسكري او الجهادي كما يحلوا لهم) بتصريف من الغرب او بأدواته كما هو معلوم.

  17. الي كل الاخوة الذين كتبوا ردا علي ومستفسرين عن (شيعة تمسكت بالتراث واسترزلت عداه وشيعه استرذلت ما عداه واستعصمت بالتراث ) انا مثلكم ولكني استفهمت البرف من تركيب هذه الجمله ونفيها لقيمتها ورد البرف مصححا ومؤكدا وبعث بالتصحيح للصحيفة الفرق بيني وبينكم اني استفسرت البرف من غير اساءه ورد علي بادبه المعهود مؤكدا ان تقديم وتاخير في الكتابة ربك المساله والصحيح (شيهة تمسكت بالتراث واسترذلت ما عداه وشيعه استعصمت بما عداه واسترذلت التراث ) وجل من لا يسهو او يقع اخطأ المطبعي واتمني ان تكون وضحت الفجوة التي عناها الدكتور مابين مقالات العقل الرعوي وهذه المقالات فالبرف يتكلم عن فجوات عميقه اورثتنا ما نخن فيه وهو حطا الصفوة الكبير ولكن حرجت منها كالشعرة من العجين كما فعل الترابي ورموا به الشعب وهوبرئ !!! شكرا لكم ولن يفتني ذلك وقمت بالاستفسار !!!

  18. ( وانقسم المتعلمون: شيعة تمسكت بالتراث واسترذلت عداه وشيعة استرذلت ما عداه واستعصمت بالتراث.)
    هذ فريق واحد تمسك واستعصم بالتراث .
    لقد ابرزت جانب مضئ للاستاذ الشهيد عبد الحلق محجوب .

  19. شكر يا سوداني علي الاساءة وهذه من محن الشبكه يعلم ليس بيني والبرف الا علاقة كاتب وقارئ ولم التقيه الا مرة واحده علي عجل سلاما وانقضي في زحمة فكرية كل ما في الامر نفهم مرادات البرف ونعقب استحسانا لمزيد من العطاء الشقي ان صح التعبير فليس هناك اشقي من المفكرين وسعادتهم تكمن في تنوير الناس ويمضوا سبيلهم وفي المثاقفه ليست هناك مصالح والشبكة اصبحت سوق ابو جهل !!!

  20. نشكر لك يا دكتور هذا المجهود التنويري الذي غاب عنا

    ولكن ألا ترى إنك قلت (ديباجة ) سودانية . وبذلك تكون قد عممت. نعم أن هنالك سمعت مشتركه .. وقد إستفاد عبد الخالق من تراث الوسط .. ألا تتفق معي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..