خارطة طريق إلى الدوحة ..!!

هل كان الإمام الصادق المهدي يبالغ.. ربما.. الإمام أكد لبرنامج زيارة خاصة الذي تبثه قناة الجزيرة أنه رأى في حياته عشرين رؤية تحققت ..أشهر أحلام الإمام التي باتت حقيقة كان موت جمال عبدالناصر المفاجيء.. لكن الإمام في ذات اللقاء أكد أمراً مهماً لا يندرج في شواغل العقل الباطني..رئيس الوزراء السابق أكد لذات البرنامج أنه لم يكن ضد اتفاقية الميرغني قرنق في نوفمبر من العام ١٩٨٨.. لكن الحقيقة أن الإمام كان متردداً لأن الجبهة الإسلامية كانت تزايد على مسألة تجميد الحدود الإسلامية.. كعادته أمسك الإمام العصا من الوسط .. قبل الاتفاق مضيفاً إليه بنوداً جديدة أسماها (التوضيحات).
أغلب الظن أن الإمام الصادق ذهب في الأيام الماضية إلى جوهانسبرج باحثاً عن توضيحات جديدة يضيفها لخارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الأفريقي عبر لجنة الوساطة التي يقودها ثامبو أمبيكي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا.. ليس الإمام الصادق وحده الذي يبحث عن بصمة إضافية في مشروع البحث عن سلام في السودان.. في الأسبوع الماضي استقبلت العاصمة القطرية كلاً من جبريل إبراهيم قائد حركة العدل والمساواة ورفيقه مني مناوي زعيم حركة تحرير السودان.. قطر لم تفلح في جر الرجلين للتوقيع على وثيقة الدوحة المغلقة.
الحكومة السودانية أهملت في الأيام الماضية حوار قاعة الصداقة وبدأت تعول على خارطة الطريق التي رفضتها
القوى المعارضة وذلك نكاية في المعارضة التي وجدت نفسها في مطب حرج بعد تأييد العالم الغربي لخارطة أمبيكي .. الشاهد أن محاولة حل الأزمة السودانية عبرالمسارات المختلفة والمتباينة أثبتت فشلها الذريع.. حتى اتفاقية السلام الشامل رغم نجاحها في إيقاف الحرب إلا أنها فشلت في مخاطبة قضية دارفور.
في تقديري.. يبدأ الحل بالإقرار أن السودان بحاجة إلى تسوية سياسية شاملة.. الاعتراف الثاني يجب أن يصدر من دوائر المعارضة خاصة المسلحة .. تجربة استخدام السلاح في تحقيق تحول سياسي شامل في السودان أثبتت فشلها غير مرة.. لهذا التواضع على تسوية شاملة ربما يكون الطريق الأيسر لكل السودانيين.
نقطة الصفر الجديدة تبدأ بأن يستمر حوار قاعة الصداقة إلى نهايته.. الوثيقة الصادرة تعبر عن رؤية القوى التي شاركت في الحدث وآثرت النقاش.. في الجانب الآخر تنشط قوى نداء السودان في بلورة رؤية واقعية شامل للحل.. من هنا يبدأ الرئيس أمبيكي مساعيه.. يتم إدخال الجامعة العربية والاتحاد الأوربي بصفة مراقب.. يتم استثمار الثقل السعودي في استضافة مفاوضات مباشرة تسعى للتوفيق بين الرؤى المتصادمة.
بصراحة.. فكرة الوثائق المغلقة التي تطالب بتوقيع من يرنو للسلطة أثبتت فشلها.. على كل الأطراف أن تقتنع أن نصف رايك عند أخيك.. وتعمل بقاعدة رأيي خطأ يحتمل الصواب ..إن لم يحدث ذلك سيظل السلام مجرد استسلام وهدنة هشة تتخللها استراحة محاربين.. وبعدها تعود الساقية.

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. كلام عين العقل يا أستاذ الظافر وحل المعضلة كما أسلفت واضح وضوح الشمس بأن يتم إعتماد مقررات قاعة الصداقة كوثيقة تمثل المشاركين فى الحوار(الحكومة وأنصارها)
    وأحزاب المعارضة الرافضة تقدم وثيقتها ومن هنا يبدأ التفاوض فليكن داخل الخرطوم
    وبوساطة أممية أفريقية عربية إسلامية.

    بصراحة لا أعتقد أن هذا الحل غائب على جماعة القصر والحزب والمؤلفة قلوبهم فهم ليسوا أغبياء “طول الوقت” لكنهم يتخوفون من “خروج القرارات النهائية” من إيديهم

    هم تعودو على (الطبخ والخج والخم) ولكن إقتراحك يفترض ضمناأنهم (السلطة والحزب) يريدون فعلا حل للمشكل السوداني. نعم هم يريدون الحل لأنهم “مزنوقين زنقة العدو” ولكن يريدون الحل بمزاجهم!! بدون سداد الفواتير ” أي بدون دفع إستحقاقات الحل”. يعني يا أستاذ الظافر كما يقول الخواجات ” يريدون أكل الكيكة والإحتفاظ بها) فى
    نفس الوقت. جاطو وساطو وخمو وفصلو وشردو وعذبو وقتلو ونكلو وعايزين حل “ملح”!!!

  2. نقطة البداية في إقرار النظام الحاكم بفشله وفساده وإثارته للفتن، والشروع فوراً في علاج الدمار الذي أحدثه التمكين (ولو بالإعتذار ورد المظالم) ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

    بعد ذلك تأتي إقتراحاتك.

    عدت قبل يومين من الخرطوم، وأرى أن السودان في حالة إحتضار، والبلد في حالة من الهشاشة المادية والمعنوية التي لا تحتمل أي تغيير عسكري أو حتى ثورة شعبية لغياب القيادة الواعية ذات المصداقية.

    هذا أنسب وقت لعودة المعارضة للداخل، لا للمشاركة في الحكم، وإنما للإلتصاق بالجماهير وطمأنتها بالبديل الموثوق به.

  3. كلام عين العقل يا أستاذ الظافر وحل المعضلة كما أسلفت واضح وضوح الشمس بأن يتم إعتماد مقررات قاعة الصداقة كوثيقة تمثل المشاركين فى الحوار(الحكومة وأنصارها)
    وأحزاب المعارضة الرافضة تقدم وثيقتها ومن هنا يبدأ التفاوض فليكن داخل الخرطوم
    وبوساطة أممية أفريقية عربية إسلامية.

    بصراحة لا أعتقد أن هذا الحل غائب على جماعة القصر والحزب والمؤلفة قلوبهم فهم ليسوا أغبياء “طول الوقت” لكنهم يتخوفون من “خروج القرارات النهائية” من إيديهم

    هم تعودو على (الطبخ والخج والخم) ولكن إقتراحك يفترض ضمناأنهم (السلطة والحزب) يريدون فعلا حل للمشكل السوداني. نعم هم يريدون الحل لأنهم “مزنوقين زنقة العدو” ولكن يريدون الحل بمزاجهم!! بدون سداد الفواتير ” أي بدون دفع إستحقاقات الحل”. يعني يا أستاذ الظافر كما يقول الخواجات ” يريدون أكل الكيكة والإحتفاظ بها) فى
    نفس الوقت. جاطو وساطو وخمو وفصلو وشردو وعذبو وقتلو ونكلو وعايزين حل “ملح”!!!

  4. نقطة البداية في إقرار النظام الحاكم بفشله وفساده وإثارته للفتن، والشروع فوراً في علاج الدمار الذي أحدثه التمكين (ولو بالإعتذار ورد المظالم) ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

    بعد ذلك تأتي إقتراحاتك.

    عدت قبل يومين من الخرطوم، وأرى أن السودان في حالة إحتضار، والبلد في حالة من الهشاشة المادية والمعنوية التي لا تحتمل أي تغيير عسكري أو حتى ثورة شعبية لغياب القيادة الواعية ذات المصداقية.

    هذا أنسب وقت لعودة المعارضة للداخل، لا للمشاركة في الحكم، وإنما للإلتصاق بالجماهير وطمأنتها بالبديل الموثوق به.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..