لزوم ما لا يلزم ..!ا

لزوم ما لا يلزم ..!

منى أبو زيد

المدهش جداً أن سوادنا الأعظم في هذا البلد تجوز عليهم الزكاة وفقاً لأحكام الشريعة، الفقهاء المختصون بفئات مستحقي الزكاة يقولون إن سهم الفقراء والمساكين يستحقه كل من كان بحاجة إلى الزواج وهو عاجز عن تكاليفه المعتادة لمثله، وكل طالب علم عاجز عن الجمع بين طلب العلم والتكسب، وكل من لا يجد عملاً يليق بمكانته ومروءته، ويستحقه أيضاً كل العاملين في وظائف لا تكفي مرتباتها وبدلاتها وخلافه لسد حــــاجاتهم الضرورية ..!
والمدهش حقاً أن مصطلحات رائجة نبذلها في أحاديثنا بلا حساب مثل «ذي السعة» و»المستطيع»، هي في الحقيقة – وبحسب التصنيف الشرعي الدقيق ? لا يصح إطلاقها إلا على أناس شبه مترفين بمقاييس الحال عندنا في هذا البلد الذي يدخل معظم أهله في قبيل الفقراء والمساكين، وفقاً لذات التصنيف الشرعي ..!
لكن علماء الدين في بلادنا تركوا فراغاً فقهياً عريضاً فيما يتعلق بوجوب الأضحية من عدمه، وتفرغوا للحديث عن آلية تطبيق الحكم الشرعي. وفي الوقت الذي تكفلت فيه جمعية حماية المستهلك بمناقشة الأضحية «كعادة اجتماعية مرتبطة بالمكابرة والمسايرة أكثر من ارتباطها بالنوايا الدينية» تفرغ فقهاء البلاد للخلاف حول آلية توفير خروف العيد ..!
وعوضاً عن ذلك كان الأحرى أن يجتمع علماء الدين على كلمة سواء بشأن فتوى أكثر إلحاحاً، أن يقلبوا ظهر المِجن للعرف الاجتماعي الفاسد بتنوير فقهي يطمئن إلى عدم وجوب الأضحية من أساسه إلا على ذي السعة، وعدم جواز إرهاق الجيب والنفس لتوفير أثمانها .. إذ كيف يمكن أن تجتمع الاستطاعة والمشقة في شرع الله الذي لا يكلف نفساً إلا وسعها .. ؟!
خروف الضحية هَم مقيم مشقة مؤكدة للسواد الأعظم، لكن سطوة العرف تفرضه كنوع من المكابرة الاجتماعية المتلفعة بثوب الواجب الشرعي، فلماذا لا تقول هيئة علماء السودان ذلك ؟! .. لأنها مهمومة بضرورة بقاء مظاهر وأحوال «السعة» على ما هي عليه .. طيب، لماذا لا تقول هيئة الأنصار ذلك ؟! .. لأنها مشغولة بهندســـــــــة فتوى مضادة ..!

الاحداث

تعليق واحد

  1. حتى زمان قريب كان تصيب الواحد تخمة من طلوع شمس عيد الاضحية وذلك لارتباط ذلك اليوم بكثرة اللحم وكان لاتعرف الضابخ من الما ضابح من توفر اللحم في كل دار اما فيما يأتي نسأل الله ان تعم رحمته جوعى اللحم في بلادي وان ييسر لهم من الاثرياء ما يسد قرمهم اذ لاخير في امة فيها من ينعم بكل ما لز وطاب وهو يعلم اقرب الاقربين بايت القوى0 والله يجازي الكان السبب

  2. والغلابة المطحونين بين سندان الأنصار ومطرقة الحكومة ،، واللهم لا اعتراض
    ما حينصلح الحال إلا الكبار يتخلوا عن العنجهية الزائفة والبوبار والنفخة الكذابة ووهم القدسية والعظمة ، بعد داك ممكن تتوفر أساسيات الحياة لكافة شرائح المجتمع ، بصورة منصفة ،يشعر فيها الفقير أنه في منطقة وسط ، وليس تحت
    الأقدام ،، وحسبنا الله ونعم الوكيل

  3. * أختنا الفاضله منى أبى زيد السلام عليكم ..

    ( خروف الضحية هَم مقيم … ومشقة مؤكدة ) قلتِ .. فأوجزتِ ..فأوفيتِ …

    لسنا فلا حاجه لفتاوى من هيئة كبار ( العُمـــلاء ) … نحنا (ضحية) للفتوى والاخرى المضاده ..

    * الحـــل شــنــو مــع الاطـفـــال ؟ نحنا عارفين ما علينا (ضحيه) لكن نقول شنوللاطفال؟

    ألجـــــعــــلى البــــعـــــدى يــــومــــو خـــــــنـــــق

    ( سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم )

  4. – الأستاذة الموقرة منى، لك التحيات الزاكيات .

    – ان عنوان المقال (لزوم ما لا يلزم ..!) كافِ وشافِ لهذا الجدل الدائر بخصوص الاحضحية.

    – والله أعلم، الا أن هذه الفتاوي سلطانية.

  5. غايتو تاني الضحية دي الا يضبحوها الدغش، ولما الناس تجي راجعة من الصلاة يكون الناس المضحين فطروا ولم عدتهم ودسوا باقي لحمهم الاشتراكية ده، وانتظروا المهنئين بره في الحوش عملا بـ"بارك الله فيمن زار وخفف".
    ;) ;) ;)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..