سياسة السودان الخارجية بين الاخفاق والفشل (4)

سياسة السودان الخارجية بين الاخفاق والفشل؟؟؟؟
ما هي المسببات؟؟؟

نتائج وانعكاسات الدبلوماسية الرسالية علي علاقات السودان في المحيط الدولي:
بما ان القاعدة الوحيدة لاختيار السفراء والدبلوماسيين الرساليين هي قاعدة الولاء لمشروع النظام الحضاري وليس الأداء ودون إخضاعهم لأي اختبارات علمية او عملية او حتي تدريبهم علي ابجديات ومداخل واصول العمل الدبلوماسي الامر الذي أدي الي إخفاقات وكوارث تمثلت في الآتي:-
١/ الدبلوماسية الرسالية ديماغوجية دونكوشتية ذات شعارات داوية جوفاء بعيدة كل البعد عن الواقع استعدت أولي حلقات الانتماء الجغرافي والعمق الأمني في دول الجوار العربي والافريقي والإسلامي معيدة الي الاذهان تجربة الخليفة عبد الله التعايشي عندما وجه جيوشه نحو مصر والحبشة وأرسل إنذاره الشهير الي ملكة بريطانيا يخيرها بين الدخول في ألأسلام وتزويجها من يونس ود الدكيم احد قواده ٠
١/ خلل وشرخ في اداء وسمعة الدبلوماسية السودانية علي نطاق العالم نتيجة قيام بعض هؤلاء الدبلوماسيين الرساليين بممارسات لا تمت الي الاعراف والضوابط الدبلوماسية المتعارف عليها عالميا بأية صلة حيث قاموا بتحركات ومارسوا أعمالا اعتبرتها وصنفتها بعض الدول المضيفة اعمال مشبوهة وتدخل في شئونها الداخلية فقامت بطرد وابعاد عددا منهم واخري طردت السفير وكل الطاقم الدبلوماسي بتهمة الاٍرهاب بل انها ذهبت الي ابعد من ذلك بقطع كامل علاقاتها الدبلوماسية مع السودان، نذكر من هذه المجموعة علي سبيل المثال وليس الحصر كل من:-
١/ دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1991م
٢/ جمهورية الجزائر عام 1991م
٣/ جمهورية تونس 1992 م
٤/ اثيوبيا 1995 م
٥/ إرتريا عام1995 م
٦/ يوغندا عام 1995م
٧/مالي عام 1992م
٨/ المملكة العربية السعودية ودولة الكويت من عام 1990-1997م
٢/ فوضي واضطراب في الأداء وعشوائية في التعامل مع العالم الخارجي
٣/ تداخل الاختصاصات وتضارب مهام وآليات العمل الدبلوماسي
٥/ الازدواجية والتعددية والتخبط وتعدد مراكز اتخاذ القرار الخارجي وتضاربها
٦/ قامت هذه الدول المتضررة بتضييق الخناق الاقتصادي والمالي( السعودية – الكويت / 1990/1997م)
٧/ احتلت مصر مثلث حلاليب / شلاتين/ ابي رماد
٨/ طرد السفير السوداني من كل من :- دولة الإمارات العربية/ تونس/ لبنان
٩/ قامت كل من:
اثيوبيا/ يوغندا/ ارتيريا / تشاد
بقطع علاقاتها الدبلوماسية ، طرد سفراء السودان منذ عام 1995-2000م
١٠/ تدهور العلاقات واستحكام الخناق الافريقي أدي الي:-
أ/ حرمان السودان من حقه في تمثيل الاتحاد الافريقي في مجلس الأمن الدولي عام 2000م .
ب /استبعاد مرشح السودان من وظيفة مساعد الأمين العام للمنظمة في عام 1999م
ج/ إسقاط اسم مرشح السودان للبرلمان الافريقي
د/ ابعاد مرشح السودان لسكرتارية منظمة البحيرات العظمي عام2005م
ه/ حرمان السودان من حقه المقرر في رئاسة منظمة الاتحاد الافريقي في القمة الافريقية المنعقدة في الخرطوم في عام2006م
جبهة الولايات المتحدة واوربا:-
ترددت شعارات ” أمريكا قد دَنا عذابها” ” أمريكا لمي جدادك” ” رئيسنا ما نورييغا ” ” نأكل مما نزرع ونلبس ممانصنع” ” روسيا الشيشان”
أ/ قامت الولايات المتحدة ودوّل الاتحاد الأوربي بتجميد معوناتها وتعاونها الاقتصادي عام 1992/1993م
ب / قادت واشنطن حملة مقاطعة وبالتعاون مع كل من ارتيريا وإثيوبيا ومصر تمكنت من صياغة وإصدار قرار الامم المتحدة بتصنيف السودان دولة راعية للارهاب عام 1996م
ج/ عام 1997م اصدر الكونغرس الامريكي قانون معاقبة السودان فنيا/ عسكريا/ اقتصاديا/ سياسيا
ه/ اغسطس عام 1998م تم ضرب مصنع الشفاء
د/ لم يسجل تاريخ العلاقات الدولية مقاطعة جماعية بهذه العددية فاقت في حجمها تلك التي تعرضت لها ألمانيا الهتلرية
حيث بلغ عدد الدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية خلال الفترة من :1990-2008م خمسة عشرة دولة( دولة الكويت 1990/1997/ جمهورية مصر العربية 1993-1999/ المملكة العربية السعودية 1990-1995/ الجمهورية التونسية 1992/ جمهورية الجزائر1992/ لبنان 1995/ اثيوبيا 1995-2000/ ارتيريا 1995-2000/ يوغندا1995-2002/ تشاد 2001-2008/ مالي1992/ السنغال1992/ غامبيا1992/كوريا الشمالية1990/ نامبيا1994.
و/ الدول التي قامت بتخفيض او تجميد علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية التنموية مع السودان منذ عام 1993- وحتي الان هي:-
الولايات المتحدة / كندا1993-1996/ بريطانيا1996-1998-2001/ اليابان1996/ الدينمارك 1993-1996 بالاضافة الي سبعة وعشرون دولة أعضاء في الاتحاد الأوربي
ز/ دول أعلنت الحرب وتدخلت عسكريا في الاراضي السودانية بسبب الدبلوماسية الرسالية:-
عام1993-1995 احتلت جمهورية مصر العربية مثلث حلاليب
عام 1995-1996 قامت اثيوبيا بالتعاون مع قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان باحتلال قيسان والكرمك
عام 1995-1996 قامت دولة ارتيريا وبالتعاون مع الجيش الشعبي لتحرير السودان باحتلال همشكوريب
عام 2000 توغلت قوات جمهورية تشاد وبالتعاون مع حركات دارفور المسلحة عدة مرات في الاراضي السودانية
عام 2010-2013 قامت اسرائيل بغارات جوية في شرق السودان/ بورتسودان/ مصنع الذخيرة بالخرطوم
عام 1990-2011 توغلت القوات اليوغندية مع قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان في الاراضي السودانية
ر/ لأول مرة في تاريخ الدبلوماسية السودانية يتم رفض السفراء المرشحين لتولي مناصبهم في هذه الدول بحجة انهم سفراء رساليون:-
عام 1990/2004 رفضت اثيوبيا قبول ترشيح سفير السودان لديها
عام 1992 رفضت السنغال قبول ترشيح السفير السوداني لديها
عام 1995 رفضت جمهورية مصر قبول ترشيح السفير السوداني لديها حتي عام 1997
عام 1995رفضت الولايات المتحدة قبول ترشيح السفير السوداني لديها
عام 1994 رفضت المملكة العربية السعودية قبول ترشيح السفير السوداني لديها
عام 2010 رفضت يوغندا قبول ترشيح السفير السوداني لديها
عام2011. فضت بلجيكا قبول ترشيح السفير السوداني لديها
عام 1994رفضت مالي قبول ترشيح السفير السوداني لديها
ط/ سجل الطرد:-
عام 1995 طردت اثيوبيا كل الطاقم الدبلوماسي السوداني المعتمد لديها عدا السفير
عام 1990/1992/1994 طردت المملكة العربية السعودية دبلوماسيين سودانيين
عام 1994 اعتدت الأجهزة الأمنية المصرية بالضرب علي بعض أعضاء السفارة في القاهرة وقامت بطردهم
عام1999 أبعدت النمسا بعض الدبلوماسيين السودانيين المعتمدين لديها.
محاولات فك طوَّق الحصار:-
ظنا من القائمين علي ملف سياسة السودان الخارجية انه يمكن تفادي الإخفاقات والفشل وفك الحصار المفروض علي البلاد بالتوسع والانتشار الجغرافي شرقا نحو كوريا الجنوبية/ ماليزيا/ الصين……..الخ وجنوبا داخل قارة افريقيا حيث تم فتح ثلاثة عشرة سفارة ليصل العدد الاجمالي الي اثنان وعشرون سفارة في القارة الافريقية لوحدها ثم الاتجاه شمالا نحو أوربا وأمريكا اللاتينية.
هذا الانتشار العشوائي غير المدروس لم لن يحقق أية مكاسب ملموسة للسودان بل تسبب في زيادة في الاعباء المالية التي كانت خصما علي مخصصات بعثات اكثر أهمية. استراتيجية لسياسة البلاد الخارجية، دول مثل جزر القمر، موزمبيق، راوندا، أنجولا، بلغاريا، ازربيجان…..الخ لا تأثير او أهمية إقليمية او دولية لها بل هي مجرد زيادة اعباء مالية وبشرية لا فائدة تذكر منها.
الدبلوماسية الرسالية كانت بمثابة البعبع الإرهابي الذي جلب العداء و الكراهية تسبب في فرض عزلة إقليمية ودولية قاسية ترتب عليها تدهور في الأداء الاقتصادي وتراكم الديون الخارجية والتي فاقت الخمسون مليار دولار نتيجة الحصار الاقتصادي من جهة والحرمان من التعاون التنموي الذي كانت تقدمه الدول المانحة والمجتمع الدولي وحرمان السودان من امتيازات اعفاء نادي باريس للدول الأكثر فقرا (هيبك HIPCS)
ظ/ تأثر مبدأ سيادة الدولة علي كامل أراضيها وذلك بفرض قوات حفظ السلام البالغ عددها أربعون ألف جندي في دارفور وابيي وما يستتبع ذلك من انتهاك واستباحة للأجواء و الاراضي السودانية.
ش/ تحولت البلاد لقبلة ووجهة لمئات المبعوثين الإقليميين و الدوليين من عام 1992-2013م
ع/ ترزح البلاد تحت اكثر من خمسين قرارا أمميا صادرة من مجلس الأمن الدولي تعاقبه اقتصاديا وسياسيا وعسكريا و ماليا ، بعضها واخطرها تلك التي تقع تحت الفصل السابع ، القرار1591/ 1593
عام 2009 م محكمة الجنايات الدولية تصدر قرار المطالبة بإلقاء القبض علي رأس السلطة التنفيذية و اخرين بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية/ جرائم الحرب في اقليم دار فور
عام 2011 م انفصال جنوب السودان
بهذا العدد من قرارات الادانة الاممية يصنف السودان في المرتبة الثانية بعد اسرائيل من حيث ألقرارات الاممية الصادرة بحقها.
◦ عام 2008م وبتواطؤ من تشاد وليبدأ قوات العدل والمساواة بقيادة خليل تغزو أم درمان من حدود البلاد الغربية والشمالية الغربية
د. محمد المنيّر حماد النور/ الولايات المتحدة الامريكية
المركز الامريكي العالمي للسلام والديمقراطية/ الولايات المتحدة
عضو لحنة العلاقات الخارجية بالحوار الوطني
عضو لجنة الحوار المجتمعي/ قطاع المغتربين
[email][email protected][/email]