ورشة جوبا

نقوش
لؤي قور
من عجب أن تُعلن جوبا عن عزمها على عقد ورشة تمهيدية، تضم سكرتارية الوفد الحكومي وممثلي أطراف السلام، على مستوى رؤساء الوفود التي فاوضت في جوبا، بجانب سكرتارية لجنة الوساطة، في الفترة ما بين العاشر إلى الثالت عشر من فبراير.
يأتي هذا الإعلان بعد أيام فقط من الإعلان عن الورشة التي حددتها أطراف الانتقال لمناقشة تقييم اتفاق سلام جوبا، ضمن الورش التمهيدية لمرحلة ما قبل التوقيع على الاتفاق النهائي، لتبدو جوبا هنا كطرف من أطراف الصراع الداخلي في السودان أكثر من كونها وسيطاً يحرص على توفر أجواء من الثقة بينه وبين كافة الأطراف.
هذه الورشة (الموازية) تأتي على سبيل (المُكايدة) من جانب حركتي (جبريل) و(مناوي) اللتين تتمسكان بعدم مراجعة الاتفاق، وترفضان المشاركة في الورشة التي خُصصت لمناقشة اتفاق السلام، سعياً لإضعاف الاتفاق النهائي، عبر منع تحقيق ما نص عليه الاتفاق الإطاري على الأرض، فهل تنجح الحركتان فيما تسعيان إليه؟
بعث مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية بدولة جنوب السودان، توت قلواك، الأحد الماضي، بخطاب إلى رؤساء الحركات والتنظيمات السياسية الموقعة على اتفاقية جوبا لسلام السودان للمشاركة في الورشة، جاء فيه: “لقد مضى عامان منذ التوقيع على اتفاقية جوبا لسلام السودان، وخلال هذه الفترة شهد السودان أحداثاً وتطورات سياسية عديدة”.
و: “عند التوقيع على أي اتفاق سلام بين الأطراف المختلفة، يتم التوقيع على الطُرق المُثلى لتناول كيفية تقييمها وتقويمها، وكيفية معالجة أي مشكلات يُمكن أن تحدث عند التنفيذ. ومنذ التوقيع على الاتفاق حتى الآن، هنالك العديد من البنود التي تم تنفيذها، وأيضاً هنالك العديد من البنود التي تحتاج للتنفيذ، لضمان استمرار الاتفاق”.
و: “بناءً على ما تقدم، نوجه الدعوة للحركات والتنظيمات السياسية التي وقعت على اتفاقية جوبا لسلام السودان، للمشاركة وبفاعلية في هذه الورشة التي نعول عليها كثيراً، لمعالجة العقبات التي تعترض تنفيذ الاتفاقية”.
من جانبه، ذكر تحالف قوى الحرية والتغيير، في تصريحات صحفية، على لسان القيادي بالتحالف، شهاب إبراهيم، أن ورشة مراجعة اتفاق السلام التي حدد لها الثلاثاء المقبل ستقام في مواعيدها، مشيرًا إلى أنها لن تؤجل، أو يتم إلغاؤها، وستمضي إلى نهاياتها حتى إن لم يشارك فيها ممثلون من حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وجيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي.
وكشفت الحرية والتغيير عن عدم تلقيها دعوة من دولة جنوب السودان، مُتعلقة بإقامة ورشة لمراجعة اتفاقية السلام بجوبا. وأوضح القيادي بالحرية والتغيير، في تصريح لـ (الديمقراطي) الأحد، أن تحالفهم لم يتلق دعوة عن الورشة، مشيرًا إلى أن المعلومات المتداولة بأن جوبا دعت لاستضافة ورشة عن السلام بجوبا، لا علم لهم بها.
أضاف: “الحرية والتغيير حتى الآن لم تتلق دعوة للمشاركة أو الحضور إلى جوبا بشأن إقامة ورشة للسلام”. وكان التحالف قد أرسل دعوات رسمية لحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وزعيم حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، للانضمام مع آخرين لمناقشة قضية اتفاق سلام جوبا.
وأوكلت الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية الماضية أمر السلام للمدنيين، ممثلين في مجلس الوزراء. وكانت هناك مفاوضات سبقت بين الحرية والتغيير، والحركات المسلحة في أديس أبابا والقاهرة، لم تسفر عن شيء، ليؤول أمر الملف إلى العسكر (بقُدرة قادر)، في مفارقات تلك الفترة، وتم إبعاد المدنيين عنه، أو شاركوا كفنيين.
لتأتي الاتفاقية (منقوصة الأطراف)، حينما انحصرت بين (العسكريين)، و(الحركات)، متجاهلة كامل القوى المدنية المشاركة في السلطة حينها. وظهر شيطان التفاصيل في تحديات تنفيذ الاتفاق، وواجه في ذلك العوائق. وغني عن القول أن كل ما ينتج، خلال مثل تلك الظروف، غالباً ما يحتاج للمراجعة، إذا أردنا اتفاقية يقرها ويعمل لأجلها الجميع.
وافقت كافة الحركات الموقعة على سلام جوبا على تقييمه وتقويمه، ضمن الورش التمهيدية للاتفاق النهائي، ما عدا حركتي (جبريل)، و(مناوي)، اللتان دعمتا انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ضد الحكومة المدنية، والتحول الديمقراطي، وبمزاعم أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها (عبثية).
ومما يدعو للعجب أن حركة مسلحة كانت تعارض ديكتاتورية البشير -أو هكذا يفترض الناس فيها- تحت لافتات المظالم والتهميش، تُعادي التحول المدني الديمقراطي بهذا الدأب والالتزام. وفي نهاية الأمر، فإن الاتفاق الإطاري مُلزم لمن وقع عليه فقط، وهو ينص على إتمام ورش المناقشة في الوقت المحدد، قبل الاتجاه لتشكيل الحكومة الانتقالية.
حفظ الله السودان وشعب السودان..
الديمقراطي
كلو لعب عيال..كان الله في عون الشعب.
المرتزقة جبريل ومناوي التشادي لا يمثلون المهمشين والنازحين في دارفو لذلك لايجب التعويل عليهم في هذا الاتفاق