أخبار السودان

سيول السودان تحيل الخريف إلى “فصل الأحزان”

الخرطوم: يأتي قدوم فصل الخريف في السودان، لتتجدد الأحزان السنوية، جراء هطول الأمطار وتشكل السيول في ربوع البلاد.

وعادة تشهد روافد نهر النيل (الأبيض والأزرق وعطبرة) فيضانات موسمية تغمر الأراضي، وتؤدي إلى وقوع أضرار كبيرة في الأحياء السكنية المحيطة بها.

سنويا تواجه السلطات السودانية تلك الخسائر الفادحة بإمكانات محدودة وبنى تحتية متواضعة، ما يحولها إلى أزمات مزمنة لا تنفع معها الطرق التقليدية ببناء الحواجز الصخرية والرملية.

وخلال موسم السيول والأمطار الحالي، تضررت معظم الولايات السودانية الـ18، ما خلف 64 قتيلاً و25 مصابا، إضافة إلى انهيار وتدمير أكثر من 30 ألف منزل ومنشآت عامة ومرافق، وفق أحدث إحصائية رسمية.

ومؤخرا أعلن الجيش السوداني إنزال القوات والآليات إلى شوراع العاصمة الخرطوم، لمساعدة حكومة الولاية في تصريف المياه، وإزالة آلاف الأطنان من النفايات من الشوارع، جراء السيول الجارفة.

كما وزعت المنظمات غير الحكومية، كوادرها على المناطق المتضررة من السيول والأمطار، لمواجهة الأوضاع الكارثية، وتقديم المستلزمات الغذائية والطبية إلى المتضررين.

ووفق شهود عيان، تضررت مساحات واسعة بالولايات الشمالية، لا سيما في ظل ضعف البنى التحتية وعدم تصميم الطرق الرئيسية من أجل استيعاب وتصريف المياه الزائدة.

كما ألحقت الأمطار والسيول أضرارا بعشرات المنازل في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور (غرب) ومخيم “زمزم” للنازحين بالولاية ذاتها.

وقال الطيب عبد العزيز، من مدينة الفاشر السودانية للأناضول، إن السلطات في الولاية عاجزة عن تقديم حلول جذرية لأزمة تدمير وانهيار المنازل جراء جرف السيول خلال فصل الخريف سنويا.

وقطعت السيول طريق “أم درمان – بارا” حديث الإنشاء، والذي يربط بين العاصمة السودانية وولاية شمال كردفان، كما اجتاحت أيضا عشرات المنازل والمنشآت وأغرقت آلاف الأفدنة من الأراضي الزراعية في ولاية كسلا (شرق) وولاية الجزيرة (وسط).

وأوضح عباس عبد الله، مزارع من ولاية الجزيرة للأناضول، أن السيول أغرقت نحو 5 آلاف أفدنة من الأراضي الزراعية بمشروع الجزيرة، الذي يعد أكبر مشروع زراعي في السودان.

وأضاف مستغيثا: “أنفقنا أموالا طائلة في شراء المحاصيل الزراعية، ننتظر سريعا إجراءات السلطات بتصريف المياه قبل وقوع كارثة هائلة”.

ورغم اختيار الأمم المتحدة في عام 2016، جزيرة “توتي” بالعاصمة السودانية ضمن أفضل 8 مناطق بالعالم في استخدام المهارات التقليدية والثقافة المحلية للحد من مخاطر الفيضانات، لكن الأناضول رصدت تدمير آلاف الأفدنة الزراعية في الجزيرة.

وقال المزارع المشرف عبد القادر، من جزيرة “توتي” إن فيضان النيل أوقع أضرارا بالغة التعقيد، ودمَّر كل المحاصيل الزراعية.

وأضاف للأناضول: “لم تصلنا أي مساعدات حكومية، وكل إنتاج الموسم انتهى بسبب السيول وفيضان النيل (..) الخسائر المالية كبيرة جدا”.

وتقع جزيرة “توتي” عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض وسط العاصمة الخرطوم، وتبلغ مساحتها نحو 990 فدانا ويقطن بها حوالي 20 ألف نسمة، وتلقب بـ”درة النيل”.

وبحسب الهيئة السودانية للأرصاد الجوية، يبدأ فصل الخريف في يونيو/ حزيران، ويستمر حتى أواخر أكتوبر/ تشرين أول من كل عام.

(الأناضول)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..