«الرامبو» السوداني!..السودان بلد خير وأهله قد يكونون أطيب العرب بلا جدال لما عرف عنهم من دماثة الخلق والرضا والأمانة..

عندما ظهرت شخصية «رامبو» على شاشات السينما في هوليوود كان ذلك بمثابة إعلان عن فكرة بطل أسطوري خارق يوظف سياسيا في فترة ريغان الرئيس الأميركي الأسبق في حربه على الشيوعية والسوفيات. ويبدو أن هذه الشخصية قد تركت الأثر الكبير على الكثيرين حول العالم، وقد يكون السودان مكانا للبعض منهم. الساسة في السودان يحاولون أن يكونوا ذلك «الرامبو» المنشود. فمنذ وصول الرئيس السوداني للحكم وهو يحاول أن يكون تلك الشخصية المنقذة القوية أمام مصر وليبيا وتشاد وإريتريا وإثيوبيا وأوغندا، يصارع على كل الجبهات مغفلا الجبهة الداخلية التي كانت تزداد تعقيدا وتتفتت، وكان يروج للعالم عموما وللسودانيين تحديدا أنه هو المقصود بكل هذه الحملات وأنه هو السودان والسودان هو، «فشخصن» المسألة وتغاضى عن الأهم وهو مشروع الوحدة الوطنية، وكذلك كان حسن الترابي «رامبو» الأسلمة بآرائه الغريبة وتبريراته الأغرب وتحول رفيق درب الأمس وصانع الحكم إلى عدو اليوم ولم يعد له مكان ويستمر في محاولة إيجاد دور لفكره ولكن بعد فوات الأوان.

حتى زعيم الحراك الجنوبي والمطالب بالانفصال عن السودان نائب الرئيس الحالي سيلفا كير هو الآخر تحول إلى «رامبو» جديد؛ فهو الآن يصرح علنا بالانفصال ويعد له العدة (وهو مطلب لم يعلن عنه قط من قبل «أبو الجنوب» جون قرنق، الذي كان دوما يطالب بحقوق الجنوبيين ولكن ضمن دولة واحدة) وهو بذلك يخرج عن فكر زعيمه ويشذ عنه. ودارفور وحركة العدل والمساواة هي الأخرى لها رامبو وكذلك الحراك في شرق السودان والنوبة، كل له «رامبو» الخاص به، جميعهم انفتحت شهيتهم فجأة. حتى الجارة الكبرى مصر اليوم تجد نفسها في حرج بالغ، فهي التي في يوم من الأيام أقرت ووافقت على قرار فصل السودان عنها وباركت استقلاله تواجه اليوم موقفا مشابها وهي ترى نفس المطالبة من أبناء الجنوب دون أن تؤيدها لنفس الأسباب.

الديمقراطية السودانية التي كان من المفترض أن تولد من رحم فترة الاستقلال بقيادة بطل الفترة الرئيس «الأزهري» تحولت إلى كوابيس متتالية مع حكم العسكر الذي كرس الاستبداد والطبقية واللعب بأوراق الحكم بالشريعة الإسلامية (كما صرح مؤخرا الرئيس البشير بأنه سيحكم بالشريعة في حالة التصويت بالانفصال وكأن الشريعة والحكم بها تحولت إلى سلاح تهديد!). فجوة هائلة تصف تاريخ السودان الحديث من الأزهري بطل الاستقلال إلى البشير رمز الانفصال.

كثيرون كانوا يبحثون عن البطولات وعن الأمجاد الشخصية وقليلون كانوا حريصين على السودان ككتلة واحدة. ولعل عنوان كتاب وزير خارجية السودان الأسبق أيام حكم الرئيس النميري والذي تحول إلى مستشار سياسي للحراك الجنوبي بزعامة جون قرنق، الدكتور منصور خالد «النفق المظلم» يصف بدقة حال السودان اليوم. السودان الذي أنجب أدباء عمالقة بحجم الطيب صالح والهادي آدم في الشعر وفنانين مثل سيد خليفة والبلابل ومحمد وردي وإبراهيم خان وسعيد حامد ورياضيين بارعين أمثال علي قاقارين ومصطفى النقر ومعتمد خوجلي ورجال أعمال بقامة محمد إبراهيم الذي أطلق جائزة مهمة للحكم الرشيد لقادة أفريقيا مستفيدا من ثروته التي جناها من عمله المتألق في مجال الاتصالات.

اليوم لم يعد السودان قادرا على إنجاب مواهب وأمثلة من هذا الوزن، فقط حفنة من الرامبوهات التي لم يجن منها السودان إلا البلاء والخراب. السودان بلد خير وأهله قد يكونون أطيب العرب بلا جدال لما عرف عنهم من دماثة الخلق والرضا والأمانة، إلا أن ظاهرة الرامبو السياسي دمرت السودان أمناً وجغرافيا!

حسين شبكشي
[email protected]

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. نعم انها صورة جملية ومعبرة حتي احتفظت بها في ملف الصور عندي (0) هذه القوة الجسمانية الجبارة هي مجسدة تماما في البطل عمر البشير وفي الاتي
    قوة في العزيمة
    قوة في المنطق
    قوة في الارادة
    قوة في التوجه
    قوة في اللسان والجنان
    قوة في القرارات التي تنطلق عفوياً ودون سابق ترتيب او دراسة ولكنها تعبر عن قوة وكرامةوعزة شعب السودان
    قوة في التوكل
    قوة في المصادمة
    قوة في العلاقات الاجتماعية فالرئيس اجتماعي مشارك الناس في افراحهم واتراحهم بدون اي رتوش او برتوكولات او حراسات تغلق دونها الطرق والكباري انها البساطة والشجاعة والقوة
    انها قوة المؤمن التي لاتحدها حدود ولا يحتويها جسد زائل

  2. ههههههههههه
    هذا رامبو بس رامبو من ورق .. أي كلام يعني ..
    حقيقة ما ذكره الكاتب عين الصواب ولكن نعمل ايه بس مع ناس مرضى ومبتلين وناقصي عقل مثل لصوص المؤتمر الوطني ..
    التحية لك أيها الكاتب حسين شبكشي..

  3. هي قوة تفتقد الى العقل يا حليلك يا النايم على حيلك يا ابو الشيماء اصحى عشان يرتاحو أهلك من تزايد الضرائب والرسوم والجبايات والنفايات والزكاوات والأتاوات والهنايات والوزراء والوزارات والنواب والنائبات وما يتبع ذلك من مخصصات وفق بند الإنتماءات والترضيات وغض الطرف عن نهب المال العام الذي تسرب ليكون رأسمال شركات ودعايات وقصور وفيلات في كافوري والعمارات ومهرجانات يمتزج فيها الرقص بالتكبيرات لإفتتاح المشروعات الفاقدة لأدنى المواصفات والتي (دفع وسيدفع) المواطن حقها بالمضاعفات أو التي لن يستفيد منها إلا بعد أن يدفع المليونات في الشبابيك والخزينات لينال مرتبة القرف في اللهث خلف الفتات ومن يسأل (غاية المشروع الحضاري شنو)؟ فالإجابة … شنينة أم قرينات.

  4. هذا الرئيس الذي فضحنا بين شعوب العالم خطاباته كلها حليفة بالطلاق وجزم ومراكيب والجماعة ما غالبهم يرسلوا ليهو أقدم طيارة حربية تلحقو لينا أمات طه … فعلا الصورة معبرة تماما جسد بدون عقل

  5. من الله خلقني ما شفت في حياتي إنسان طبيعي يلمو ليهو الجماهير ويقعد يزبد ويجعر ويسب ويشتم ويهدد بالبراطيش وفي النهاية بعد الجعير ده كلو يعزفو ليهو الموسيقى والحكاية تنقلب رقيص كأنو شئ لم يكن … ده إنسان مريض ومن الخطورة أن يكون حتى رب اسرة فما بالكم بأن يكون راس بلد … حسبنا الله ونعم الوكيل

  6. السودان بلد خير وأهله قد يكونون أطيب العرب بلا جدال لما عرف عنهم من دماثة الخلق والرضا والأمانة

  7. ابو العينين (0) انظر بعينيك الاثنين (0) كما احتفظت بها في ملف صوري , ارجوك انت ايضا اختفظ بها في ملف صورك لانها معبرة عما ذكرت سابقا وعليك ان تزيد عليها من الصفات والمجال مفتوح

  8. صورة معبرة لرجل يحمل في رأسه الصغير عقل اصغر

    ولذا ضاع بلد الميلون ميل مربع
    هذا الرجل عديم العقل والضمير ان استمر في هذا الوطن
    سيصبح السودان في حدود ولاية الخرطوم

  9. مدينة ودمدنى صابط شرطه اسمهه ( رامبو ومشهور جدآ ) ؟؟؟؟؟؟:cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :cool: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad:

  10. يا نهى انتي لاتعلمين مازا يفعل البشير من اجل سلامتكم ان اصطتيع ان اقول ازكى من فى السودان

  11. اة ياحفيد المك نمر حركاتك اعملها قدام اوكامبو او الفرعون بتاع مصر او الغذافى ولا بس فلاحتى فى ود مرتى

  12. أهلاً بكم مشاهدي المصارعة الحرة في (روا) الملاكمة القادمة بين بطلل مسابقة المحترفين والعالم (راندي أروتن) والملاكم الجديد القادم للملاكمة بشبش ..
    ونتركمم مع أحداث هذه المباراة القيمة ولكن توقعاتي بفوز (راندي أورتن) الملقب بالأفعي بضربة RKO نسبة للخبرة الكبيرة …
    تمنياتي بمشاهدة ممتعة ..

  13. هكذا دائما الكيزان لهم اجسام كالخشب المسندة لو تكلموا تسمع لهم ولكن عندما يدخلون الى دواوين الدولة يزوروا الاوراق لسرقة حق وقوت الشعب قاتلهم الله انى يؤفكون

  14. ده كلام شنو يا ابوالشيماء لما راجل يتغزل فى راجل….من النشوه سرحت لما نسيت نفسك اى والله قد خاب من دساها…لكن دى ما غريبه عليكم يا معشر الكيزان يا من تحبون الحرام والضرب تحت الحزام.

  15. الكتلة …بالله ده رئيسنا شكله بدون ملابس كده؟ ولما يمشى بيعرج ماله؟ من تقله المرجرج الخايض الوحل … أسفل مرة … ,وأعلا الكان سفل؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..