قمة بوتين وأردوغان.. إنهاء النفوذ الأمريكي في سوريا؟

سيكون بمقدور الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، إظهار التوافق كرجلي حرب حازمين، عندما يلتقيان مجددا في مدينة سوتشي الروسية في يوم انتهاء الهدنة في شمال سوريا التي تمت بإشراف أمريكي. فما المتوقع من هذا اللقاء.
هذه مناسبة أخرى يعتبر الروس أنفسهم فيها أصحاب الأيادي التي ترتب الأمور خلال النزاع في سوريا، تلك الأيادي التي تبُت في أي شكل من أشكال الحركة هناك.
وقد سافر بوتين مؤخرا إلى السعودية، أيضا، وذلك للمرة الأولى منذ اثنتي عشرة سنة، وسافر للإمارات، للترويج لبداية جديدة في سوريا. هدف روسيا من وراء هذه التحركات هو إعادة بشار الأسد، حاكم سوريا، مرة أخرى إلى مائدة جامعة الدول العربية.
انسحاب ترامب هدية لبوتين
وكان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من أجزاء واسعة من المناطق الحدودية السورية التركية هدية للرئيس الروسي بوتين، حيث طالبت بلاده بذلك مرارا. كما مهد ذلك الانسحاب للهجوم التركيي على شمال وشرق سوريا.
وبعد عملية الانسحاب هذه مهدت موسكو، القوة الحامية للقيادة في دمشق، الطريق أمام انتشار قوات سورية في شمال وشرق البلاد. فقد أجبر الروس الأكراد أيضا على الدخول في حوار مع النظام السوري، وذلك بعد أن رأوا أنفسهم تحت رحمة الأتراك، بعد الانسحاب الأمريكي. كما جهزت روسيا قاعدتها العسكرية من أجل المباحثات المباشرة التي كانت تطالب بها منذ وقت طويل.
لم تستطع القوات السورية استعادة السيطرة على مناطق سورية فحسب، بل أصبحت قادرة ولأول مرة، ومعها أيضا روسيا، على الوصول لمصادر النفط الهائلة في المنطقة. وبذلك ضمن الروس في المنطقة، من خلال دورياتهم الواسعة، وبشكل خاص، ألا يصطدم الأتراك والسوريون بشكل خطير، بعضهم ببعض.
روسيا الفاعل الحقيقي والوحيد في المنطقة
ويرى خبير الشؤون الخارجية الروسي، فيودور لوكيانوف، أن روسيا أصبحت الفاعل الوحيد والحقيقي في المنطقة. وأصبح الكرملين الآن يجني ثمار سياسته الدؤوبة ودبلوماسيته المرنة، حسب تعبيره. ويقول لوكيانوف إن موسكو لم تنجر إلى تحالفات، بل تحدثت مع الجميع وردت بشكل براغماتي على المواقف، خاصة على أخطاء الآخرين.
ورغم كل الحذر وعدم اليقين فيما يتعلق بالتطور الذي لا يمكن تحسبه، فإن البعض في موسكو يرون أن هناك أسبابا تدعو للاحتفال بالنصر. بالنسبة لروسيا، فإن انسحاب القوات الأمريكية انتصار مرحلي آخر من أجل الحفاظ على سلطة الأسد.
ومشيرا للقاء سوتشي بين بوتين وأردوغان، غدا الثلاثاء، يقول نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، إن تركيا يمكن أن تشتري مزيدا من الأسلحة من روسيا، من بينها مقاتلات سوخوي سو 35 و سو 57، بعد منظمة الصواريخ إس 400.
ورغم احتمال إشارة بوتين خلال لقائه مع أردوغان، إلى المخاوف الروسية التي تتمحور بشكل خاص حول الإسلاميين الذين يمكن أن يمثلوا مصدر خطر، بعد فرارهم من المعسكرات التي كانت تحت سيطرة القوات الكردية، فإن الرئيسين، الروسي والتركي، أكدا لبعضهما البعض خلال العديد من المكالمات الهاتفية ضرورة المضي قدما في العلاقات بين البلدين.
لكن هل يحصل أردوغان على ضوء أخضر واضح من بوتين للمضي في عمليته العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا بعد الاتفاق مع إدارة ترامب؟
أ.ح/ع.ج.م (د ب أ)