خليل فرح (1)

٭ الخميس الثلاثون من يونيو عام 2391م رحل خليل فرح من هذه الفانية.. رحل جسدا وبقى فنا وابداعاً وذكرى تتألق وتضيء عالم الوطنية والحب والاستنارة.
٭ مر على ذلك الرحيل 58 عاما ولم تغب ذكرى خليل فرح ولا يوم من دنياوات الوطنية ولا الغناء ولا النضال المغموس في العواطف النبيلة والغزل الراقي.
٭ في الثلاثين من يونيو من كل عام اقف مع ذكرى خليل فرح الذكرى التي لم تغب عن خاطري يوما.. اقف معها عند ديوانه الذي جمعه وحققه الراحل المقيم الاستاذ علي المك عام 7791م.. اقف عند قصائد خليل فرح الخالدة التي تعبر عن ذلك المثقف النموذج خليل فرح.
٭ قال علي المك في التمهيد لما قام به من عمل نافع رفد به المكتبة السودانية.
٭ كنت اسمع اغنيات في الاذاعة واعجب بها كغيري من المستمعين وقد كانت تستهويني بصفة خاصة اغنياته «فلق الصباح وصباحك مالو وفي الضواحي».
٭ ومضت سنوات..
واشكر للصديق الاستاذ عبد المنعم شيبون انه يسر لي مقابلة السيد فرح خليل فرح ابن الشاعر ودون حاجة لطول جدال وافق ان تضطلع دار جامع الخرطوم للنشر بطبع ديوان ابيه ونشره، ثم حمل لي ما كان عنده من قصائد واغنيات وبدأ التحدي.
٭ كلمة تستعصي وابيات تنفر وقابلت الشاعر حدباى احمد عبد المطلب صفي الخليل وصديقه الحميم مهران ، فأفدت كثيرا منه وكذلك كان شأن الشاعر محمد علي عبد الله فلهما مني الشكر والتقدير.
٭ وصارت امامي ثروة من الشعر حديقة نسخ قصائد مأخوذة عن مخطوطة بدار الوثائق المركزية تخص السيد صالح عكاشة وكانت مصدراً اساسياً لهذا الديوان وهناك بدايات عمل جادة كان شرع فيها الدكتور فتحي حسن المصري وما اكملها وفيها من المفيد شيء لا ينكر والعمل يستند على روايات ما حفظه الرواة معاصرو الشاعر وآمال حدباى ومحمد علي عبد الله ما سجل على الورق.
٭ وقد نشرت جريدة حضارة السودان اكثر شعر خليل الفصيح وكنت تسلمت نصوصه مع ما وصل اليّ من القصائد دون اشارة لتواريخ صدوره او انشائه وحين ذهبت اطالع مجموعة الحضارة في دار الوثائق المركزية لم يكن ذلك ممكناً اذ صار اكثر المجموعة لا يكاد يبين له تاريخ وصارت جد قديمة يخشى عليها من التفتت وتضيع فآثرنا ان نتركها كما هي، اما الدوباى والاغنيات فقد اختلف الرواة في تواريخ انشائها ففضلنا الا نشير لذلك الا في حالات نادرة.
٭ والرموز والعلامات المستعملة في متن الديوان تسير على نهج ما جاء في قاموس العامية بالسودان للدكتور عون الشريف وتعتمد على ارشاد الاستاذ يوسف الخليفة ابو بكر والشكر لهما، وجزيل الشكر موصول للفنانين حسن محمد موسى وحسني صباحي.
٭ ولاهل دار الوثائق نسوق شكرنا للدكتور الراحل ابو سليم والاستاذ محمد صالح محسن فلولا مساعدتهما القيمة ما امكن لهذا الديوان ان يرى النور.
٭ لن ندعي ان هذا هو كل شعر خليل ولكننا ننشر هذا لاهلنا فإن كان في صدور الرجال شيء من شعره اضفناه في طبعة قادمة ان شاء الله والشكر اولاً واخيراً لفرح خليل فرح.
٭ المقدمة التي ستلي هذا التمهيد ليس فيها زعم بمعرفة في نقد الشعر وليست هي دراسة ولكنها كلام والسلام.
اواصل مع تحياتي وشكري
الصحافة