مقالات وآراء

“الوطنية” في عهد الانشطاريين!

خطرفات ذاتية
(انت زول ما وطني).. صفة قد تبدو سهلة النطق وبسيطة في مفهومها المتعارف عليه غير انها” اصبحت وصمة عار” شديدة الخطورة على الموصوف بها، ترقى إلى درجة الخيانة العظمى لدى اصحاب العقول المتحجرة في بلادنا، وتمثل عندهم المرحلة التي تسبق (اهدار الدم)، فجملة “انت ما وطني” يطلقونها على عواهنها في حق خصومهم  على وزن.. عميل .. خائن .. خسيس.. متمرد.. جبان .. نعوت وقعت وسيعقبها خطب جلل لا محالة..  وهذا لا لشيء سوى ان الخصم  صاحب راي مغاير.
لا اود الاطالة، فقط ..! خذها مني كنصيحة مجانية ـ عزيزي/تي القارئ/ة- فاذا اوقعك حظك النحس في (ونسة ما!!) اطرافها شباب (جنوب سودانيين) هذه الايام، وسمعتهم يتبادلون التهم ويقومون بتوزيع صكوك الوطنية ويسحبونها فيما بينهم!!، فعليك بالمغادرة الفورية للمكان بكل ما اوتيت من سرعة حتى ولو تطلب الامر بان تطلق ساقيك للريح، افعل  ذلك من دون تردد، فما عادت هذه الونسات تنتهي على خير ابدا بعد ان اصبح اختلاف الراي يفسد للود قضية في عهد رفاق الحزب الكبير المنشطر على نفسه الي اجنحة وجماعات متنافرة، متناحرة، مميتة.
الانشطاريون في ايام محنتهم الباقية حتى هذه اللحظة لم يكتفوا باستخدام الشباب كوقود حرب وحسب، وانما افسدوا ادمغتهم ولوثوا فطرتهم السليمة وشحنوها بارذل الصفات التي يفتقدها الشيطان نفسه، والطبيعي مع العطب الذي اصاب الاخلاق في المقتل ان يتحول الشباب الي “ماكينات” ذاتية العمل تنتج الموت لوحدها في اي مكان، فجرائم السطو المسلح ونهب الابقار والصراعات العشائرية وغيرها من اخبار المآسي التي تملأ الفضاء الاسفيري والاذاعات المحلية وتتصدر عناوينها الصحف الورقية هي جرائم معظم مرتكبيها هم الشباب.. استفحلت وتوسعت رقعتها بفضل الانشطاريين وتربيتهم الخائبة، فمن يسعى لهذا النوع من التربية التي ترفد المجتمعات بالساقطين والتعساء ودعاة الوطنية الزائفة لن يجني سوى المزيد من التعاسة ولكن ـ طال الزمن او قصرـ حتما سينقلب السحر على الساحر
ألقاكم
سايمون دينق
19يوليو 2020م ـ جوبا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..