مائة يوم .. ضد العنف

صحف الأمس (15 يونيو 2013) نشرت تصريحات لقيادات بتحالف المعارضة يمثلون أحزاب المؤتمر الشعبى والشيوعى والبعث الأصل ، أكدت تلك التصريحات أنها ضد العنف وأن برنامج التحالف للمائة يوم يهدف الى حشد وتوحيد أحزاب التحالف حول برنامج متفق عليه لاسقاط النظام ، فقد أكد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الأستاذ صديق يوسف ” اخر لحظة 15/6/2013 العدد 2444 ” عدم تراجعهم عن برنامج المائة يوم وأن الندوات ستشرح مواقف تحالف المعارضة تجاه القضايا السياسية الراهنة ، وفى ذات الطار أعلن الأستاذ كمال عمر” اخر لحظة 15/6/2013 العدد 2444″ عن رفض التحالف المعارض لأى أتجاه لاسقاط النظام عبر العمل المسلح مشيرا الى أن ذلك لايخلف الا الدمار والخراب والموت .. مؤكدا العمل بالوسائل السلمية ، ونفى أى علاقه للتحالف بالعمل المسلح الذى تنفذه الجبهة الثورية ، مبينا أن هناك تنسيقآ فى الجانب السياسى فقط ،وذلك بغرض وقف الحرب لا أذكاء اوارها ، إلى ذلك قال الأستاذ محمد ضياء الدين ” اليوم التالى 15/6/2013 العدد 136 ” ، أن المائة يوم تهدف إلى أعادة الأعتبار للخيار السياسى السلمى فى مواجهة خيارات الحل العسكرى ، وفال ضياء الدين ( لو كانت مأئة يوم تكفى لاسقاط النظام لما انتظرنا اربعة و عشرين عامآ) ،اثناء الحوار الذى تم بمبادرة من الاستاذ عثمان ميرغنى بمركزطيبة برس ، و امها لفيف من المهتمين و المهمومين بالعمل الوطنى العام ، تحدث اغلب الحضور عن السبب الذى يدفع المؤتمر الوطنى أو يجبره على قبول روشته الحل الذى قدمه الاستاذ عثمان ميرغنى تحت عنوان الحل الرشيد…واجمع أغلب المتحدثين ان المؤتمر الوطنى حتى وان كان يرى ان هنالك مخاطر تهدد وجوده لبس من بينها ضغط المعارضة ونشاطها لدرجة تهديد بقاءه ، فقوى المعارضة لم تحسم امرها بعد ليس فى وحدتها التنظيمية و انما يتعدى ذلك الى الرؤية السياسية ، وهو انما يتفاوض مع الحركات المسلحة لوجود امكانية حقيقية لتهديد حكم المؤتمر الوطنى سوى فى الولايات التى تنشط فيها او بنقل نشاطها العسكرى الى تخوم الخرطوم ، وعلى ذلك جرى المثل القائل (اذا اقتنع الديك فمن يقنع الحبة ” ، ان الاوضاع الحالية التى تعيشها البلاد لانترك لاحد مجالا للتنصل او الهروب من مسؤلياته و التزاماته تجاه قضايا الوضع الراهن ولذلك فاننا لا نرى تناقضا كبيرا بين البرنامج الذى يطرحه السيد الصادق المهدى والذى يشتمل على التوقيعات والاعتصامات وورش العمل وبين البرنامج الذى يطرحه التحالف والذى لخصه فى برنامج المائة يوم ، فالذى يجمع بين الاثنين ليس فقط سلميتهما واتجاهها للشارع ونبذهما للتغير بالعنف فحسب ، بل ان احد أهم المشتركات هى فى حتمية التغير،وفى الاتجاه للجماهير وفى الاتفاق على تحليل سياسىى لانتهاء فترة صلاحية النظام ، ففى الوقت الذى يخطط المؤتمر الوطنى وحكومته لتأجيل الأعتراف بالوصول الى نهايات وأنسداد الأفق بالكامل فى وجه الحكومة ووقوفها عاجزة عن معالجة ابسط المشكلات ، على المعارضة أن تعمل على التعجيل بهذا الأعتراف وهو أما قاد الى تغير فى تركيبة النظام والحكم سلما وطوعا لجهة تأكيد جديته فى الوصول الى تسوية تاريخية تنهى الاحتراب الى غير رجعة ، واما ادى الى استسلام النظام اذا طالت فترة المواجهة السلمية حيث من المتوقع ان تؤدى هذه الأحتجاجات والاعتصامات الى انهاك النظام بدرجة كافية ، لا أرى سببا يجعل التحالف يرفض برنامج حزب الامه ولا منطقآ فى تبريرات السيد الصادق لرفض برنامج التحالف وهو أمر يمكن الاتفاق عليه اذا قامت الورشة المقترحة لتوحيد رؤية التحالف حول القضايا كافة ،من الناحية الاخرى فالحكومة وبامكانياتها المعروفة تعلم علم اليقين ان التحالف ككل ليس لديه تلك العلاقات التى تتحدث عنها مع الجبهة الثورية، وانها لعلى علم بتخطيط الجبهة الثورية و” المؤمن لايلدغ من حجر مرتين” أليسو هم بمؤمنين؟ خطة الجبهة الثورية مكشوفة ومعلومة ، وعلى الارجح فان الدكتور نافع بكشفه لعناصر خطة المعارضة والجبهة الثورية فأنه يرسل رسالة بأن ملامح فشل الخطة قد بدأت ، و تأسيسآ على ذلك ربما لم يكن موفقا الحديث حول مهاجمة الجبهة الثورية الخرطوم ، ذلك أن الجميع يعلم بالمخاطر المترتبة على ذلك وفى هذا فالطرفان الحكومة والجبهة الثورية مهددان بانعكاسات و نتائج اى قتال داخل الخرطوم او المدن الكبيرة ، فالمؤتمر الوطنى يعى الاسباب التى جعلته يتآكل ويخسر من عضويته السائحون والانقلابيون وغيرهم من قيادات الصف الاول ، ويعلم بأن الضائقة الأقتصادية تزداد استفحالا وتفاقما ويعلم أن بعض وزرائه يتخذون من القرارات مايعود بالخسران ويشعل النيران ويعلم كما يقول الدكتور نافع مساعد السيد رئيس الجمهورية بأن من خطط المعارضة تبنى اى مشكلة تقع بين الحكومة والمواطنين ، اذا كيف يمكن للحكومة وحزبها تفادى ذلك ؟ اليس من طريق غير المواجهة تنتهجه الحكومة للقيام باصلاحات تطئمن المعارضة السلمية والمسلحة بجديتها فى التفاوض ، و الجهة الثورية تغامر بلا شك برصيدها المناطقى الى جرجرة البلاد لحرب اهلية ستترك اثارها المدمرة لاجيال قادمة ،ياهؤلاء أن أوضاع البلاد لا تتحمل أكثر من هذا ، اليس هناك من عقلاء ليجلس الجميع لحل هذه المشكلات سلما وتفاوضا ،الجميع مندفعين الى منطقة لايمكن التراجع عنها ، وأستدامة الحرب لايحصد دمارها وآلامها الا المواطنين الابرياء فى مناطق النزاع بشكل مباشر موتا ودمارا وضياعا للممتلكات ويكتوى بنارها المواطنين خارج مناطق النزاع تدهورا أقتصاديا وتوقف لعجلة التنمية وأنعدام وندرة فى الوقود والدواء والغذاء ، ياهؤلا الا تعلمون أن 30% من اطفال السودان يعانون من سوء التغذية ” وزارة لاصحة الاتحادية” ، يا هؤلاء الا تعلمون ان 60% من سكان البلاد بلا كهرباء ( الاسكوا ) ، وان أكثر من 90% من السكان فقراء ، ياهؤلاء المستشفيات بحاجة الى الف زجاجة دم يوميا ” المركز لاقومى لخدمات نقل الدم” فلماذا تهدرون الدماء ، اذا كنتم تتقاتلون من اجلنا فهذا حالنا ، فكفى أقتتالا ،وان كنتم تتقاتلون من اجل أنفسكم فهذا شأنكم وإن الله سيحكم بيننا وبينكم ،،
احزاب ضعيفه وتافهه وخائنه وتستحق ان تعلق علي اعواد المشانق مع انقاذها الذي تريد ان تفك حبل المشنقه الذي نصبه لها ثوار واحرار كاودا, بلا قرف معاكم ايها الخونه فسندخل الخرطوم ونعيد للشعب السوداني حياته وسنرمي بكم جميعا في مزبله التاريخ مع كلاب الانقاذ ولن تقوم لكم قائمه بعد السقوط فانتظرو الصبح وهو بجد قريب وقريبا جدا
ارجوان تكون منطقيا، لتتسق رؤاك و تحليلاتك مع معطيات الواقع يا اخى محمد وداعه:
* النظام الفاشل تسبب فى المشاكل و الأزمات السياسيه و الإقتصاديه و الإجتماعيه فى السودان، و بالنتيجه تم تدويل هذه القضايا- ما ادى لإتهام رموزه بالإباده الجماعيه و جرائم حرب امام المحكمه الجنائيه الدوليه.
* النظام لم يستمع لأصوات العقل التى إنطلقت تنصحه سنوات عددا، من المعارضه المحليه و الوسطاء من الإقليم و دول العالم.
* اسوأ من ذلك، ان النظام اعلنها صراحة ان من يريد تغيير النظام عليه حمل السلاح، فكان ما كان.
* الأحزاب المعارضه بما فيها صادقك المهدى هى اول من حمل السلاح فى وجه النظام. ثم إكتفوا من بعد ذلك – بدلا عن اسقاطه- بإقتسام كيكة الثروه اولا! ثم السلطه! و معظم الذين ينادون بالمعارضه السلميه، لا يهمهم ما يدور فى بلادنا اليوم من قتل و ظلم و تشريد و دجل. هم منتفعون بشكل او بآخر من إستمرار النظام، و ما معارضتهم السلميه هذه إلآ للمناوره و الإبتزاز بهدف تعظيم المنافع مستقبلا. هذا واضح و لابد انك تعلمه !
* وفى الأثناء، يستمر النظام فى القتل و الظلم و التهميش و الفساد، باسم العقيدة و الدين احيانا، و محاربة الطابور الخامس و العنصريه و العماله و الخيانه والإمبرياليه احيانا اخرى. لكن الهدف الحقيقى من وراء حروبهم و جرائمهم هو البقاء فى السلطه للمزيد من الثراء و إكتناز مال السحت و الفساد و التسلط، و لا بأس من دفع بعض المال لأصحاب النفوس الضعيفه، و فاقدى الحس الوطنى، و الأرزقيه، و المنافقين، فهم بالأساس لا يدفعون هذه الرشاوى من جيوبهم الخاصه، و إنما من موارد الشعب السودانى الفقير و المعدم.
* و بالنتيجه، مات مئات الألوف بالقتل الصريح و بالتشريد و التعذيب، و وصل الفقر فى المجتمع ل96%، و الذين هم تحت خط الفقر 46%. و انعدمت الخدمات الضروريه من تعليم و صحه، و التى كانت توفر مجانا للشعب السودانى قبل دخول البترول و الذهب لخزينة الدوله. و دمرت الوحدات ألإنتاجيه، زراعيه و صناعيه و خدميه. و إرتفعت ديون السودان إلى 45 مليار دولار. ثم بيعت اراضى الوطن و مشاريعه الإنتاجيه غصبا. ثم سعى النظام فى ارض الله فى شحدة بينه بإسم الشعب السودانى.
* أن القتل و الظلم و التشريد و التعذيب و الفساد فى ظل هذا النظام وصلت مراحلا و مستويات لا يمكن السكوت عليها يا اخى. و النظام و تابعيه من الأرزقيه و اللصوص و المتخاذلين، حينما يسعون لتهديد و تحذير الشعب السودانى من الجبهه الثوريه تحت دعاوي العنصريه او البطش بالشعب السودانى حال دخول الجبهه الثوريه الخرطوم، إنما يفعلون ذلك لحماية انفسهم و فسادهم و ثرواتهم، و إرتزاق بعضهم من القضيه القوميه، و البقاء فى السلطه لتجنب المحاسبه على الجرائم التى إرتكبوها فى حق الشعب السودانى.
* إن التهديد و التحذير من العنصريه و “متمردى الجبهه”، الذى ما طفقت تروج له اجهزة النظام و تابعيه من فاقدى الحس الوطنى و ابواقه فى الإعلام المأجور، قد سمعناه و خبرناه أثناء الحرب الجهاديه فى جنوب الوطن. فالدكتور قرنق سبق ان وصف بأنه متمرد، و عنصرى، و عميل، و مرتزق، و إمبريالى، و فاسد و داعر يخطط لشرب القهوه مع بناتهم الجعليات الشرفاء!! و عند حضوره للخرطوم خرجت جموع الشعب السودانى لإستقباله فى مشهد لم يحدث فى تاريخ السودان من قبل. و قد اثبت للشعب السودانى انه مواطن بسيط، وحدوى و بطل يحمل مواصفات القياده كاملة. فغاروا منه، و خافوا على سلطتهم من قائد كهذا. تآمروا عليه فقتلوه. فكانت مأسساة الوطن و إنفصال جنوبه.
* و الآن، فالتاريخ يعيد نفسه. نفس السيناريو و ذات الإتهامات: الجبهه الثوريه متمرده، و عميله، و عنصريه، و مرتزقه، و تسعى للبطش بالشعب السودانى و السطو على ممتلكات افراده!! الشعب السودانى الذى لم يتركوا له هم قوت يومه!!
* السؤال المنطقى: هل للجبهه الثوريه عداء شخصى مع جموع فقراء و معدمى الشعب السودانى البسيط؟ هل يعقل ان تخوض الجبهه الثوريه قتالآ مثل هذا ضد نظام الظلم و البطش، ثم يكون هدفهم هو تصفية الشعب السودانى جسديا، و السطو على ممتلكاته الشخصيه؟ هل فعل كهذا ممكن، عمليا و منطقيا؟ هل حدث مثل هذا عندما دخلت إحدى فصائلهم الخرطوم فى وضح النهار عام2008؟ هذا هراء و كذب و تضليل.
* إن الجبهه الثوريه تتكون من رجال ينتمون لهذا الشعب: بعلاقة المواطنه و العقيده و المصاهره و الإنتماء و المآل و المصير. هم رجال على درجه عاليه من الوعى، و العلم، والفهم، و الإدراك، و الخلق و الثقافه السودانيه الأصيله. العقيده الإسلاميه و تعاليمها جزء اصيل من تربيتهم تاريخا، و ليس إدعاء” و تجاره. و إن حملوا السلاح، فقد كان ذلك فى وجه نظام الظلم و القتل و الفساد، و ليس فى وجه الشعب السودانى الصابر. و حملهم السلاح كان نزولا” عند رغبة النظام المجرم الذى دعا معارضيه لحمل السلاح إن ارادوا اسقاط النظام. ذات السلاح حمله كل من الصادق المهدى و غازى صلاح الدين و الكارورى و الترابى و غيرهم عام 1976، و للمفارقه، فقد حملوه ضد نظام هو افضل الف مره من نظام تجار الدين هذا ،الذى يتسلط على رقاب الشعب السودانى اليوم. السلاح حمله ايضا التنظيم الماسونى بقيادة الترابى و على عثمان و البشير لتغيير نظام ديمقراطى شرعى، عام 1989، و كانت نتيجته ما نعايشه اليوم من مآسى و تقسيم و شتات. فمالكم كيف تحكمون؟ و لم الكيل بمكيالين؟
* سبق ان قلتها، و اكررها هنا للشعب السودانى الصابر: ان لا داعى للخوف و الوجل و التردد والشك الذى يقود للمزيد من الدمار. التغيير قادم لا شك. هذه سنة الحياه و إرادة الله فى الكون.
و اقولها بوضوح ان من يخشى مشاركة الجبهه الثوريه فى إجراء التغيير او دخولها العاصمه، فهو إما قاتل نفس حرمها الله، او لص، او فاسد، او تاجر دين لم يتق حق الله فى سلوكه وفى مسعاه، او ظالم، او فاسد، اوعذب او شارك فى تعذيب و تشريد و تقتيل آخرين، او مرتشى، او خائن و منافق و متواطئ مع الباطل.. الى آخر هذه الجرائم التى كان من المفترض محاسبة مرتكبيها قانونا، حتى بدون دخول الجبهه الثوريه للخرطوم.
* اود ان أؤكد لك يا اخى ان التغيير آت. و ان التاريخ سوف يعيد نفسه. و سوف نستقبل ابطال الجبهه الثوريه فى الميدان الأخضر إنشاء الله! هكذا علمنا التاريخ عن الثورات التى قامت فى السودان و العالم ضد الظلم و القتل و البطش و الفساد. فلا بد من إعادة المظالم. و لا بد من تسويه الحقوق. و لا بد من القصاص للدماء البريئه التى سالت على إمتداد الوطن. و لا بد من المحاسبه على الفساد. ذلك هو ديننا و شريعة الله فى الأرض، و ليس التجاره بإسمه. فقد جفت الأقلام و رفعت الصحف.
و لا يمكننا يا اخى تغاضى النظر عن التاريخ، و الحقائق و المعطيات المذهله على ارض الواقع، بسبب من دوافع التخذيل، او التثبيط، او المعارضه السلميه، سمها ما شئت.
النصر للثوره السودانيه المسلحه.
و التحيه و التقدير لأبطال الجبهه الثوريه السودانيه.
** و نسألك اللهم العزة و الكرامه و الحريه و حكم القانون للشعب السودانى الصابر.
** و نسالك اللهم الخزى و العار و الخزلان لتجار الدين الظلمه الفاسدين.
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.