الرئيس و مناهج الدعوة

الرئيس و مناهج الدعوة

كمال سيف
[email protected]

دعا الرئيس عمر البشير رئيس الجمهورية و رئيس حزب المؤتمر الوطني في خطابه في ختام اجتماع مجلس شورى المؤتمر الوطني الأعضاء المجتمعين بعودة الحزب إلي مناهج الدعوة و هي مناهج تربوية و تعليمية كانت تستخدمها الحركة الإسلامية في المساجد و الزوايا و الخلاوى في الأحياء السكنية و أماكن الدراسة في المدارس الثانوية و المعاهد و الجامعات و من خلال هذه المناهج التي تقوم علي تلاوة القرآن و تعاليم السنة و المدارسة و التفاكر في أمور الدين و من ثم الشئون الاجتماعية و السياسية و كانت تربط بين أعضاء التنظيم في الحي الواحد و بين الأحياء الأخرى و بين القاعدة و القيادة و لكن بعد استيلاء الإنقاذ علي السلطة قد حل التنظيم و استعاض عنه بمؤسسات الدولة و سخرت تلك المؤسسات في استقطاب الناس من خلال الوظائف و التسهيلات التجارية و تعطلت المنهج التربوي باعتبار أنه يتناقض مع السلوكيات الجديدة لأهل الإنقاذ الذين وجدوا نفسهم يستولون علي دولة بكل إمكانياتها و يوظفونها لمصالحهم الذاتية مع حرمان بقية أهل السودان.

بعد ما استشري الفساد في كل مؤسسات الدولة و أصبح جزءا من السلوك العام يريد السيد رئيس الجمهورية الرجوع إلي منهج الدعوة الذي فارقته جماعته من زمن بعيد فقيادات المؤتمر الوطني قد تبنت المنهج البرجماتي ” فلسفة المصلحة” و هو المنهج الذي اعتمدته الإنقاذ في سياستها و نشرته بين أعضائها و مريدها و تعتمد عليه أيضا في استقطاب الناس و لا اعتقد أن هناك سودانيا أو سياسيا واحدا يذهب للمؤتمر الوطني لأنه حزب فيه منهج تربوي إسلامي يحض الناس علي القيم الفاضل و السلوك القويم و التأدب بآداب الإسلام و التمسك بسنة الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام أنما كل الذين انخرطوا في بالإنقاذ متمسكون بها لأنها توفر لهم سبل النهب و الاستيلاء علي المال العام و إيجاد وظائف باعتبارهم أصبحوا أهل ولاء و من جاءوا من القوي السياسية الأخرى يحجون في كعبة الإنقاذ ليس بسبب برنامجها السياسي أو منهجها التربوي أنما بحثا عن مغانم الدنيا و ملذاتها التي لا يجدونها في أحزابهم فإذا بعض قيادات الإنقاذ حاولت البحث عن الفضيلة و قيمها سوف تجد من يحاربها من داخل التنظيم و يتصدي لها لآن الإنقاذ أصبحت مصالح الخاصة.

أن الدعوة التي قدمها السيد رئيس الجمهورية من أجل الرجوع لمناهج الدعوة هي دعوة للاستهلاك الدعائي مثلها مثل تمسكهم بمظاهر الإسلام التي سلبوها كل مضامينها و قيمها الفاضلة و احتفظوا بشعارات إسلامية لكي يمارسوا تحت مظلتها كل أفعال البغي و الحرام من نهب مال عام و تطاولوا في البنيان من المال المسلوب و المنهوب و أفسدوا كل منهم حولهم و عندما دن الأجل بدأوا يتباكون علي قيم الفضيلة التي قذفوا بها وراء ظهورهم متمرغين في نعيم الدولة دون حياء اغتنوا و بطروا و لآن يسألون عن مناهج الدعوة.

فدعوة رئيس الجمهورية لأحياء منهج الدعوة سوف يعجل بنهاية عهد الرئيس عمر البشير و لا يترددون في تسليم الرئيس إلي المحكمة الجنائية الدولية للتخلص منه لأنه يريد أن يقف ضد تحقيق مصالحهم و هؤلاء لا يشبعون أبدأ يقول عنهم الرسول صلي الله عليه وسلم ” إذا أعطينا بن أدم وادي من ذهب لطلب واديا أخر و لا يملأنا عين بن أدم إلا التراب” فليس هناك سبيل غير طريق الثورة تقتلع كل هؤلاء المفسدين و محاسبتهم يرونه بعيدا و نراه قريبا.

كمال سيف
سويسرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..