تشاؤمي.. وتفاؤل غازي

سألتني فضائية النيل الأزرق عن احتمالات قيام الملتقى التمهيدي للحوار السوداني بأديس أبابا وفقا لقرار الاتحاد الأفريقي.. معززة ذلك بما نسب للسيد ياسر عرمان عن ترحيبهم بالمشاركة في المؤتمر الدستوري الذي ينعقد داخل السودان شريطة أن يتم التحضير له والاتفاق على أجندته وضماناته بأديس أبابا..؟ لم أكن متفائلا واستبعدت قيامه.. أي الملتقي التحضيري.. لأسباب أرى أنها موضوعية.. فقد أبنت أن تصريح عرمان ليس فيه جديد.. فهذه هي ذات النقطة التي علقت عندها جهود التسوية السياسية في وقت سابق.. ثم لأن المواقف هي المواقف.. ولم ينجح الوسطاء في إنجاز أي زحزحة للفرقاء عن مواقفهم السابقة.. وقلت إن الحكومة متمسكة برفض أي تحضيرات خارجية بدعوى أن الشأن الداخلي لا ينبغي التدخل فيه.. مع أنها هي من فتحت الباب للتدخل الخارجي.. وأن المعارضة متمسكة أيضا بعدم الثقة.. وضرورة وجود ترتيبات خارجية توفر الضمانات المطلوبة.. وعبرت عن أقصى تشاؤمي حين قلت إن الخلاف يبدأ حتى على المصطلح حول تسمية المؤتمر من دستوري إلى جامع إلى حوار وطني..!
غير أن رئيس حركة الإصلاح الآن الدكتور غازي صلاح الدين العتباني.. بدا متفائلا وهو يحذر الحكومة.. أولا.. من مغبة تجاهل قرار الاتحاد الأفريقي، الذي طالب فيه بإجراء لقاء تمهيدي للحوار في أديس أبابا. ثم مؤكدا.. أن الحكومة ستضطر إلى قبول اللقاء عاجلاً أو آجلاً.. وفي مؤتمر صحفي شهدته طيبة برس الأحد حول (الوضع السياسي الراهن ومستقبل الحوار) نقل عن غازي.. (إن قرار الاتحاد الأفريقي الأخير بشأن الحوار السوداني، يعبر عن ضيق الأفارقة بما أسماها المماطلة في اتخاذ الخطوات الصحيحة من قبل الحكومة في إجراء حوار وطني شامل وحقيقي)..! ويبدو جليا أن غازي في تفاؤله هذا إنما يراهن على خشية الحكومة مغبة موقفها المتشدد.. أو أن تواجه الحكومة بتدخلات دولية حال رفضها لإجراءات الإقليم.. ولكن.. ورغم أن الحكومة لم تعلن موقفا مباشرا حتى الآن ردا على طلب الاتحاد الأفريقي.. إلا أن غازي يعلم جيدا كيف تفكر الحكومة في هكذا موقف.. أي مواقف الضغوط الناعمة وليست الضغوط الحقيقية.. ففي هذه الحالة فالحكومة لا تخاف إلا الله رب العالمين..!
ولا يفوت على المراقب محاولة الدكتور غازي تقديم حوافز للحكومة كما جاء في الخبر.. ونصح العتباني، الحكومة بالتخلي عن موقفها (الغريب) برفض عقد اللقاء التمهيدي بشأن الحوار في أديس. وقال إن موقفها غير منطقي، مبيناً أن المزاج الشعبي في السودان ليس مع الانتفاضة، وإنما يفضل الحوار..! وفي المقابل فإن تحذيره من العقوبات يصبح غير ذي قيمة.. (وحذَّر من أن الاستهانة بالسند الأفريقي سيجعل السودان مكشوفاً أمام ضغوط عالمية ستكلفه أكثر مما يكلفه أي حوار حقيقي بين أبناء السودان)..!
وغير بعيد عن الأزمة الوطنية.. يظل أهم ما نقل عن د. العتباني دعوته لقوى المعارضة.. أن ترتفع لمستوى التحديات التي أمامها، وأن توحد صفها على أساس خيار الحد الأدنى، وأن توجه طاقاتها بعيداً عن الخلافات القديمة والثأرات.. فبرأي الكثيرين أن توحيد صفوف المعارضة وتجاوزها لخلافاتها.. وتفكيك التعقيدات التي تعتور مشهدها هو نصف المشوار نحو الحل الوطني..!

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. الصهر الرئاسي ( لطيف ) يحاول بث عبارات التمجيد لحكومة الكيزان بين السطور وبطريقة ماكرة ، برع فيها صهره وشرزمته الكذوبة طوال سنوات حكمهم .. إقرأ نهاية الفقرة الثانية ” ففي هذه الحالة فالحكومة لا تخاف إلا الله رب العالمين ” !!! يا سلام ! طيب ، هل خافت الله رب العالمين في شعبها ؟ أم أذاقته العذاب والبطش والتنكيل والتشريد طوال ربع قرن من حكمها – وما زالت ، بعد أن سرقت السلطة بالغدر والخداع في انقلابها المشئوم؟
    كان الأصح أن تعدل عبارتك يا لطيف لتقرأ ” فالحكومة لا تخاف الله رب العالمين ” وسيخسف المولى عز وجل بك وبهم الأرض ، إنه المنتقم الجبار ..
    انتظر يومك معهم فالشعب يعرفهم … ويعرفك …

  2. والمحادثات مع الحركة الشعبية هل كانت شان خارجى بين دولتين؟؟
    ونيفاشا وابوجا واديس هل هم مدن سودانية؟؟؟
    والايقاد واصدقاء الايقاد هم هم سودانيين ؟؟؟؟
    مفروض الحكومة فى سبيل مصلحة السلام وحل المشكلة السياسية والاستقرار فى السودان لو قالوا ليها المحادثات فى تل ابيب توافق!!
    واحسن للحكومة ما تفوت فرص السلام الحقيقية لان الناس لمن يكون عندها الموت افضل من العيش تحت سلطتها وتسلطها ح تعرف انه الله واحد!!!!
    والى متى تعيش الحكومة او الحركة الاسلاموية على اعصابها وتعتمد على القوة والامن فى ادارتها للدولة بدلا عن الاعتماد على الدستور والقانون والخلاف والتبادل السلمى للسلطة وتكون القوة والامن لحفظ تراب الوطن وسلامة اراضيه ومواطنيه من اعداء الخارج؟؟؟
    اليس فى الحركة الاسلاموية او الانقاذ رجل رشيد واحد فقط كلو كلو؟؟؟
    البيحفظ الامن والاستقرار هو التوافق والتراضى على الحكم والدستور والقانون والمؤسسات وليس اجبار الناس على برنامج حزب او جماعة وبالقوة والجبرية!!!!
    اقسم بالله لو امتلكت الانقاذ كل اسباب القوة العسكرية والامنية ما تضوق الراحة والاستقرار ولو حكمت متين سنة وتكون هى السبب فى التدخل الاجنبى والسكوت على الاحتلال والاعتداء الاجنبى وعدم السكوت على المعارضة السودانية مما يغرى اى دولة على احتلال اى جزء من السودان او الاعتداء عليه وهى مطمئنة ان الجيش وقوى الامن مشغولة بالمعارضة الداخلية!!!
    كسرة:انا عندى اقتراح بان يدخل قادة الانقاذ او الحركة الاسلاموية سنة اولى روضة سياسية!!!!ولا يكون السودان ما همهم الاول وانما همهم الاول مع ناس مرسى والظواهرى والحركة الاسلاموية العالمية وانحنا فى السودان مالنا ومال كل هذه القذارة والعفانة والعهر والدعارة السياسية باسم الدين الاسلامى الحنيف؟؟؟؟؟

  3. “فالحكومة لا تخاف إلا الله رب العالمين..!” ….هذا هو الوحيد الذي لا تخشاه الحكومة، بل لعلها لم تسمع به. أما الذي تخشاه الحكومة فهو هبة الشعب التي تليها المحاسبة لتنظيم اللصوص.

  4. ك ل كلب ينبح حرصا على ضنبو ، يبتاع فتات المؤائد،بطرة ناس الانقاذ حيروحوا في ستين ويخلوك للخازوق.

  5. ك ل كلب ينبح حرصا على ضنبو ، يبتاع فتات المؤائد،بطرة ناس الانقاذ حيروحوا في ستين ويخلوك للخازوق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..