‘الجزيرة’ في عيدها الخامس عشر تقود الثورات

بصراحة هذه القناة قلبت الأمور، هيأت العرب للثورة، حفزتهم للتفكير بالكرامة والحرية، دفعتهم لطلب حقوقهم السليبة، ساهم كل من عمل في ‘الجزيرة’ في الصحوة للثورة، يجب أن نؤرخ لاعلامنا الحر من تاريخ انطلاق ‘الجزيرة’ فنقول قبل ‘الجزيرة’ أو بعد انطلاقها، قبل ‘الجزيرة’ كان الإعلام العربي خاصا بشخص الرئيس.. سافر الرئيس عاد الرئيس (طبعا بحفظ الله ورعايته) جلس الرئيس، مشى الرئيس، أكل الرئيس، قال الرئيس، نام حلم استقبل ودع قرر عيّن فلانا.. أقال علانا مشط شعره دخل الحمام.. كل أفعال الرئيس هي مدار ومحور الإعلام، أما نحن الشعوب فلا نفعل إلا ما طلبه الرئيس مشكوراً.. لا يوجد شيء اسمه معارضة الكل مع الرئيس وطوع أمره.. كان هذا هو الخطاب فقط!
الذي قرر إنشاء ‘الجزيرة’ نقل الأمة من الأوهام إلى الحقيقة من الخنوع إلى العز من الظلام إلى الأضواء، ‘الجزيرة’ أشعلت المصابيح فأصبح العرب في النهار وتداعى الآخرون لتقليدها.. فرنسا أطلقت القناة العربية (FRANCE 24) ألمانيا كذلك (DW-TV) الصين أيضا (CCTV9) روسيا (روسيا اليوم) ولا تنسى إيران ايضا (العالم). وطبعا.. التالي بعد ‘الجزيرة’ كانت (العربية) التي تعبر عادة عن التوجه السعودي، ولا نغفل طبعا (BBC ARABIC) التي اعتدنا سماعها إذاعة.
كل هذه الفضائيات التي توجه أفكارها إلى الدماغ العربي تهدف لطرح وجهة نظر مالكها أو ممولها، لكن ‘الجزيرة’ تصف الحال العربي ولمصلحة المواطن العربي أياً كان بحيادية يُشهد لها دون النظر إلى آراء أو أفكار أو أهداف (القُوى) الموجودة على الساحة الدولية في كثير من الاحيان، ‘الجزيرة’ تعبر عن طموحنا نحن العرب عن آمالنا عن مشاعرنا تصف حالنا كما هو لا كما يريده (س) أو (ص) حتى لو غضب (س) أو بقية (الحروف) أو أغلق مكاتب ‘الجزيرة’، ظلت ‘الجزيرة’ وفية للعربي توقظه تدفعه للأمام حتى لو أدى ذلك إلى استشهاد المراسل (طارق أيوب مثلا) أو المصور (علي الجابر) أو اعتقالهم وسجنهم (علوني وعلوان ولطفي المسعودي) أو الاعتداء عليهم (أمثلة كثيرة).. عمل في ‘الجزيرة’ فقط من كان نهجه مع العروبة والإسلام، صمدت ‘الجزيرة’ خلف العربي وأصدقائه بغض النظر عن الظروف كانت قاسية أو مريحة في فلسطين في العراق في أفغانستان وفي دول الربيع العربي التي لولا وجود كميرات ‘الجزيرة’ (العلنية أو الخفية) لكانت المجازر تنهي هذا الربيع وتحوله إلى رماد وتدفنه في مهده دون رحمة.
لا ندعي أن ‘الجزيرة’ لا تخطئ أو أن كل ما تفعله صوابا، لكننا نعلن أن ‘الجزيرة’ أحيت فينا حب الحرية وكانت فعلا وواقعا وحقا (الرأي والرأي الآخر) كما أنها وقفت مع (الخبر والخبر الآخر) واحترمت إلى حد كبير أصالة العرب حتى أننا نفخر بأن ‘الجزيرة’ لديها مذيعون مثقفون أذكياء ومذيعات مثقفات محترمات دون إظهار
الصدور أو السيقان فهن مذيعات ولسن راقصات، سياسة ‘الجزيرة’ هي التي سمحت بوجود مذيعات محجبات في التلفزيون دون خجل أو غرور، يحكى أن إحدى المذيعات في تلفزيون عربي قررت لبس الحجاب ففُصلت فورا ومنعت من دخول مبنى التلفزيون وقيل لها إما ان تختاري الدنيا أو الآخرة!
أثبتت ‘الجزيرة’ انه بالإمكان اختيار كلاهما دون تعارض.. شكراً لـ’لجزيرة’ ورجالها وقادة برامجها ولكل من اعلا شأنها وشأننا.
اسماعيل عاصي – عمّان
[email protected]
القدس العربي

تعليق واحد

  1. صدقت با أخى فى كل ما قلت فالجزيرة حقا هى منبر من لا منبر له وأعترف لها بدورها فى نشر الوعى بين العرب شكرا لك وللجزيرة

  2. ليس الجزيرة فقط ولكن لولا فيصل القاسم وبرنامج الاتجاه المعاكس الذي فتح اعيننا على كل شئ وهو السبب المباشر لكل ما حدث من ثورات، لك الشكر دكتور فيصل القاسم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..