مقالات سياسية

في ذكرى رحيل حمّيد… شكراً للذي أماتك لتحيا فينا..!!

[CENTER][/CENTER] خروج:
*لولا الشعراء لكان الوطن أكثر سوءاً من جميع الحكومات… ولولا الحكمة لما احتملتنا الأرض الخراب التي ظلت تلهمنا الحزن والسلوان..!!
النص:
تخرج موجوعة منه أم موجوع منها.. لست أدري.. فهي “القصيدة”… ثم غادر.. فهل تستريح القصائد؟!
* نعم.. بغتة رحل صاحب “المعلقات” بكل ما تحمله، وكأن الموت رؤوفاً بهذه الفجاءة التي طوت وجوده بعد أن ضمن خلوده في ضمير الشعب بأدب رفيع حملته المشارق والمغارب..!
* وظلت أشعاره في نطاق الداخل السياسي “السمج” مثل عرائس غريبة يتوجها الزمان بين شعاب البلاد… عالمية في محليتها.. ومحلية بالمعنى الفلسفي الصميم، وليس بين طياتها غبش أو “سماد” بل الإيمان بالوطن وفضاء الجمال في ملكوته الأعم..!!
ويظل “الوطن السياسي” للعارفين الأماجد من أمثالك؛ يظل ذلك الشبح الذي يلتهم الشعراء فيزدادون إسرافاً في حبه كلما اعتور الظلم في الصلابة..!
* يالك من “حميد” يا محمد الحسن سالم.. تفاجئ الناس “موتاً وحياة”.. ثم تترك خلفك ثروة لا تقدر بثمن في متاهة البلاد… كأنك في جانب العتمة تتمثل في أشعار الكبار الذين سبقوك كمحمد عثمان كجراي:
وطن النسيان
لا يثمر غير الحنظل الأصفر
حقداً ومرارة
يعرف الربح عقوداً ونقوداً
ويرى في مقطع الشعر الخسارة
* ويظل الرابحون من قصائدك هم: “الشعب الذي تعرفه ويعرفك” وتحبه.. فاطمئن بحبه لك أيها “السالم” المسالم.. ومن الود يرتاد الدعاء غبش الفجر، والنخل الذي احتواك عشقاً وحزناً وفاجعة… فلا عليك أن تفجعنا (نحن أمة الفجيعة)..!
* أنت عائش في حروفك.. بينما آخرون يعيشون في أوهام رخوة… وأنت راحل في “عزك” دون أوزار في القصيد.. فهلا أمهلتنا لنستوعب ذلك “الكرير” الذي أسكرنا وأنت تقرأ مثل جواد أصيل مطعون؟!
* هل كرير أم شهيق.. أم صوت القصيدة وهي تخرج من كهفها السري المقدس لتعمل سحرها في الناس والشجر؟!
* هل الصدق أم العاطفة “العاصفة” التي تملأ الضلوع بالإنكسارات والآمال المعذبة؟!
* هل كنت أنت.. أم كائن رهيب “بلا رهبة” سوى بساطة تطرزك بجلال حتى البكاء..!!
* شكراً لك في الموت الحياة… وهل عندنا سوى “الشكر اليتيم”؟!!
* وشكراً للوطن الذي أماتك كثيراً فحييت فينا… وأحييته في منابر الليل والنهار مثل سحابة….!!
* سيأتي خريفك الرحيم (كما ظل حلمك).. لك الرحمة في الحلم واليقظة..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأهرام اليوم

تعليق واحد

  1. الفارع شبونة…لك التحية
    كثير من القصائد والأغانى لم تجد طريقها للحفظ (خاصة أغانى مصطفى سيد أحمد) بسبب الزمن الظلام الذى يعشعش فيه بوم هدم مكتبة الحقيبة والكتب الصفراء بين أيدى شيوخ الأفخاذ..وخلت المكتبات من الثر وامتلأت بالغث …نحتاج إلى تجميع وحفظ كل قصائد الرائع ( وغيرها)

  2. لك التحية ايها الاصيل وانت تذكر فينا القامة السامقة حميد الذي عاش للناس ومات بالمواجع الا رحمة الله عليه إنهم اناس السودان الحقيقيين الذين يعرفون الغبش ويعبرون عنهم في ظل حكم هذه العصابة القذرة التي لاتعرف الانسانيةولا الاخلاق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..