أخبار السودان

تتخدرون.. ثم… تحترقون…

تتخدرون.. ثم… تحترقون…

محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]

كنت قد تناولت في مقالي بالأمس اللقاء المفاجيء الذي جمع الرئيس البشير وبعضا من أركان حرب حزبه..بالسيد الامام الصادق المهدي وعدد من انصاره..وقد طرحت تحليلا هو في سياق تساؤلات عن مغزي توقيت هذا اللقاء.. الذي يتواكب مع ظروف اعتقال صهر الامام وحليفه الدكتور حسن الترابي ..وعلاقة الحدث ايضا بوقوف مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بعيدا عن خط المواجهة التي اصطفت عنده فعاليات الاحزاب المعارضة بما فيها من يمثلون التجمع الذي كان يحظي بأبوة مولانا الي عهد غير بعيد..
ولعل ما رشح من تسريبات حول ايجابيات اجتماع المؤتمر وحزب الامة لم يتوفر عنه اي قدر من الاجابات الشافية لغليل التساؤلات التي طرحتها الاوساط السياسية والصحفية المحللة والمهتمة والمتابعة للاجتماع الذي أتي قبل انقضاء المهلةالتي حددها الامام لانفاذ احد شروطة المعروفة تلك..
ولعل ذلك كله ربما في ظل عدم وجود تفسيرات واضحة لايجابية أو سلبية اللقاء وفي ظروف يزداد فيها احتقان الشارع السوداني رغم ضعف موجهات المعارضة مجتمعة..انما يطرح ذلك المزيد من التساؤلات علي طاولة السيد الامام المطالب اليوم قبل الغد ..بالاجابة عليها..
فالامام الذي خاض تجارب عديدة وعرك مراوغة الانظمة الشمولية ومخاتلاتها الرامية الي كسب الوقت.. وتفتيت معارضيها من خلال الانفراد بالاقوي ثم تقسيمه الي جزئيات..منذ تعاطيه مع نظام مايو الذي أدخله الي مصيدة عضوية المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي بغية تخديره و أخذه الي مرحلة الاحتراق التي سقط فيها الكثير من فراشات السياسة وقتها ففقدوا لونيتهم وبريقهم….
وكانت نتيجة ذلك الاختراق ان فقد السيد الصادق هو الآخر واحدا من أهم حلفائه في تجمع ذلك الزمان وهو الراحل الشريف حسين الهندي..الذي نصحه بالابتعاد عن ذلك الفخ..ولعل بقية القصة معروفة مآلاتها..
الان الامام الصادق.. وقبل اقل من شهر داهمت قوات نظام الانقاذ دار حزبه وتعقبت مسيرة سلمية لجماهيره واوسعتها ضربا..ولازالت جبيرة الكسور تزين معصم كريمته المناضلة الدكتورة مريم التي واجهت عدوان عسكر النظام بصمود المرآة السودانية وعزيمة الحفيدةالمهداوية الانصارية..
ثم يأتي هذا اللقاء ولا زالت اصداء هتاف الانصار تترددفي ارجاء الجزيرة أبا التي قابلت تصالحه مع ابن عمه السيد مبارك الفاضل ومحاولات لملمة جراحات الحزب التي ضربته اسلحة الانقاذ في اكثر من جناح..فقابلته الجماهير هناك بشعور عارم بالفرح والانفعال الذي بلغ درجة اعلان عدم التنازل أو التراجع قيد انملة عن مواجهة النظام الانقاذي او التصالح معه..!!!
وياتي هذا الاجتماع في ظرف تحاول فيه السلطة ان تفصل لحم المعارضة علي اهترائه عن عظام الجماهير التي تسعي لتطبيب وتقوية مفاصلها في مواجهة نظام لطالما لعب معها لعبة التكسير علي مدي سنوات حكمه التي فتت البلاد وفرقت بين العباد..
والتساؤل المشروع هل عاد الامام الي حلفائه في المعارضة لاطلاعهم علي دعوة المؤتمر الوطني له ..للاستئناس برايهم والذهاب للاجتماع برؤية وطنية تنبيء المؤتمر بانه لا يتحدث الان باسم حزب الامة وانما باسم الامة كلها؟؟؟
لقد دفع حزب الامام ثمنا غاليا جراء سياسات الانقاذ التصالحية المشبوهة فأصبح منقسما الي خمسة او ستة أحزاب..مثلما انطبق الامر علي الحزب الاتحادي الديمقراطي ..وهما الحزبان المؤثران علي الساحةالسياسية جماهيريا كما يفترض تاريخيا.. في مقابل تمدد المؤتمر الوطني ومحاولات تمكنه مستغلا امكانات الدولة لفرض نفسه كبديل لهذين الحزبين..
ويظل التساؤل قائما.أبعد كل هذه التجارب هل يأمل الامام في الخروج بنتيجة لاتحسب عليه في هذا الظرف الحساس الذي شعر فيه المؤتمر الوطني برغبة الناس في التغيير الذي تهب رياحه من كل جانب.. وأجزاء الوطن تتساقط من جراء سياسة ذلك المؤتمر الأحادية الرعناء..وحكومته التي تحاول في لحظات ترنحها وضعفها الاستقواء باضعاف البقية الباقية من قوةالآخرين واستغلال ترياق تأثيرهم على الجماهير..من قبيل التخدير المفضي الي الاحتراق..
فالي متي يا سيادة الامام..( تتخدرون ) فنحن نتسأل خوفا من الدخول في مرحلة
( تحترقون ) فهلا عدتم الي مربع.. ( تهتدون ).والله المستعان ..وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

  1. والله زمان قلنا انو البلد ماليها وجيع !!!
    عشان كدا الشعب ماحيطع فى مظاهرة اى كانت !!
    ليه !!
    لانو انا كان طلعت واضربت واعتقلت واتقلبت الحكومة هل سيتم منحى وزارة او اى منصب دستورى طبعا لا!!
    لانو ناس الصادق والميرغنى حيمسكوها ويعطوا اولادوهم والمنتفعين هذه المناصب

    اذن لماذا اخرج ولماذا اعتقل!!!
    الداير المناصب هو اللى يطلع الشارع وهو اللى ينضرب وهو اللى يعتقل …
    ونحنا قاعدين وصابرين
    هذه دعوة لكل افراد الشعب طبعا الغير مسيسن لانو يعوا ويعرفوا انو نضالهم دا من نصيب افراد اخرين الا فى حالة ان يستلم افراد الشعب السلطة

    😮

  2. عندما كان الإمام الصادق رئيس للبلد لم يجلد أحد ولم يعتقل أحد بالظلم ولم يأكل مال أحد بل كان يصرف على نفسه من حسابه الخاص ولم يقهر الشعب السودانى لذلك رأى بعض العامة ضعف فى حكمه وهو ليس ضعفاَ بل إحترام لكرامة الإنسان السودانى عاش الإمام الصادق وهو أمل السودانيين الوحيد لو يعطى الفرصة كما أعطيت للأوباش والزنادقة * عاش الإمام الصادق والله أكبر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..