هل سيتفرّج المجتمع الدولي علي شعبنا وهو يُسْحَل و يُقْتَل؟

إمتلأت وسائط التواصل الإجتماعي بتسجيلات و صور لمواطنين عزّل تصيبهم رصاصات عناصر الإجهزة القمعية للنظام و رأينا تسجيلات لنساء و رجال يتم ضربهم بالعصي و إجبارهم علي ركوب سيارات جهاز الأمن و رأينا إقتحام عناصر الأمن و الشرطة للمستشفيات و البيوت و الإعتداء علي العزّل لا بل إطلاق الرصاص داخل المستشفيات و أحيانا إطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع في غرف الحوادث بالمستشفيات. إلي هذا اللحظة تجاوز عدد شهداء الثورة الشعبية من 19 ديسمبر 2018م- 17 يناير 2019م أكثر من أربعين شهيد و لم يتم إلي اليوم حصر المصابين. طبعاً لا يمارس هذا النوع من العنف إلا نوع محتلف من القردة العليا اسمه الكيزان و كما تعلموا فهم من فاقدي الإنسانية و المختلين عقلياً و المجرمين.
يحاول النظام بهذا العنف استدراج الشعب السوداني لدوائر العنف و الفوضي و هدفهم من افتعال الفوضي هو الإفلات من العقاب و الحفاظ علي ما نهبوه، نعم هذا هو الهدف و يا للنذالة!! نعم هذا هو تفكير الأخوان المسلمين فقط الإفلات من العقاب و الحفاظ علي المسروقات. بما أن الفكرة واضحة و جليّة فلا خوف سنواصل ما نفعل و سيواصلوا ما يفعلون إلي أن يتعبوا ثم نُجْهِز عليهم.
من يتكلمون عن تائبين من جموع اعضاء تنظيمات المعتوه الدكتور الترابي و أقصد الأخوان المسلمين، جبهة الميثاق، الجبهة القومية الإسلامية، الحركة الإسلامية، جماعة الخال الرئاسي، جماعة غازي العتباني و ما يسمي بالمؤتمر الشعبي و حزب السرّاق المعروف باسم المؤتمر الوطني و غيرهم من تنظيمات الإسلام السياسي و الإرهاب. هؤلاء التائبون لا جدوي منهم و لا فائدة فيهم للشعب السوداني لأنهم لو كانوا فعلاً تائبين و منشقين عن النظام الحاكم لمارسوا الإنشاق بالطرائق المعروفة و المقصود هنا مثلاً ممارسة دور الأجاويد بين الشعب و النظام أو قول الحق و القول بالفم المليان لا لقتل المتظاهرين، لا للإعتقال، لا للتعذيب و لا للنهب و لا لترويع الآمنين و الإعتداء علي حرمات البيوت و المشافي و دور العلم. لم يمارس التائبون الإسلاميون إي من الخيارين فبماذا ستفيدنا توبتهم؟. من جانبي لا رجاء لي فيهم بالجملة و التفصيل و أدعوا لمحاسبتهم و لو عملوا مع النظام الإسلامي الإنقلابي منذ يوم 30 يونيو 1989م ليومٍ واحد.
يتكلم البعض عن الجيش و ضباطه و قياداته، لا يوجد في الجيش الحالي ضباط شرفاء و مهنيين يوجد فقط إسلاميون و لا ننسي سياسات التمكين حيث لم يلج الكلية الحربية منذ 30 يونيو1989م أي مواطن سوداني شريف فقط الكيزان و أمثالهم هم من قُبِلوا بالكلية الحربية و تخرجوا فيها ضباطاً مجرمين و كذلك الحال في كلية الشرطة و بالضرورة ليس هنالك أمل في جهاز الأمن أو أي مليشيا حاملة للسلاح و موالية للنظام. لا يوجد مخرج لنا عند الجيش فنحن عزّل أمام مسلحون مجرمون. لننسي موضوع الجيش و الشرطة فقيادات هذه الاجهزة السلطوية هم ألد أعداء الثائرين العُزّل و ألد أعداء الشعب السوداني
لن تتأتينا نُصرة واحدة من معسكر السلطة المدني أو العسكري. التسعة و عشرون يوم الفائتة أكبر دليل علي ما أقول، تستمر المظاهرات و يستمر النزال غير المتكافيء بين المتظاهرين العزّل و الجهاز الدولة القمعي و لا نصيب لنا معهم غير الرصاص الحي والبمبان و العصي و السياط و المعتقلات و التعذيب و نحن كما تعلمون روحنا أطول من حبال المشانق و أطول من ليل الظلم و الإستبداد.
تعتمد انظمة الجوار العربي المنتهكة لحقوق الانسان و الفاسدة علي نظام البشير المجرم في انجاز المهام القذرة في اليمن الحبيب و في سوريا السفاح بشّار الأسد و في تأمين البحر الأحمر كمسار لناقلات النفط و حيّز للنفوذ العسكري للولايات المتحدة و حلفائها. و للاتحاد الاوربي مصالح مع النظام المجرم علي حسب ما يعتقدون تتمثل في إيقاف موجات الهجرة غير الشرعية و هذا واحد من احلام زلوط الأوربي القميئة عسي أن يفيقوا منها. أما الولايات المتحدة فقد خدعها النظام و أوهمها بأنه سيكون سنداً لها في حربها غير التقليدية مع ما تسميه الولايات المتحدة بالإرهاب و هذا وهم آخر نتمني أن تفيق منه الولايات المتحدة. و للنظام خدمات تسهيلات عسكرية تمت بالفعل و تحدث الآن للمستبد بوتين حاكم جمهورية روسيا. و النظام الحالي بكامله سمسار بين انظمة افريقيا و الصين. هذا من الناحية الدولية. بذلك لا مخرج لنا في أن نفك حصار النظام لشعبنا بغير الاتصال بالامم المتحدة، الاتحاد الافريقي و برلمانات الدول الغربية و الاتصال الكثيف بالمنظمات الحقوقية و منظمات المجتمع المدني و الأحزاب المعارضة و الشخصيات الإعتبارية في المجال الصحفي و الفني و الأكاديمي بهذه الدول و المقصود دول الخليج، مصر، روسيا، الصين و الولايات المتحدة. سيسهم استحكام الحصار الدبلوماسي و الاقتصادي ضد النظام في ايقاف المدد و السند الدولي لهذا النظام المجرم. لاتمام هذا الواجب المتعلق بالمجتمع الدولي سأكون مع رفاقي من شرفاء المهجر المعارضين لنظام الفساد في السودان حتي ننجزه علي أحسن وجه.
الكلام أعلاه لا يوفر مخارجة سريعة لأهلنا في مدن السودان و قراه الثائرة الباسلة. لقد انجزت المظاهرات خلخلة فظيعة في لحمة النظام و أصابته بالتصدعات و النظام الآن في أضعف حالاته علي المستويات السياسية و الامنية و العسكرية. أري أنه من واجبنا الآن تنفيذ عصيان مدني شامل نهدف من خلاله لتعطيل الأسواق و تفريغ مؤسسات الدولة و إيقاف دولاب العمل و لنبدأ بعصيان شامل لمدة يومين يتم الإعلان عنهما. يعقبه يومين بلا عصيان ثم عصيان لمدة ثلاثة أيام ثم عصيان لمدة خمسة أيام و هكذا إلي أن يتم تركيع النظام بالكامل بإيقاف دولاب العمل و تعطيل ماكينة الإقتصاد و إيقاف حركة التبادل التجاري.

كلام سليم
بل المجتمع الدولي يتابع باهتمام هذه الثورة الصادقة…. بسبب ما أسميته من سحت وقتل، بدون تلوّث ثورته بالعنف او التخريب أو رائحة مؤامرة أو تدخل أجنبي (شاهد شريط الأخبار في الرابط أدناه في قناة سكاي البريطانية):
https://news.sky.com/story/sudan-spring-protests-build-against-president-omar-al-bashir-11611082