مقالات وآراء2

انقلاب الحزب الشيوعي 

يوسف السندي

في بيان على صفحته الرسمية بالفيسبوك بالأمس السبت أعلن الحزب الشيوعي إنسحابه من قوى الحرية والتغيير وهو ما يعني سحب اعترافه بالحكومة الانتقالية، وذكر في بيانه أسبابا متعددة لهذا الانسحاب، السبب الاول رفضه للتفاوض الذي حدث مع العسكر، إذ يعتبر الحزب الشيوعي أن العسكر هم اللجنة الأمنية لنظام البشير وأنه لا يجوز أن يتم التحالف معهم. وهو حديث متأخر جدا وبلا معنى، فلو كان الحزب ضد هذا الاتفاق كان عليه ان يخرج من لحظتها وليس الاستمرار في التحالف مع العسكر كل هذه المدة، مع العلم بأن الجماهير بالفعل أزاحت النسخة الأولى من المجلس العسكري بقيادة إبن عوف وكمال عبدالمعروف المعروف انتمائهم للكيزان، ولكن يبدو أن الحزب الشيوعي كانت له ملامح وأسماء محددة للضباط الذين يجب أن يفاوضهم الشعب وهو ما لم يحدث.

السبب الثاني الذي ذكره بيان الحزب الشيوعي هو اتهامه لحكومة الثورة بتقليص مساحة الحريات وانتهاك الحقوق ومصادرة أدوات التغيير ووقف المد الثوري والابطاء في تحقيق العدالة والإبقاء على القوانين المقيدة للحريات وعقد الاتفاقات من وراء ظهر الشعب. هذه الأسباب فيها ما هو صحيح وله أسبابه الموضوعية وفيها ما هو مجرد تهويل من قبل الشيوعي، الصحيح أن هناك بطء في تحقيق العدالة وهذا شأن العدالة فقضاياها ليست سهلة ولا يمكن البت فيها بتعجل وسرعة قبل تبين كل الحقائق، وهذه طبيعة العدالة داخل وخارج السودان إذ يتعدى البحث في قضية قتل نفس واحدة سنوات، فما بالك بأحداث استشهاد المئات، والعدالة ستأتي ان صبر لها الشيوعي او لم يصبر، فالثورة ماضية نحو تحقيق غاياتها وان تعجل المتاجرون. اما اتهام حكومة الثورة بانتهاك الحريات ومصادرة أدوات التغيير فهو كلام غير صحيح بالمرة، فالحزب الشيوعي نفسه وهو حزب حاكم خرج أكثر من مرة في مظاهرات ضد الحكومة، وخرجت الدولة العميقة نفسها عشرات المرات في مظاهرات وجدت كل الاحترام من حيث أن حرية التعبير مكفولة للجميع، والصحف بها حرية لا ينكرها منكر، والحريات مشاعة بصورة لا يمكن المزايدة عليها، وربما حشر الشيوعي هذا البند فقط من أجل تجميل وجه خروجه المشين.

السبب الثالث لخروج الحزب الشيوعي الذي ذكره البيان هو اتهام الحزب الشيوعي لرفقاء الامس من أحزاب الحرية والتغيير بالتأمر على الثورة والعمل على الانقلاب عليها حيث ذكر البيان بالنص ( وظلت عناصر من الحرية والتغيير تعقد الإتفاقات السرية والمشبوهة داخل وخارج البلاد وتقود التحالف نحو الانقلاب على الثورة) وهو اتهام خطير لا اظن ان أحزاب الحرية والتغيير ستسكت عليه، وربما في خروج الحزب الشيوعي من قوى الإجماع الوطني ايضا دليل واضح على أن هذه الأحزاب المذكورة موجودة في تحالف الإجماع الوطني كذلك وليست في تحالف نداء السودان فقط.

لم يحدد الحزب الشيوعي موقعه الجديد بالضبط بعد خروجه من الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، ولكنه ذكر بانه (سيعمل مع قوى الثورة والتغيير المرتبطة بقضايا الجماهير وأهداف وبرامج الثورة ) وهو قول فضفاض ومطاط يخفي في داخله نية في الانقلاب على حكومة الثورة وإسقاطها، بينما الحقيقة ان الحزب الشيوعي لن يجد بجانبه في المعارضة سوى الكيزان، فهل سنشهد تحالفا بين الشيوعيين والكيزان ضد حكومة حمدوك؟ أم سيختار أحدهما الانقلاب على الحكومة الانتقالية منفردا، وكليهما خبرة في هذا المجال حيث قام الحزب الشيوعي بانقلاب ١٩٦٩ وقام الكيزان بانقلاب ١٩٨٩.

ما يجب الآن على الحكومة الانتقالية وقوى الحرية والتغيير بعد انسحاب الحزب الشيوعي ولغته واتهاماته والنية الصريحة في العمل على إسقاط الحكومة الانتقالية، هو ان يكون رد الفعل سريعا وحاسما بتطهير كل جيوب ومؤسسات الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية من الشيوعيين، يجب فصل اي مسؤل سياسي جاء عبر الحزب الشيوعي للحكومة سواء كان وزيرا او واليا او عضوا في لجان قوى الحرية والتغيير او لجان التغيير والخدمات او الوزارات او أي مؤسسة حكومية، مع الإبقاء على من وصلوا هذه المناصب عبر الخدمة المدنية والتنافس الحر، فالواضح ان الحزب الشيوعي لن يسحب كوادره بل سيتركهم ليهزوا الحكومة من الداخل، التعامل معهم فورا وبحسم، هو جزء من تأمين الحكومة لنفسها، وضرورة حتمية لحماية الثورة وحكومتها من انقلاب الحزب الشيوعي.

 

يوسف السندي

[email protected]

‫10 تعليقات

  1. انتو عايزين بروسيا شنو ما تفكروا قدر راسكم نوع سلاحك بيحدد هويتك والمنطقة كلها كلاشنيكوف يعني الشيوعيون حاكمين فهمتوا بالنسبة لمعرصين مصر ما عندنا نيل انتو جيتو تفووو عليكم

  2. إقتباس:
    “يجب فصل اي مسؤل سياسي جاء عبر الحزب الشيوعي للحكومة سواء كان وزيرا او واليا او عضوا في لجان قوى الحرية والتغيير او لجان التغيير والخدمات او الوزارات او أي مؤسسة حكومية”
    أنت تعلم جيداً أن الحزب الشيوعي كان عازفاً عن المشاركة في الحكومة (من قولة تيت) و لكنها حركات كيزان
    بالمناسبة: عدوك اللدود أكرم التوم ليس شيوعياً و لم يأت به الحزب الشيوعي

    1. الكيزان ديل اي واحد زول دغري ونظيف وما كوز ولا حرامي ولا بتاجر في الدين ويلعب بيه ثلاثة ورقات عندهم طوالي ده زول شيوعي

  3. يا يوسف السشندي هذا هو موقف الحزب الشيوعي موقف ناصع البياض بعد ان ري تآمر المتآمرين علي الثورة وهذا الموقف كان مفروضا علي الحزب الشيوعي ان يتخذه منذ ان جلس نارس ابراهيم الشيخ والدقير وبقية المنبطحين وسلموا دقونهم للعسكر. فشكرا للحزب الشيوعي لموقفه الشجاع. والثورة مستمرة حتي تحقق كل شعاراتها. والخزي والعاكر للمتآمرين من كل شاكلة ولون.

    1. والله يا محمد انا ما عارف سبب عداء هذا الجحش للحزب الشيوعي يكون عامل ليهو عملة وكشفها الحزب الشيوعي، دعه ينعق كالبوم فنعيقه “كظرطة” الفأر.

  4. سوندی عمیل صغیر منما یسمی بالجالیة فی مصر ویکتب تحت اسمه الحرکی جهاز الامن والمخابرات المصری ,وهذا مفید لکشف توجهات هذا الجهاز تجاه السودان .

  5. الشيوعيين لا يمكن أن يعيشوا في جو معافى و هذا مرده للنفس المضطربه بفعل اعتناق الإلحاد و مفارقة الفطره السويه للإنسان و الذي عن طريق الإيمان بالله و رسالة خاتم الأنبياء يعيش في طمأنينة بأن كل أمره خير في هذه الدنيا فالنجد العذر لهؤلاء الرفاق من تصرفات و أفعال.

  6. استغرب وانا اتابع تعليقات شريحة نمطية يلوون عنق الحقيقة بالتجروء على اتهام فصيل المنتمين للحزب الشيوعى بالالحاد… هذا الاتهام فشلت فيه الطائفية والكيزان التى هدفها شيوع الجهل وغياب الوعى لمصلحة بيوتاتهتم .. كل من درس الاقتصاد درس منهج الماركسية كفكر ومنهج اقتصادى ولعل الشيوعين تميزوا بهذا الفهم الاقتصادى عن غيرهم من التبع اصحاب الولاء.. فسؤالى لهؤلاء لماذا الاتهام بالالحاد وهم يلتزمون بفكر اقتصادى محترم بل بريطانيا والدول الاستكندنافية تأخذ منه اذ تطبيق اقتصادا مختلطا ..كيف تأكدتهم بأنهم ملحدون وهم معنا وبيننا فى العمل والنوادى والمساجد والحى وفيهم خيرة السودانيين علما ووعيا ووطنية.. الشيوعين واصدقائهم شريحة ضخمة ولو ارادوا التلاعب لاجل مصالحهم فليس هناك اقدر منهم وكل الكهنوت الذى حكم السودان يتمنى ان يكسب ودهم بالاغراء او القتل .. كما ان مثل هذا الاتهام المتكرر منذ الاستقلال الذى تبثه الطائفية لامكان له الان فى عصر الوعى هذا.. واطلب من السادة الشيوعين مقاضاة مثل هؤلاء حتى يتأدبوا

  7. غايتو يا محمد سعد الشيوعيين البعرفهم انقى واصدق واكرم من امثالك ، عاشرتهم في الجامعة وفى الشغل وفى الحى ، لم يكذبوا ، ولم ينهبو ، ولم يفسدوا ، ،، انت عيش على من خدعوك بانهم ملحدين ( هم غير ذلك ) لأنك لا تستطيع ان تفكر بعقلك ، بل يفكر لك أمثال عبدالحى ن يسرقون مالك وعقلك وانت مرتاح من هم العقل والتفكير .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..