مقالات وآراء سياسية

أين وزارة الخارجية؟

زهير السراج

* لا أفهم الصمت الحكومي الغريب على فضيحة الشركة الاماراتية التي أرسلت (مائتين وثمانين) من الشباب السودانيين بدون علمهم وموافقتهم للعمل في مناطق الحرب بليبيا، ما عدا التصريح المبهم المرتبك لوزير الاعلام الذي قال فيه ان الحكومة السودانية تواصلت مع الحكومة الاماراتية وطلبت منها إعادة الشباب الراغبين في الرجوع الى السودان، مضيفاً انهم قد خُيروا بين العمل حراس أمن في الامارات او حراسة منشآت نفطية في ليبيا، وهي معلومة غير صحيحة ولا أدري إن كان وزير الاعلام يعرف ذلك أم جرى تضليله بها فخاطب الرأي العام بدون التأكد منها !

* الحقيقة هي، أن ضابطا أمارتياً كبيراً خاطب الشباب في معسكر التدريب بالامارات الذي استغرق حوالي أربعين يوماً تدربوا فيه على الاسلحة الخفيفة والثقيلة، وخيرهم بين الذهاب في مهمة بدون ان يذكر لهم ما هي او الجهة، وبين العمل في الامارات ففضل 110 العمل في الامارات بينما اختار الباقون (280 ) أداء المهمة التي فوجئوا بها عندما وصلوا إلى ليبيا فرفضوها، وأثارت الضجة التي يعرفها الجميع، ومنها الوقفة الاحتجاجية التي نفذها أهالي الشباب مطالبين وزارة الخارجية والحكومة بالإعلان عن الحقائق واتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية حقوق أبنائهم بدون أن تبدي الحكومة أي رد فعل إيجابي، غير تصريحات وزير الاعلام التي كانت غامضة وغير مكتملة، بينما كان من المفروض أن تتصدى وزارة الخارجية للموضوع وتصدر بياناً صحفياً يوضح الحقائق الكاملة، بالإضافة الى استدعاء سفير الامارات في الخرطوم والاحتجاج على ما حدث !

* غير ان وزارة الخارجية آثرت الصمت المطبق استمراراً لسياسات النظام البائد، وليس هذا بغريب على وزار ة لا تزال تحكمها قيادات النظام البائد، وينتمي جل سفرائها الى النظام البائد، ويدينون له بالولاء الكامل باعتبار ان معظمهم من الكوادر الحزبية في المؤتمر الوطني المحلول او الحركة الاسلامية او المنتفعين من النظام البائد او ينتمون بصلة القرابة لقادته، ولا يلوح في الأفق أي ملامح لاستبدالهم بآخرين رغم الاخبار التي تسربت أكثر من مرة عن إعداد الوزارة لكشوفات بإعفاء البعض إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن، بل أن وكيل وزارة الخارجية الذي عينته حكومة الثورة صرح لكثيرين بأنه لن يقصي أحداً من النظام البائد، ولا أدري كيف تأتمن حكومة الثورة سفراء ينتمون للنظام البائد وتكليفهم بتمثيلها خارج السودان والقيام بمهام تتطلب الإخلاص لمبادئ الثورة التي ناهضوها وصرح كثيرون منهم لأجهزة الاعلام الخارجية بأنها (مجرد لعب عيال) أو (مؤامرة أجنبية على السودان)، فهل يعقل أن يظل هؤلاء سفراءنا في الخارج، ولكن لا عجب في ذلك من وزارة يفتقد قادتها وعلى رأسهم وزيرة الخارجية للكفاءة المهنية ومواصفات القيادة، وحتى الكاريزما المطلوبة لمسؤولين يفترض ان يكونوا الواجهة الخارجية للسودان الذي أصبح بلا واجهة ، وكل الأمل أن يؤدي تعيين وزير دولة له خبرة في العمل بالمؤسسات الدولية لتصحيح الاوضاع الخاطئة في الوزارة !

* توقع الجميع من حكومة الثورة ان تسلك سلوكاً مغايراً لحكومات النظام البائد وتطلع الشعب على الحقائق، وتستدعي السفير الاماراتي في الخرطوم لتبلغه احتجاجها على الفعل المشين، ولكن لم يحدث ذلك للأسف الشديد، بل إن هنالك من يزعم ان بعض المسؤولين في سفارة السودان بالامارات اتصلوا بعدد من الشباب الذين عادوا إليها في انتظار ترحيلهم الى السودان، وطلبوا منهم تسجيل فيديوهات ينفون فيها واقعة التسفير الى ليبيا بدون علمهم، ولو صح هذا الحديث فإنها تكون كارثة كبرى..!

زهير السراج

الجريدة

‫4 تعليقات

  1. يا دكتور زهير وزارة الخارجية محتاجة الي مكنسة تكنس من قمة الهرم الي قاعدته، الوزيرة تعبانة جدا جدا

  2. يا حبيب،.. طالما “حميدتي” هو “رجل االإمارات” القوي في السودان، واستلم مبلغ ثلاثة مليارات دولار من الرياض وابوظبي في شهر ابريل الماضي ٢٠١٩، واصدر قراريسمح بقاء الكتيبة السودانية في اليمن، وسافر قبل ايم قليلة الي دولة الامارات وبقي فيها ثلاثة ايام لم يوضح اسباب السفر،…عليه، لاغريب علي وزارة ان وزارة الخارجية آثرت الصمت المطبق لانها لا تقوي علي “جنجويدي” مجلس السيادة!!…احد الصحفيين كتب من قبل “حميدتي هو الزبير باشا الجديد”، باع الكتيبة السودانية في اليمن، وباع شباب دارفور لحفتر!!

  3. الجنوجويد حاملين كل المجرمين الصغار

    المليونات تطلع ضد حميدتي

    الجنوجويد جبنا بحاربو العزل والأطفال والنساء

    مافيهم راجل اصلا
    العربات والسلاح واللبس دة للتخويف إشاعة

    نقوم عليهم ونريح الدنيا مهنم
    هزمت الجنوحويد الكلاب التحتهم موضوعهم بسيط

    نقوم عليهم ياناس
    المواجهة لابد منها

    نتخلص من الأحزاب والجنجويد وكلو باذن الله

    سودان لكل الناس

  4. دكتور نعم انه تقصير يراه مصاب الرمد لكن التغير يجب ان نراه قريبا في هذه الحادثة ان جاز لي المقال ارى فيها وجه من الايجاب وهو حرية الشعب لولاها لما عاد هؤلاء حتى في صناديق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..