العنف اللفظي .. اللكم بالكلمات

الخرطوم : مجاهد باسان
لم يكن يدري أن زجاج السيارة التي أوقع عليها لعبته من فوق الشقة قد تحطم تماماً ولم يبقى منها إلا معلم اللعبة التي كان يرمي بها من فوق لأنها لاتصلح للعب بل أصبحت خردة في نظرة بالرغم من أنها لم تستمر معه شهر واحد ، طرق صاحب السيارة باب الشقة بشده ولم ينتظرحتى قدوم والدة الطفل التي كانت تعد في وجبة الغداء صرخ في وجهها بغضب وقال (أولادك ديل لو ماقادره تربيهم انا بربيهم ) لم تعلم ماهية الحوار حتى أبلغها الرجل أن طفلها هشم زجاج سيارته بلعبته البئيسة التي القاها عليها من فوق الشقة ، لم يعلم الطفل أن الكلمات التي نزلت عليه كوابل الرصاص قد جعلته مجرد لاشئ في نظر والدته بعد أن قالت ( ياكريه ياحقير يامامربى ده شنو العملتو ده الليله انا بوريك الماوراك ليهو ابوك ) وختمت حديثها بضربة على وجهة ليسقط وهو لم يعلم بعد أن لعبته الخردة قد كانت سبب كل ذلك الغضب والعنف من والدته التي لم تبدي له حقيقة المشكلة ليخرج من البيت متجها إلى والدة أباه (حبوبته) لتقف إلى جانبه في وجه أمه التي رشقته بتلك الكلمات الجارحة ..
حقيقة كل الدراسات تصب في غالب موحد وهو أن للعنف مراحل عندما تتعدى تلك المراحل طبيعتها يكن مردود الفعل أكبر أثراً على جانب الضحية ، لذلك نجد أن إن الدراسات التي تؤكد مدى التأثير السلبي المدمر للعنف اللفظي على الأطفال كثيرة ومتعددة، نقتبس منها دراسة الأستاذة ( أريكسون ) من جامعة فلوريدا، التي أكدت فيها أن الأشخاص الذين تعرضوا لأي نوع من أنواع السباب خلال طفولتهم يصابون بالاكتئاب بنحو أكبر من أولئك الذين لم يتعرضوا للسباب ، كما أن العنف اللفظي يترك آثارا وأضرارا نفسية أكبر من الأضرار الناجمة عن العنف الجسدي
التحليل لنفسية الطفل وسلوكياته هي أساس الحكم على تصرفاته كما ترى الخبيرة الإجتماعية د. ثريا إبراهيم والنظرة التي تعكس ذلك الشعور هي أساس التواصل الحقيقي بين الطفل ووالديه كما أن المساحة التي يقتنمها الوالدين في تقريب الشقة بينهم والأطفال لها مردودها الإيجابي في تحقيق الإرتباط الوثيق بين الأبناء .
للحبوبة دور كبير كما نسميها في السودان وهو الدور الذي يفقده الطفل عند والديه لذلك نجد أن الإرتباط الوثيق بين الطفل والحبوبة رباط ملئ بالعواطف الحميمية التي تفيض بها للطفل كما أنها بمثابة هيئة الدفاع عندما يقع الطفل في مشكلة ما تجبر والديه على إستخدام العنف لردعة ، طريقة العقاب قد تختلف حسب عقلانية الوالدين فهنالك كثير من الاثار المترتبة على إختيار الطريقة التي يردعوا بها طفلهم ، لذلك نجد أن بعض الاباء يلجأون للعنف اللفظي كحل خفيف في نظرهم وهو بالعكس ذو أثر سلبي في حياة الطفل بل أشد من العنف الجسدي لأن الطفل قد يضع تلك الكلمات كعائق في مسيرة حياته مثل لفظ (مامنك فايده) فهي تلقي بظلالها على الطفل وقد تتطور لأبعد من ذلك ، لذلك لابد للأباء أن يحسنو في إنتقاء الكلمات في تعبيرهم عند لحظة الغضب .
تتنوع أشكال العنف التي تصب في غالب موحد وهو حقيقة أثرها على الجانب النفسي والعاطفي للطفل والذي يصب في خانة تحقير الطفل والحط من شأنه وتحطيم صورته لذاته، فالطفل يرى الدنيا بعيون والديه، فإن رآها على صورة أنه الغبي أو أنه غلطة أو أنه غير مرغوب به أو أنه عالة ، فرؤيته لذاته ستكون انعكاساً لتلك المشاعر التي يراها في عيون والديه أو أحدهما، وكذلك الحال في كثرة الانتقاد للطفل في ذاته لا لعمله الشائن، كما يجهل بعض الآباء والمربين بعدم قدرتهم على الفصل بين الطفل وبين عمله الشائن أو سلوكه الخاطئ، فينتقد الطفل في حين أن الذي يجب أن ينتقد ويصحح سلوكه الخاطئ هو التعامل المحترم الذي يخلقه الوالد مع طفله ولو كان مخطئاً ويبين له أن السلوك الشائن هو وحده مايعسر العلاقة بين الطفل ووالديه .
التضارب في أساليب التربية ،له أثره الحقيقي على الطفل كأن يعاقب الطفل مرة بشدة وأخرى بدون عقاب للسلوك الخاطئ نفسه حسب نفسية والديه حين وقوع هذا الخطأ ، فعند معرفة الطفل لردة الفعل التي يتوقعها لكل فعل صحيحاً كان أو خاطئاً، فإن مهارات الطفل الحياتية سوف تتطور وتتبلور بطريقة منطقية ليكتسب المنطق السليم في التفكير ويحمل معه هذه الطريقة المنطقية مدى الحياة ، الترهيب والقسوة وخلق جو من الرعب والخوف والهلع في نفس الطفل ، له تأثيره في إستقرار الطفل ، فالطفل بحاجة إلى الشعور بالأمان والمحبة كي ينطلق في استكشاف العالم من حوله في ثقة، وهذا من أهم عوامل تشكيل علاقات صحية طبيعية لتطوير عقلية الطفل وجوانبه العاطفية في المستقبل
الراي العام
هل نستنج من كلامك ده انو الحرامى المجرم الرقاص ابوجاعورة ود حوش بانقا شخص غير سؤى؟
فلقد ضرب امه وهو صبى من اجل قنقر ضائع وشرد لبيت جدو
ثم اه سرق الفسفور من المعمل وهو طالب حتى حرق اليته وفخداتو
ثم كتل وهو سكران مسطول بت صغيرة فى بيت عرس وهو يطلق النار ابتهاجا
ثم نهب ودمر وطن كامل بعد ما نصبه اخوان الشيطان رئيسا
نرجو الافادة