لهذه الاسباب نحن ضد الادارة الاهلية

ان مايسمي بالادارة الاهلية فى السودان هى السبب الرئسى لكل المآلات الاجتماعية والافرازات السياسية التى تشهدها البلاد منذ الاستقلال وحتى الان ، كما انها تمثل التحدى الاكبر الذى يجابه النظام ويؤخر من التنمية على كافة مساراتها بما تختزل من اساليب رجعية وقواعد عرفية لا تتوافق مع مقتضيات الحضارة ولا تتماشي مع منطق التحضر ، فبفضل هذه الادارات الاهلية اصبح للقبيلة صوتا اعلى من صوت الدولة وبفضلها استعرت عرى الحروب بين القبائل فى دارفور الكبرى وبسببها انتشرت الجرائم وعمت الفوضى واختلط حابل الانسانية بنابل اللا انسانية حتى غدت فسيفساءالمجتمع باهته الملامح ومنفصمة التمازج البشرى ولا تقوى على التكيف مع اجواء الالفية الثالثة . فالادارات الاهلية ما عادت تلك الانظمة الشعبية التى يمكن الاعتماد عليها فى معالجة الازمات الاجتماعية التى تطرأ بين الفينة والاخر بين افراد المجتمع ، كما انها موضة قديمة لا تسود الا فى السودان والعراق وليبيا ، لذلك تعانى هذه الدول من ويلاتها وتشتكى من مسالبها التى تتجلي بصورة بارزة فى الحروب الداخلية الطاحنة التى تعصف باستقرار هذه الدول ، ففى السودان مثلا عندما فكر المستعمر الانجليزى في تأسيس الادارة الاهلية كان القصد منها تكريس الاستعمار وتقنين اسلوب السيطرة على الاوضاع ومحاولة التحكم فى ولاءات القبائل لتدين بالطاعة العمياء لارادته الاستعمارية ، ولكى يحقق ذلك وظف لهذه المهمة القذرة بعض انصاف الوطنيين الذين تفانوا فى اداء الواجب واخلصوا لمشيئة الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس حتى سئمت هذه الامبراطورية من امتلاك السودان فوهبته صك الاستقلال – واي استقلال – هذا الاستقلال الذى ورث فكرة الادارة الاهلية بكل اوزارها التى تفيض تخلفا وتنضح استعمارا ذاتيا يؤخر ولا يضيف للمستقبل السودانى شيئا .
فالحروب والعداوات القبلية المنتشرة فى السودان الان سببها الادارات الاهلية وهذه الادارات ايضا السبب الرئيسي المباشر فى التخلف السياسي الذى يعصف بالبلاد ، فالحكومات المتعاقبة على سدة الحكم تعطى اهميتها للقبيلة بصورة مخجلة للغاية فلا يكاد نظام يتعاقب على حكم السودان الا ويسيطر عليه رهاب الادارة الاهلية وتتحكم فيه اوهام الطاقة المدمرة التى تمتلكها هذه الادارات دون سواها من التنظيمات الاخرى .
ان شروط الحضارة وتعاليم الاسلام السمحاء تحض على جعل القبيلة مجرد جزء من الكل الانساني الذى يحقق الغاية من الخلافة وتعمير الارض ، ولا يمكن لهذه الفكرة ان تتحقق فى ظل وجود الادارات الاهلية التى ما فتئت تنصر ابناء قبيلتها ظالمين أو مظلومين وتتسبب فى اندلاع الحروب لدرجة وصول تعداد الضحايا الى الآلاف من الابرياء الذين كل ذنبهم انهم لبوا نداء النصرة الذى اطلقه الامير او العمدة او الشيخ من اجل قضية **** تتمحور قصتها حول سرقة ( غنماية ) أو قتل كلب من الكلاب التى تسعاها القبيلة أو دهس حمار بالخطاء أو … الخ القضايا السازجة التى تثير الضحك والاشمئزاز .
لهذا فأن الادارات الاهلية يجب ان تمضى الى مزبلة التاريخ وعلى السلطات تفكيكها ومحو صورتها من زاكرة الامة حتى يستشرف السودانيون واقع جديد ملؤه الحب والاحترام بين الناس .
[email][email protected][/email]
(فكر المستعمر الانجليزى في تأسيس الادارة الاهلية كان القصد منها تكريس الاستعمار وتقنين اسلوب السيطرة على الاوضاع )- اخي الكريم — لك التحية – واسمح لي ان اخالفك الراي والحاكم الانجليزي يختبر الاشياء والمكونات علي الطبيعة ويشكل منها الادوات فكانت القبيلة واحد من المكونات التي نسج منها الحاكم الانجليزي ذلك الحكم الذي ظل متماسكا وللمفارقة ان من كان يشيد بتجربة الحكم الانجليزي في الادارة الاهلية هو د. جعفر بخيت ويحاضر طلابه فيها الا انه عندما دانت له السلطة عبث بذلك النمط الجميل في الحكم وهو اقل تكلفة حيث كانت تجمع القطعان عن طريق الحكم المحلي وتسوي النزاعات عن طريقه وله قدرة حتي علي معرفة من ارتكب الجريمة هذه او تلك من نمط واسلوب الجرم حيث ان مرتكب الجرم من الشباب الذين تربوا في كنف القبيلة وبمرور الوقت صار للادارة الاهلية احترام وقدرة علي حل المشاكل وبحلها انفرط عقد النسيج في دارفور مثلا ولم يعد هناك احترام لناظر القبيلة او كبيرها وكل امير حرب هو الامر الناهي– العودة للادارة الاهلية هو ترشيد للحكم في السودان وتقليل لتكلفة الفدرالية حتي الزكوات يمكن ان يتم جمعها بتكلفة اقل من خلال الادارة الاهلية بدلا ان يستحوذ ( العاملون عليها) النصيب الاكبر — لك التحية