الخنساء الأم المثالية

٭ قيل حضرت الخنساء بنت عمرو الشريد حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال فقالت لهم من أول الليل انكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين.. ووالله الذي لا إله غيره انكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت آباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين واعلموا ان الدار الباقية خير من الدنيا الفانية يقول الله «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون».
٭ فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى عن سياقها وجللت ناراً على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها لتظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة.
٭ فخرج بنوها قابلين لنصحها عازمين على قولها فلما اضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم وقاتلوا قتالاً قاسياً حتى استشهدوا.
٭ فبلغها الخبر فقالت «الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته».
٭ من كتاب «طرائف من التراث العربي» إعداد عبد الأمير علي مهنا.
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..