إكتشاف شعب

كأن إعتكاف القوم على منهاج الحكم يستذكرونه آخر عامهم.. كانما فاقوا وهم في كهفهم لبثوا سنينا أو ربما إنتبهوا الى حكم أتوه خلسة بعدما مخرت سفينتهم عبابا لم يستبينوا في لجه طوق النجاة.. سبعاً وعشرين عاما هاهم اليوم بمبتديءٍ وقوف، يتدارسون صيغة الحكم منصرفين الى معنيً بعيدا عن مبانٍ كما الأطلال ينعق في خرائبها الغراب، أزمة القوم في انهم قطفوا من الميكيافيلية ثمراً عجافاً فمضوا يوارون فسادا بما يوازيه فساد الرأي والتبرير والتنظير بنظرٍ قاصر فما ربحوا سوى هذا البوار .. وبيعا كله أمسى (كوار) ولا غرابة في إحالتهم بلدا الى (ملجة) ولا يليق بالحال وصف السوق طالما البيع استعار ميكيال التراضي وفق حجم الكوم وكيفما شئت إشتريت أو (يستر الله) فخذ ما تيَّسر من فَرِيش الأرض وأمضي للصغار بحملٍ وان يك كاذبا فهو (قدرظروفك) تبا للشعار، فما بالهم وقد عكفوا على معاش الناس بينما الناس من تبقى منهمو في وادٍ يناجون أشباحاً والظلال، وفي وادٍ خلاف القوم حول المسمى ـ لا ـ الحكومة أهي رشيدة ام رشيقة؟ وفي إحتدام آخر برز التراضي في الزواج
وبعض التفاصيل والشولة الكؤود، ولعل عداء القوم لنون النسوة يؤهلها للجلوس الى الحوار كما أحزاب الزينة والحركات (وأهو.. كل حركة وراها حركة) مُرتبِكة ومُربِكة في آن هي نظرة القوم للنون في انها محض كائنٍ متربص بالغواية… جريرتها الانوثة في إصرارها وترصدها بينما ليست بمستريبة وفي الحكاية ـ إن (النيولوك) الامريكي المطلوب فيما يلي سيداو وذلك ـ ما لم تسطع عليه صبرا ـ الكائن الغوائي اليوم مفترق الحوار وبراوية أخرى لا يرون فيه (لحساً) للمشروع الحضاري، ولا يعني التخلي عن الإسلام ،أو كما قالوا.
أزمة القوم في ميكيافيليتهم المنقوصة وتبريرهم الواهن بما هو اوهن من (شملة بت كنيش) ـ تلاتية وقدها رباعي، ويتطبق عليها صورة شعرية للصديق الشاعر الطيب برير(بعض العُرِي تفضحه الثياب) وها قد استبان العري وتهاوت لافتات الزيف والدولة الشعار ..وبعد ثلاثة عقود أوتنقص فساد فسادين ،ما أكتر) (جات الحزينة تفرح ما لقتلهاش مطرح)
التناقض الماثل ما بين الاقوال والافعال هو نتاج طبيعي لما لبث القوم في فسادهم طيلة عهدهم وطرادهم اسراب القنيص ، غير آبهين بالناس ومعاشهم وقد تركوهم نهبا للريح تمارس معهم هوايتها كما في الأغنية (بس تشيل فيني وتودي) وان يجد الناس انفسهم فجأة كدا طالعين في الكَفَر، وانهم بقدرة قادر تحولوا الى نجم شباك بمسرحية الحوار المستمر عرضه الأيام الماضية وما يليها الى حين إشارة المخرج/الحكومة وفق إشتراطات ـ المنتج/ امريكا، هو ما لم تسطع عليه صبرا…وما تراه تناقض هو فجوة ما بين الحوار و الشعار.. بمعنى ان الحواريون خارج النص غير منبهمين بانهم يعزفون على اوتار الوقائع بينما المقطوعة هي الشعار ولأن ذلك كذلك فلا غرابة في حوار الطرشان!
ولئن عجبت لاعجب لعجز القوم عن ردم الهوة ما بين المقال وسوء الفِعال
وهم البارعون العارفون ببواطن التغطيات والتجنيب وتشذيب الميزانيات
ازمة القوم انهم اكتشفوا الشعب اواخر عهدهم في الحكم ولولا امريكا لنابنا من حال الهنود الحمر نسختنا كشعب في ظله وإظلامه وسرحته في خشاش الارض يبحث عن وِجاء وبعضه لم يجد حتى الخشاش فزاحم النمل بياتا عله في بيوت النمل يظفر بالدشيش.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]