إلى الأخ القائد/منى أركو مناوى: خطأ الكبير من كبير الخطأ‎

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى:(ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأُنثى وجعلنكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا إنَ أكرمكم عند الله أتقاكم إنَ الله عليمٌ خبير )صدق الله العظيم الأية13سورة الحجرات
ويقول المعصوم صلى الله عليه وسلم:(إنَ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)م
حكى لى أحد الإخوة وهو من سكان ولاية الجزيرة المعطاء أنه درس المرحلة الثانوية بمدينة الفاشر،وعندما سافر لأول مرة للدراسة بفاشر السلطان،وبمجرد وصول العربة(هوستن)إلى سوق المدينة،قابلنه أمهاتنا الدارفوريات ،وطلبن من كل طالب قادم للدراسة بالفاشر ،بأن يعطيهنَ أمتعتهم ليحملنها على رؤسهِنَ تقديراً لطالب العلم،وإحتراماً لإبن وطنهنَ السودان وكنَ يقولنَ للطلبة:(جيتو ياوليداتى تقروا الكتاب)وأضاف بقوله: ليس هذا فحسب بل يكرموننا بالطعام والماء وهذا بلا شك أسمى درجات المعرفة لمعنى الإنسانية،وأكثرها فهماً لديننا الحنيف،وهذه المعاملة الراقية،والتى تدل على عظمة أهلنا فى دارفور وفى أعلى درجاتها،وأقول وبكل ثقة ،إنَ هذا الموقف العظيم والمرؤة المنقطعة النظير لا تحدث إلا من شخص عرفَ الله حقاً واتبع رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً ،وهذا القول الجميل والذى يتبعه الفعل العظيم لأمهاتنا الجليلات يتماشى مع تفسير إبن كثير للأية المذكورة أعلاه بقوله:يقول تعالى مخبراً الناس أنه خلقهم من نفس واحدة،وجعل منها زوجها وهما أدم وحواء وجعلهم شعوباً وهى أعمَ من القبائل ،وبعدها مراتب أخرى ،كالفصائل والعشائر والأفخاذ وغير ذلك ،فجميع الناس فى الشرف بالنسبة الطينية،إلى أدم وحواء عليهما السلام سواء،وإنما يتفاضلون بالأُمور الدينية وهى طاعة الله تعالى ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم.م
الأخ/منى:إنَ السبب الذى دفعنى لمخاطبتكم هو التصريحات التى صدرت منكم فى الأسبوع الماضى لصحيفة الشرق الأوسط بخصوص قضية دارفور وذلك بقولكم:(الحكم الذاتى اصبح أقل مطالب اهل دارفور الأن)وهذا بلا شك تصريحٌ خطير،ومؤشر مخيف ،يأتى من رجل له قواعده وأتباعه وكان فى يومٍ من الأيام مساعداً لرئيس الجمهورية ،(بالرغم من التهميش الذى كان يشكو منه)وهذا أيضاً نتيجةً حتمية لمألات الحرب المستمرة الأن والتى طال أمدها فى دارفور وفى المنطقتين الأخريتين (جنوب النيل الأزرق وجبال النوبة)ونحن وبكل صدق لا تعجبنا الأوضاع المأساوية التى يعيشها أهلنا فى دارفور وفى المنطقتين الأخريتين المذكورتين أعلاه والذين هم فى المعسكرات(نازحين ،لاجئين)فما دمنا لانقبل هذا الواقع المرير والأليم لأهلنا ذوى القربى فكيف لنا أن نقبله لأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا فى دارفور ونحن نستظل بمظلة الإسلام والقول بغير ذلك،يقودنا للمخالفة الصريحة،لما أمر به الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم:(إنما المؤمنون إخوة)وقول المعصوم صلى الله عليه وسلم:(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )م
الأخ:منى:وجرحنا لم يندمل بعد بسبب إنفصال الجنوب ،الحبيب لقلوبنا من بين كل دول الجوار الأفريقى التى تحيط بنا،فإذا كانت هذه من أكبر أخطاء الحركة الإسلامية التى إرتكبتها وهى على سدة الحكم فى حق الوطن الواحد،فنرجو من سيادتكم التمهل والتريث ،فى مثل هذه القضايا الهامة والحساسة ،والا تكررون مثل هذه التصريحات لأننا نعشم فى وطنٍ واحد متجانس ومتعايش بين كل أفراده وقواه السياسية الحية ،ونأمل ونرجو من الله أن تلتئم وتجتمع كل ألوان الطيف السياسى والحركات المسلحة فى وطننا الحبيب من أجل الإجابة على السؤال الكبير والذى لم يجد حلاً حتى يوم الناس هذا،كيف يحكم السودان؟
وبلا شك نحن نود ان تكون الإجابة من خلال وضع دستور متفق عليه من كل أهل السودان بدون إستثناء،مع العلم بأنكم قد ذكرتم فى نفس الصحيفة المذكورة أعلاه ،:(أنَ الانتهازية السياسية ظلت ممارسة فى السودان لأكثر من 60 عاماً)وهذا القول يتفق عليه السواد الأعظم من أهل السودان،والأن جميعهم يعملون من أجل وصول وطننا الحبيب إلى بر الأمان فنسأل الله الكريم أن يوحد كلمة جميع السودانين من أجل قيام دولة المؤسسات التى يتساوى تحت مظلتها كل أفراد الشعب السودانى
وبالله الثقة وعليه التكلان
د/يوسف الطيب محمدتوم/المحامى
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لم ولن نرى شعب السودان قام يوما من ايام باسنكار او بمظاهرة لوقف نزيف الدم في الدارفور لكن اخوة الشماليين ان صح تعبير يتظاهروا علي مشاكل احقر شعوب الارض الفلسطنيين الذين يسبون الله و يسبون الدين الحنيف و يدخنون داخل مسجد الأقصى

  2. لك التحية..التقدير والاحترام د. يوسف الطيب /المحامي

    نِعم المناشدة من مواطن غيور على وطنه…لمواطن أكثر غيرة حمل روحه بين كفيه نضالا من اجل وطنه واحقاقا للحق..وحيث ان الرسالة موجهه الى الاخ مني..الا انها بالضرورة موجهه للرأي العام لذا ارجو شاكرا السماح لنا بتبادل الرأي.. ان ماذكرته في عجز المناشدة هي عين المطالب والاستحقاقات التي ظل الاخ مني يطالب بها..متمسكا بها في جميع تصريحاته وايضا هي مطالب كل المناضلين الشرفاء.. وتحالف قوى المعارضة والشعب السوداني الحريص على تماسك الوطن..
    * ان التطورات والتعقيدات التي ظلت تصاحب المسألة الدارفورية هي ناتجة عن تصرفات النظام وامعانه في تسويف الحلول بل خلق وفرض واقع جديد أسوأ مما كان عليه الوضع.. لذا اذا سار الوضع بهذا المنوال فليس الحكم الذاتي يصبح مطلبا.. بل ان الانفصال بكل أسف سيصبح واقعا لا محالة.. (انفصال الجنوب نموذجا) ان المصائب في دارفور يا د.يوسف اصبحت (تلد بلا درّة).. بالطبع لا احد له وطنية صادقة يتمنى ذلك..الا أن النظام بكل أسف يسوق الناس سوقا لهذه المحطةالبائسة كما ساقهم قسرا لحمل السلاح ورض عليهم القتال من أجل البقاء.

    ** أتفق معك تماما في (مربط الفرس) الذي تفضلتم بذكره أدناه.. وذلك بعد دفع مستحقاته من قبل النظام.. بعد التجرد الصادق من الجميع..وليس (تدوير الاسكراب) ووضعه في قالب جديد…

    ((ونأمل ونرجو من الله أن تلتئم وتجتمع كل ألوان الطيف السياسى والحركات المسلحة فى وطننا الحبيب من أجل الإجابة على السؤال الكبير والذى لم يجد حلاً حتى يوم الناس هذا،كيف يحكم السودان؟
    وبلا شك نحن نود ان تكون الإجابة من خلال وضع دستور متفق عليه من كل أهل السودان بدون إستثناء،مع العلم بأنكم قد ذكرتم فى نفس الصحيفة المذكورة أعلاه ،:(أنَ الانتهازية السياسية ظلت ممارسة فى السودان لأكثر من 60 عاماً)وهذا القول يتفق عليه السواد الأعظم من أهل السودان،والأن جميعهم يعملون من أجل وصول وطننا الحبيب إلى بر الأمان فنسأل الله الكريم أن يوحد كلمة جميع السودانين من أجل قيام دولة المؤسسات التى يتساوى تحت مظلتها كل أفراد الشعب السودان))..

    ** نعم لدولة المواطنة والحرية والعدالة.. السودان لكل السودانيين.. نعم للتغيير الشامل..نعم لدولة الدستور والمؤسسات..ولا وألف لا للهيمنة والاقصاء..وذلك بالطبع لا يتسنى الا بقيام حكومة قومية انتقالية لتضع الوطن في مساره الصحيح..

    لك د. يوسف وكل الشرفاء خالص المودة..

  3. بعد أكثر من عقد على بدء الحرب , وضح جليّاً أن طرح المطالب المشروعة بالوسائل السياسية السلمية أفضل بما لا يقارن , حيث إزداد حال المواطنين بؤساً و تدهور حالهم البسيط الذى كانوا يبكون منه حتى أصبحوا يبكون عليه و هم يعيشون في المعسكرات و يترقبون غارة حكومية أو هجمة تاتشرية في سجال الحرب اللعينة .. ثم إن مناوي و غيره لم يظهروا عبقرية سياسية تتناسب و الموقع السياسي الذى يحتلونه الآن .. مهما قيل عن تهميش منى مناوى عندما كان كبير مساعدين , فذلك لا ينفي أنه لم يظهر قدرات سياسية عندما كان فى الخرطوم , من خلال أنشطة حزبه حيث كان ذلك ممكناً إذا أحسن توظيف الهامش الذى أتيح له .. لا يمكن أن ينعقد لواء التغيير في السودان بكل تعقيداته لسياسي فى ضحالة مناوى .. الحنق على الإنقاذ يؤجل النظر بدقة في ملف كل من يعارضها مهما كان ضعيفاً ,, ظاهرة خطيرة حقاً

  4. رسالة جميلة وقيمة منك يا دكتور يوسف
    وكلنا قد اصابنا الزهول من تصريح الاخ مناوي والذي يحتاج الي قراءة عميقة لما يريده هذا الرجل وان كان ربما يريد مناوي لفت الانتباه الي صوته الا انه اخطا هذه المرة ولم يصب
    فالثورة في دارفور قامت من اجل معالجة معضلات تاريخية عانت منها كثير من الاقاليم السودانية ولا يمكن معالجتها الا باقامة حكم ديمقراطي تعددي يحترم التنوع الاثني والثقافي والجغرافي في الوطن ويجعل المواطنة هي الاساس في الحقوق والواجبات ويساوي بين الاقاليم في التنمية والخدمات الاساسية
    وكل هذا يجب ان يكون في اطار الوطن الواحد وهذا ليس مستحيل فاليوم اصبحت الديمقراطية واحترام الاخر ضرورة ملحة واعرتفت بها كل دول العالم والسودان اكيد في الطريق ةان تأخَر ولكن عندما يفاجئنا القائد مناوي ويطالب بحكم فيدالي او حكم ذاتي فهذا يعتبر نكص لعهود ظلت الحركة تقدمها لجماهير دارفور والتي تمتاز كبقية الدولة السودانية بتعدد اثني وثقافي كبير قد لا يستطيع الحكم الذاتي معالجتها هذا اذا لم يفاخم منها وهذه حقيقة يجب ان نقولها ونعترف بها في طريق الثورة وعلي القائد ني ان يصحح المشوار الثوري للحركة ويصحح كذلك خطابه بحيث ينسجم ونبض الشارع الملتهب والمطالب باساط النظام …والا فان الزمن سيتجاوزك يا مني
    والوطن اكبر من الاشخاص
    والثورة مستمرة والنصر للشعوب المناضلة
    نحن رفاق الشهداء….المنتصرون نحن..!!!!

  5. لك كل الود والتقدير ,بادكتوريوسف الطيب على هذه الكلمات التي لا شك انها تعبر عن وطنيتك الخالصة ,وانك مهموم بما يحدث لشعب دارفور والسودان عامةمن ماسي .و كل سوداني اصيل وطني غيور يتمنى ان يرى السودان موحد شعبا وارضا,بمافيها جنوبنا الحبيب .
    ولكن:
    الشعب الدارفوري ضاق من المرارات لايمكن عن يفعلها انسان لدية زرة انسانية في اي انسان ,ناهيك عن يفعلها في بني جلدته وجنسه.
    ي هذه اللحظة معظم شعب الدارفور الذين هم الان تحت جحيم الحرب والابادة بكل اشكالها يرغبون في وطن اخر غير هذا الوطن الذي يسمي السوادن وذلك (كرها وليس اختيارا).
    عليه اذا سارت لامور على هذا المنوال (خلال الثلاث اشهر الماضية) فسوف يطالب شعب دارفور بملئ فمها وبدون اي تحفظ بان يمنح اقلها حق نقرير المصير.وحينها لاينفع البكاء على اللبن المسكوب.
    وهذا الحديث من ارض الواقع من شخص واطي الجمرة,
    وعلى سبيل المثال وليس الحصر: من الاحداث التي تعضد حديثي هذا (قوات ما يسمى بالدعم السريع القو ستة اطفال ما بين 9 و12 سنة داخل بئر جوفي دون اي وازع ديني ودون مراعاة للانسانية) مما ادي الي وفاة خمسة منهم ونجا واحد ولكنه اصبح اصم وابكم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..