ما الثمن الذي دفعه السودان لـ”ترامب” مقابل الرفع من قائمة رعاة الإرهاب.. وماذا عن التطبيع؟

تحولات كبرى تشهدها الخرطوم بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداد حكومته رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حال دفع التعويضات.
ويأتي هذا الإعلان بعد جدل واسع أثير خلال الأيام الماضية حول مهلة للتطبيع مع إسرائيل، علاوة على الحوافز الاقتصادية التي قيل أنها قدمت للبرهان أثناء لقاءه مسؤولين أمريكيين بالإمارات.
يرى مراقبون أن قرار ترامب يشبه قرار أوباما قبيل الانتخابات الأمريكية التي جاءت بترامب، عندما قرر رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان ومرت السنوات ولم يتغير أي شيء على أرض الواقع، ويعتبرون أمريكا تريد إخضاع السودان واحتواءه بشكل كامل في الوقت الراهن، ولن تقدم خطوات لإخراجه من واقعه الاقتصادي وأزماته، وأنه يجب على نظام الحكم أن يكون حذرا في كل خطواته وألا يتخذ قرارات مصيرية ليست من صلاحياته قبل تشكيل المجلس التشريعي.
حمدوك والشارع… تحولات كبرى
قالت المحللة السياسية وخبيرة الشأن السوداني لنا مهدي، إن “تحولات سياسية كبرى سبقت الساعات التي تفصلنا عن مليونية 21 أكتوبر/ تشرين الأول، والحدث الأبرز هو انتصار الإرادة الوطنية السودانية. هذا الانتصار الدبلوماسي والاختراق التاريخي بموافقة السودان على دفع 335 مليون دولار عوضا عن المليارات لضحايا السفارتين والمدمرة، ومقابل ذلك سيتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبالتالي رفع العقوبات الأمريكية على السودان.
وأضافت لـ”سبوتنيك”: “تلك التحولات في المشهد السياسي بكل تأكيد سوف تفضي إلى تحسين العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، وتعزيز التعاون المشترك في كافة النواحي خاصة الاقتصاد والاستثمار، وهذا الإنجاز الضخم جعل السودانيين أكثر أملا في تخفيف المعاناة عنهم، خاصة بعد فشل المؤتمر الاقتصادي القومي في تقديم حلول تنهي أزمات المواطن التي استطالت متمثلة في ارتفاع الخط البياني للفقر وقفزات مخيفة في أسعار السلع الأساسية والمحروقات وقطوعات الكهرباء والماء، لدرجة أصبح المواطن السوداني صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد إلى السماء.
وقالت: “رفع العقوبات عن السودان إنجاز يحسب للحكومة الانتقالية ولفريق التفاوض مع المبعوث الأمريكي الذي أحرز هدفا قاتلا في مرمى خصوم الثورة، بعد أن ظنت الدولة العميقة أن المسيطرين على سدة الحكم في السودان الآن، والمتمثل في قوى الحرية والتغيير (قحت) ومجلسي الوزراء والسيادة سيبتلعون رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وتابعت مهدي: “من الواضح أن فريق التفاوض مع الأمريكان كان ممتاز وماهر ومقتدر، ففي التفاوض يعتمد الكسب السياسي في المقام الأول على حنكة واقتدار الفريق المفاوض، وأن يكون للحكومة السودانية لسان واحد لا عدة ألسنة بشأن القضية محط التفاوض، وهو ما تم تداركه مؤخرا، ولو انحاز رئيس الوزراء عبد الله حمدوك للشارع ومطالبه لتحقيق متطلبات الثورة سيتخلص من كل تلك الفوضى الراهنة الآن، وستيغلب على كل من يريدون إسقاط حكمه، خاصة وأنه بعد توقيع اتفاق سلام جوبا كاملا، ستتغير المعادلة وهياكل السلطتين المركزية والولائية.
وأشارت خبيرة الشأن السوداني إلى أن “الأزمات الداخلية تلقي بظلالها وبقسوة على المشهد السياسي، وبشكل خاص براميل البارود المشتعلة في شرق السودان، وفشل الحكومة في السيطرة واستتباب الأمن في كسلا، وما يبدو من بوادر عجز عن إدارة الأزمة الأهلية هناك، هذا بجانب أزمة أخرى مستفحلة سببها الفريق الذي يدير الدولة، وحلها يكمن في ضرورة خروج بعض الوزراء في الحكومة الانتقالية من عباءة الناشطين والأحزاب إلى عباءة الساسة، حيث يجب على الوزير أو المسؤول أن يترك نشاطه وحزبيته وتوجهاته عند عتبة باب عمله قبل دخوله، وتلك أحد أهم أزمات الوطن “إدارة الدولة بعقلية الهتاف”.
التطبيع والجنائية الدولية وصلاحيات الحكومة
وأوضحت مهدي أن “هناك أمر هام للغاية وهو زيارة المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، بالتزامن مع الإعلان عن مليونية 21 أكتوبر، فتلك الزيارة التاريخية للسودان لها تداعياتها على الواقع السياسي، فهدف الزيارة المعلن هو إجراء مباحثات مع الحكومة السودانية حول التعاون بين المحكمة الجنائية الدولية والسودان في الجرائم المرتكبة في دارفور خاصة قضية المتهم “علي عبد الرحمن”، لجمع الأدلة بشأن هذا الأمر.
سبوتنيك
لم يتم الرفع وانا تم الدفع.
لايكفى أعلان الرئيس الامريكى شرطه لازالة السودان من قائمة الارهاب …هكذا قرار يجب ان يأتى من الكونجرس …فلا نستعجل الاحداث .هذه الرجل تاجر ووقع على جماعه سذج دفعوا له قبل اصدار القرار (يعنى ابسط شخص على وجه الارض ما ممكن يدع له مبلغ كبير فى شراء بيت اذا ما امتلك الاوراق الخاصه به ومضى الطرفين بالاوراق…شئ عجيب)….مرحلة الكونجرس هذه غير مضمونه خاصة بعد نتائج الانتخابات القادمه .والذى عرض على البرهان شئ زهيد ورخيص يبين مدى احتقارهم للسودان . لابد ان يكون الثمن مساويا للصفقه. اسقاط دبون السودان الخارجيه و100 مليون دولار لخزينه الدوله تعويضا عن خنق وازلال الشعب على مدى 30 عام …ثم مسالة التطبيع بعد الانتخابات العامه اذا ما اراد الشعب ذلك.مصر ليست بافضل منا عندما استغلت الموقف الحالى وحصلت على ما لا يقل عن ال 60 مليار دولار .