العنف لا يولد إلا العنف !!

زهير السراج

* لا يمكن ان يحل العنف محل الحوار ويروح ضحيته طالبان جامعيان ويصاب العشرات فى غضون اسبوع واحد فقط، ويظل الجناة طلقاء حتى هذه اللحظة، ولا تلوح فى الأفق أى بارقة أمل بالقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، فالبيان المقتضب الذى أصدرته وزارة الداخلية عن حادثة اغتيال الطالب بالسنة الثالثة بقسم اللغة الانجليزية بكلية الآداب بجامعة ام درمان الاهلية الشهيد (محمد حافظ ويو) لم يشر الى وجود متهمين أو مشتبه بهم او توجيه تهم، وإنما أشار فى اقتضاب شديد الى (وفاة) الطالب نتيجة نقاش فى أحد أركان النقاش بالجامعة، وإصابة ثلاثة آخرين اصابات طفيفة، وتسليم الجثة الى ذوى الطالب بعد تشريحها، ومواصلة التحريات (صحيفة الجريدة، 28 أبريل، 2016 ).

* من المؤسف جدا، ان يتخذ البعض من العنف والسلاح والسيخ والعصى وسيلة لاقصاء الرأى الأخر، واخراس الآخرين فى منابر العلم والفكر، بدلا عن الحوار والنقاش الموضوعى، ولقد تكررت الظاهرة كثيرا بدون أن تعمل جهات الاختصاص المختلفة سواء التربوية او الأمنية ..إلخ، على معالجة الظاهرة، وملاحقة المعتدين، وإشاعة أجواء الحرية والأمن واحترام الرأى والرأى الآخر داخل الجامعات حتى تؤدى الدور المطلوب منها برفد المجتمع بكوادر واعية ومتحضرة تستطيع قيادة البلاد باقتدار ووعى ومسؤولية فى المستقبل، وهو ما لا يمكن أن يتحقق ابدا تحت ظل أجواء مشحونة بالعنف والكراهية، ومخضبة بالدماء!!

* العنف لا يولد الا العنف، والاعتداء لا يولد إلا الثأر، وهو أمر لا يختلف عليه إثنان، وقول سارت به الركبان منذ زمان بعيد بعد تجارب كثيرة ومتنوعة ومؤلمة فى استخدام العنف لقهر الآخرين، وكان دائما ما يرتد الى صدور مستخدميه، ولو بعد حين، ولهذا دعا الحكماء فى كل مكان وزمان الى نبذ العنف، واللجوء الى الحوار والنقاش لحل الخلافات، وإعلاء صوت العقل على صوت الرصاص، وهنالك قول قديم مشهور لا بد أن نـتأمله جيدا لنر ما فيه من حكمة جديرة بأن نعمل بها: “عندما يتوقف الكلام، تبدأ الحرب”.

* من يعتقد أنه فى مأمن من العنف والاعتداء لامتلاكه وسائل القوة، واستخدام العنف كوسيلة لقمع الآخرين، فهو يخدع نفسه، ولا يتعظ من تجارب الآخرين الكثيرة، فحتما سيرتد إليه العنف يوما ما، وحتى لو لم يرتد عليه، فسيظل سيفا مسلطا على رقبته فى كل الاوقات، يحيا خائفا منه طيلة حياته، وهو أمر أهون منه العنف مليون مرة، فليس هنالك ما هو أقسى وأصعب وأمرّ على الإنسان من الخوف، فلماذا يعش الانسان خائفا من الآخرين، إذا كانت هنالك فرصة للعيش معهم فى سلام .. فرصة قوامها الحوار والنقاش الموضوعى واحترام الرأى الآخر والديمقراطية، وليس العصى والسيخ والرصاص!!

* يجب ان تتضافر كل الجهود من أجل القضاء على العنف، وإيقاف المعتدين عند حدهم، وضبطهم وتقديمهم للعدالة، وإزالة كل مظاهر العنف من الجامعات، وعلى رأسها ظاهرة الأفراد الملثمين المسلحين الذين يعتدون على أركان النقاش، ويسيلون الدماء ويقتلون الابرياء، ويشيعون الفوضى والخراب!!
الجريدة

تعليق واحد

  1. الكيزان لا يعرفون لغة غير لغة العنف والحرب بالتالى سيواجهون بنفس اللغة التى يريدونها فقد طفح الكيل وان للناس ان تتحرك ضد الاكاذيب والغش والنهب والقتل الذى تمارسه هذه الطائفه التى تدعى الاسلاك زورا وبهتانا لان ما تقوم بهه عصابة الكيزان لا علاقة له بدين اومثل او اخلاق ـ تبا لهم ولمن والاهم ان شاء الله سيسحقهم الشعب يوما ما

  2. الكيزان لا يعرفون لغة غير لغة العنف والحرب بالتالى سيواجهون بنفس اللغة التى يريدونها فقد طفح الكيل وان للناس ان تتحرك ضد الاكاذيب والغش والنهب والقتل الذى تمارسه هذه الطائفه التى تدعى الاسلاك زورا وبهتانا لان ما تقوم بهه عصابة الكيزان لا علاقة له بدين اومثل او اخلاق ـ تبا لهم ولمن والاهم ان شاء الله سيسحقهم الشعب يوما ما

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..