المغرب يربح الكاف ويضع حياتو بورطة

عاش المغرب ليلة تاريخية بكل المقاييس ولحظة استثنائية ستظل عالقة بالذاكرة زمنا طويلا، بعد ان كسر جدار الصمت وبدد ما ظل يعرف بأسطورة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، ذلك الغول الذي استأسد بالقارة السمراء لدرجة أن كثيرين آمنوا بكون هذا الجهاز الكروي لا يقبل بالإنكسار والإنحناء مهما كانت قوة الطرف المنافس.
وقالت محكمة التحكيم الرياضية في بيان لها الخميس إن العقوبات التي فرضها الاتحاد الافريقي لكرة القدم على المغرب “تم تنحيتها جانبا” باستثناء الغرامة التي خفضتها المحكمة إلى 50 ألف دولار بدلا من مليون دولار.
التاريخ سيسجل للمغرب أنه صمد بوجه العاصفة وآمن بالطرح الذي ناضل ودافع لأجله منذ الإنطلاقة ومؤمنا أيضا بشرعية قضيته وعدالة ملفه حين طالب بإرجاء نسخة أمم أفريقيا للعام 2015 وليس الإنسحاب من التنظيم.
التفاعل الكبير والتعليقات المثيرة والأحاسيس الفياضة والتي غمرت مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، جعلت البعض يعتقد أن المغرب فاز بأمم أفريقيا وليس كونه ربح نزاعا قضائيا أمام الكاف.
تجليات النصر المغربي استمدت شرعيتها من الظلم والجبروت وطغيان الكاف والذي تعامل بنوع من العنهجية والتعالي مع جماهير المغرب وتعذيبهم نفسيا في فترة أولى بحرمان المنتخب من المشاركة في البطولة ومنح شرف الحضور لمنتخب معاقب بقوة القانون وهو غينيا الإستوائية.
كما عاقب الاتحاد المغربي بسبب العقوبات الرياضية والمالية التي صدرت بحقه وحاول إبعاده عن المشاركات القارية لفترة طويلة كانت تعني موت المنتخب المغربي ونهاية جيل بأكمله.
فوائد انتصار المغرب تجلت أيضا في عودة الفرحة للشارع المغربي وفرحة لاعبيه المحترفين الذين تبادلوا التهاني فيما بينهم عبر تغريدات مختلفة بتويتر وفيسبوك.
وكسب اتحاد كرة القدم المغربي الثقة بعد موجة من الهزات التي أثرت على استقراره وتوازنه وأظهرت قوة تعاطيه مع الملف أمام هيأة التحكيم الرياضي.
وتبقى الفائدة الأكثر أهمية أن المغرب كسر التابوهات التي حولت الكاف لغول ووحش كبير يصعب هزمه أو ترويضه، ومنحت الأمل لبلدان واتحادات كروية أخرى لمناقشة حظوظها إذا ما داهمها ظلم الكاف أو قوبلت بقرار جائر لهذا الجهاز.
المغرب أكد أنه بإمكان هزم عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لسنوات طويلة، ولربما شكل المغرب وانتصاره التاريخي آخر حلقة في مسار الكامروني بعد أن كان المغرب منطلقا لرئاسته لهذا الجهاز في العام 1988 بالدار البيضاء.
كووورة