لن تنجح مفاوضات الرياض لأن الحل ليس بيدها

بكل شفافية
عبدالدين سلامه
الجزء الاول :-
بعيدا عن مآلات الحوار الحالي بجدة والذي جاء بناءا على ضغوط هائلة على طرفي النزاع من قبل السعودية وامريكا ، ونشكرهم وكل الأشقاء والأصدقاء الذين وقفوا معنا ـ غير أن معظمنا كشعب لانتوقع نجاحا لتلك المبادرة ، فالعبرة ليست في النجاح بالوصول إلى نتائج شفوية أو مكتوبة ، ولكن العبرة في تنفيذ تلك النتائج على الأرض ، ومن أهم أسباب توقعاتنا لفشل نتائج الهدنة هو أن الطرفين ذهبا إليها بسبب ضغوط أو حياء أو عدم الرغبة في فقدان المجتمع الدولي والحاضنة المحلية رغم مختلف التحفظات ، وإعلام كليهما سبق ممثله بتجسيد ذلك المفهوم .
ثانيا / مفهوم وقناعات كل طرف لخوض الحرب تجعل بالضرورة حسمها عسكريا ، فالجيش السوداني يقاتل لأجل الحفاظ على نفسه ووجوده ككيان شعبي ، ورؤيته العسكرية المعلنة هي رؤية فصيل تمرد منه وعليه ، ويجب محاكمته وفق القوانين العسكرية ، والدعم السريع يقاتل ككيان عسكري يقول أنه يقاتل من أجل إعادة المدنية للمدنيين ، أي أنه بحسب إعلانه هذا يقاتل من أجل المدنيين ، وفي ذات الوقت يعلن أنه يريد تنظيف الجيش من قادته الفاسدين بحسب رؤيته ، والطرفان يعلنان أنهما يقاتلان من أجل المدنية ، ولكن كل على طريقته
ثالثا / التفاوض شمل ممثلا لقوات الشعب المسلحة وممثلا للدعم السريع ، ولكنه لم يهتم بدعوة أكثر الأطراف تضررا وهو ممثل للشعب ، فالدولتان اللتان رعتا الإتفاقية هما المتحدثتان باسم الشعب ومصالحه ، في حين أن مختلف الكيانات الحزبية والمدنية والتي يفترض فيها أن تكون أوعية ممثلة للشعب ،لم تبدى أي رأي إيجابي يمثّل الإرادة الحقيقية لمعظم قطاعات الشعب الذين لازالوا يتجرعون مرارة المعاناة ويدفعون الثمن ، وأثبتت بقاطع الدليل انفصالها عن القواعد .
رابعا / الطرفان لم تخيفهما العقوبات التي لوحت بها أمريكا ، فعقوبات أمريكا والدول الشقيقة والصديقة منذ استقلال البلاد كانت دائما تفرض على الأفراد ويكتوي بها الشعب لا الذين حقت عليهم تلك العقوبات ، ذلك أن واضعو تلك العقوبات أو الملوحين بها لايفهمون طبيعة تركيبة الشخصية السودانية في مجملها ، ولم يحسنوا تشخبص مشكلات البلاد .
خامسا / المفاوضات لن تنجح لأنها لم تراعي في بنودها المعلنة للتفاوض مزاج ورغبة ورؤية الشعب السوداني الذي لازال يقف متفرجا رغم أنه وحده يدفع ثمن الحرب العبثية التي لاناقة له فيها ولاجمل ، فمؤسساته الصحية حتى لو وقفت الحرب لن تفيده في هذا الوقت لأنها تحتاج الصيانة ، وهو وحده من يتحمل صيانتها وترميها وإصلاحها وإعادتها للخدمة ، وهو الذي تعرض للسلب والنهب والترويع وتلويث الهواء الذي يتنفسه وإرغامه على الهجرة القسرية والكثير من صور الإذلال ، فالإتفاق الإطاري اتفقنا معه أو اختلافنا هو الأداة التي تسببت في حدوث ماحدث ، وبغض النظر عن محتواه ، فإن ميلاده قاد كل أشكال الخلافات التي انتهت بمانعيشه اليوم .
سادسا / لن تنجح مفاوضات الرياض لأن الحل ليس بيدها وبيد طرف آخر ، فكل الأطراف تعيش حالة الوهم بسبب الكثير من المعطيات، ولكن إيقاف هذه الحرب فقط بيد الشعب السوداني ، وانتصار أي طرف من الأطراف بيده ، وصناعة غد مشرق على أنقاض مادمرته الحرب ليس بيد غير هذا الشعب الذي لازال يعاني صامتا يتفرج ، فقد سبق له إسقاط أعتى الأنظمة وهو أعزل ، والطرفان المتصارعان يخطبان وده ، وبيده أدوات كثيرة سيتفاجأ بها العالم كما تفاجأ بابداعات الثورة ، وللشعب أسبابه المنطقية والتكتيكية الفطرية التي يعرف معها متى يقول كفى
ونواصل ….
١-
اقتباس:
وذكر المسؤول السوداني أن الرياض بعثت طائرة إلى الخرطوم لنقل الوفد الحكومي الذي ضم اللواء أبو بكر فقيري واللواء محمد محجوب والسفير عمر صديق، بينما قدم وفد قوات الدعم السريع من عاصمة خليجية.
٢-
تعليق مملوء بالدهشة:
بينما قدم وفد قوات الدعم السريع من عاصمة خليجية!!
الشعب لا يقف متفرج بل من خلال مشاهداتي من داخل الخرطوم الشعب يفعل ما بوسعه من أجل انتصار قواته المسلحة واقلها الدعاء والصبر.