البلد ما كلها أجانب بس بقت على أخواننا الجنوبيين

بسم الله الرحمن الرحيم
البلد ما كلها اجانب بس بقت على أخواننا الجنوبيين
بولاد محمد حسن
[email][email protected][/email]
من حكمة الله الخالق البارى المصور انه خلق جميع الموجودات والمخلوقات ومنها ألأنسان مختلف فى عدد من ألأشياء الثانوية الظاهرة فى اللون واللغة والعقيدة والثقافة ولكن ألأصل واحد وهو التراب الذى خلق منه أبونا آدم وقوله تعالى فى محكم تنزيله انا خلقناكم من ماء مهين اى ماء حقير وهذا ألأنسان المزهو بنفسه المتكبر المتجبر اذا مات واصبح جيفة لفرت من رائحته الكلاب حتى ولو كانت جائعة . ومدح منافق حكيم يوما فرد له يا هذا أن هذا الذى تمدح لو مات لوليت منه فرارا ولملئت منه رعبا وقيل فى السيرة أن سيدنا المسيح كان يمشى مع حوارييه فراى احدها كلبا ميتا اسود فبصق عليه قائلا ما اقبحك فرد عليه المسيح قائلا (أتعيب الصنعة أم تعيب الصانع)
من سوء حظ السودان أبتلاءه بقادة مغفلين جهلة قصيرى النظر ضيقى ألأفق ينتمى تفكيرهم الى العصور الوسطى فالسودان قطر فسيفائى متعدد الشعوب والثقافات واللغات والديانات وألأعراق ولكنه رغم ذلك مجتمع متسامح يستوعب الغير تعايش فى ود ومحبة ومصاهرة طوال قرون من الزمان . ولكن مأساة السودان فى نخبة الشمال النيلى المتسلطة والتى ظنت ولأسباب تاريخية انها اكثر وعيا ورقيا وتقدما ومدنية فلها الحق فى ان تتحكم فى الشعوب السودانية ألأخرى لأنها أهلا لذلك ,اصبحوا يعانون وسيعانون من هذه النظرة الخاطئة فى معاملة ألاخرين وأعتقد ان مرجع ذلك الى سياسة الرقيق والتى تمثل نقطة سوداء فى ضمير الشعب السودانى عامة والعالمى خاصة .
ولكن لا يمكن أن يستمر هذا للأبد ونحن فى بدايات القرن العشرين وانتشار التعليم والثقافة والمعرفة والتلفاز وألأنترنت والفيس بوك وتويتر وأنتشار الوعى ومعرفة الشعوب لحقوقها أذ لا يمكن القبول بالذل والهوان والحرمان وألأضطهاد حيث شهد القرن العشرين حراك الشعوب من مواطنها فحدث اختلاط واحتكاك وتبادل الخبرات والمنافع واصبح هناك حد أدنى من ألتعايش وألأحترام متفق عليه ووثق ذلك فى المواثيق الدولية .
أدت هذه النظرة القاصرة ألى ان أنفصل الجنوب من الوطن ألأم وسيتبعه دارفور وجبال النوبة والنيل ألأزرق والبقية تأتى.فنحن نسبح عكس التيار العالمى فهذا هو عصر التجمعات البشرية وألأقتصادية الكبرى لأن ألعالم أصبح متشابك تربطه مصالح أقتصادية وتجارية وسياسية وثقافية فهناك (ألأتحاد ألأروبى) ومجموعة شرق آسيا ومجموعة البركس (البرازيل والهند وجنوب أفريقيا وروسيا) .هذا هو عصر التكتلات الكبرى والحكومة ما زالت تسير فى نفس السياسة فهنالك حرب فى دارفور وجنوب كردفان والنيل ألأزرق والغريب ان ثروات السودان توجد فى ارض اهل الهامش ولكنهم لا يوظفون حتى خفراء فى حقول تنقيب النفط . لقد زرت البلاد قبل عامين وأكثر من مرة مررت بالسوق واسال شخص فيرد قائلا (ما فى عربى) ألبلد كلها أجانب من شوام ومصريين وتشاديين واحباش وغيرهم وغيرهم فلماذا نطرد أخواننا الجنوبيين الذين عاشوا معنا فى وطن واحد وهم اصحاب البلاد ألأصليين ليسوا مثلنا السودانيين الهجين الذين تجرى فى دمائنا صفر أو اقل منه من الدماء العربية وفى امريكا تعتبر زنجى ولو بقطرة دم واحدة ولو وقف البشير امام المتنبى لهجاه بالبيت الشهير لا تشترى العبد ……
فهؤلاء الجنوبيين الذين ولدوا بيننا وفضلوا العيش فى الشمال فيجب تركهم مع احترامهم وتمتعهم بكافة حقوق المواطن فالحكومة يجب ان لا تتعا مل بغضب وبردود ألأفعال بل تتعامل مع هذا ألأمر باسترا تيجية وببعد نظر فلعل جنوبى الشمال يبرز منهم قائد وتتشكل منه حركة تنادى بتوحيد الوطن مرة أخرى ويجمعنا مع أهل الجنوب وشائج رحم وقربى ودم وجغرافيا ووطن .
هذه السياسة التى لا تشبه سلوك الدول المتحضرة فى القرن الواحد والعشرين أدت الى أن تنتهج الحكومة سياسة التمييز العنصرى وألأستهداف بحسب اللون وحدث هذا لأخ عزيز وصل الى رتبة عقيد فى الشرطة وفى اليوم التالى لأنفصال الجنوب وجد خطاب فصله (بما أنك اصولك جنوبية فتعتبر مفصول من الخدمة ومطلوب منك مغادرة البلاد ) فأصيب بأنهيار نفسى وحمل أسرته مغادرا للقاهرة وهذا أ لأخ أبناء خاله من ام مصرية ولم ولن يتعرض لهم احدلأنهم يعتبروا سودانيين والسبب معروف وأترك ذلك لذكاء القارى فلا يمكننا نحن أهل الوسط والشمال الهجين ولا يتعدى تعدادنا من السكان سوى 12% من مجموع السكان أن تحكم هذه العصابة الفاسدة بأسمنا وتمارس سياسة ألأقصاء والتهميش لهم خاصة ولنا عامة فما هكذا تبنى ألأمم وكم شاهدنا ونحن أحياء أن اختارت أمريكا رئيس أسود فى حين أنه فى منتصف الستينات كانت تمارس سياسة التمييز العنصرى فلا يسمح لهم بدخول مدارس البيض ولا يدخلوا مطاعمهم ولا يركبوا الباصات معهم وليس لهم حقوق ولايعتبرواآدميين بل أشياء. العالم تغير وتطور ورجعت بنا ألأنقاذ القهرى مئة سنة للوراء . وبأعتراف على عثمان محمد طه فى الشهر الماضى وهو مجتمع مع والى القضارف الثائر كرم الله عباس عندما سال الوالى عن أنهم استمرأوا وتجاوزت ألأنقاذ الحد فى أستخدامها لكرت العنصرية والقبلية والجهوية فرد له كل هذا من أجل تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة ألأخطار والثورات التى تهدد الحكومة (يقصد بهذا ثورات الهامش)
فأهل ألأنقاذ على أستعداد على أن يأتوا البيت من قواعده على رؤوس الجميع . وقال أبن القيم بن الجوزية (أن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ويهزم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة )
ما كرهت شيئا فى هذه الحياة بقدر ما كرهت الظلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال جميل جدا لماذا نحارب الجنوبين :….نحارب الجنوبين كحركه ولاكن لا نحاربهم كشعب ……………………؟
لكى يعيش اى مجتمع فى امن وامان ووئام لابد من توافرقواسم مشتركة بين ةالناس ونحن الشماليون والجنوبيون لاتوجد اى عوامل مشتركة بيننا لذا افتقدنا الامن والامان والوئام فى ظل وجودهم معنا وايضا هذا كان شعورهم لذا هم من بادروا وايدوا الفصل والابتعاد منا وحمدنا الله كثيرا على هذا الخطوة ونقول الحمد لله الذى اخرج عنا الاذى وعافانا