مقالات وآراء

عندما تصبح مخاطر البحر أفضل من الوطن!!

خارج السياق
مديحة عبدالله
نقلت وكالات أنباء صباح السبت خبرًا عن انتشال نحو (40) شخصًا من مياه البحر الأبيض المتوسط بعدما غرق قاربهم الخشبي الذي كان مكتظًا بمهاجرين معظمهم من السودانيين والإرتريين، وأورد الخبر أن مصور وكالة (أسوشيد برس) وثق عملية الانقاذ الخطرة وألتقط صورًا لأشخاص يتشبثون بيأس بالقارب المقلوب وهو يغرق!
المفرح في الخبر هو نجاتهم من الغرق بفضل جهود منظمة (أبون أرمز) الإسبانية التى تمكنت من ذلك رغم غرق قاربهم الخشبي الصغير وسط رياح عاتية وأمواج متلاطمة جنوبي جزيرة (لامبيدوزا) قرب صقلية وهى الأقرب إلى أفريقيا من البر الرئيسي لإيطاليا، وغالبًا ما تكون الوجهة المفضلة لنشاط عمليات التهريب المهاجرين والمتمركز في ليبيا حسب ما ورد في الخبر.
المهاجرون السودانيون لم يعد أمامهم ملاذ سوى ركوب المخاطر، بعد تزايد العنف الذي يواجهونه في ليبيا وكانت محطتهم المفضلة، وذكرت اللوموند الفرنسية أن السودانيين المهاجرين أصبحت المغرب محطة جديدة لهم، وأحصت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين (1350) طالب لجوء ولاجئًا سودانيًا اعتبارًا من شهر يونيو 2022، وهو ارتفاع كبير مقارنة بـ(140) طلب لجوء مسجلة العام الماضي (موقع الطابية الإخباري 30 يوليو 2022)
لا توجد إحصائية مؤكدة لعدد المهاجرين السودانيين حتى في مصر ورصدت تخر إحصائية لمفوضية اللاجئين يناير 2022 وجود (52) ألف لاجئ وطالب لجوء سوداني مسجل في مصر! الجزيرة 3/أبريل 2022.
ترى ماذا عن الصعيد الرسمي في الخرطوم حيال أزمات المهاجرين؟ حسب وكالة سونا للأنباء فقد أنعقد اجتماع 14 يونيو الماضي بين وزارة العمل والإصلاح الإداري وجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج.. أمن على ضرورة (ضبط هجرة السودانيين إلى الخارج وإنشاء ملحقيات عمالية بسفارات السودان بالخارج خصوصًا منطقة الخليج بما يساعد على إنهاء الظواهر السالبة)!
الخبر لم يشر من بعيد أو قريب أو يتطرق إلى قضية المهاجرين الذين يواجهون خطر الموت غرقًا في عرض البحر، ولا إلى العنف الذي يواجهونه في عدة بلدان، ولا إلى الابتزاز واستغلالهم من قبل المهربين ونهب أموالهم فقط من أجل الحصول على فرصة لجوء إلى أوروبا أو دول أخرى تتوفر فيها أبسط أشكال الكرامة الإنسانية لهم، بينما كل هم السلطات في الخرطوم هو ضبط السلوك والمراقبة!!
الميدان

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..