المخدرات تتحدى الحكومة

أسماء محمد جمعة
منذ سنوات والحكومة تتحدث عن اهتمامها بمكافحة المخدرات، ومن أجل ذلك أنفقت الكثير من الأموال عبر برامج كثيرة، ورغم ذلك يزيد انتشارها وتعاطيها وتجارتها، وكل عام تكشف لنا عن زيادة في جرائم المخدرات والقبض على عدد كبير من التجار والمتعاطين ومرتكبي الجرائم التي من خلفها المخدرات، ورغم هذا الحال لا يتحسن وكأنها لا تفعل شيئاً، بالأمس فقط كشف وزير الداخلية عن ارتفاع بلاغات جرائم المخدرات من أبريل 2017 وحتى مارس 2018 إلى 10.901 بلاغ، إذاً السؤال الذي يفرض نفسه لماذا كل الحكومات استطاعت أن تتحدى المخدرات ما عدا حكومتنا؟!.

يقيني أن الطريقة التي تتبعها الحكومة هي التي تساعد على انتشار المخدرات تجارة وتعاطياً، لأنها تعالج العرض وتترك المرض.

معلوم أن السبب الأول والأخير وراء انتشار المُخدّرات في السودان تعاطياً أو تجارةً هي سياسات الحكومة التي أفقرت المُواطن وجهَّلته وعطّلته وأغلقت أمامه كل أبواب الرزق الحلال، بل وأصبحت تقتات منه حتى حرمته الحياة الكريمة، وكثيرون وجدوا ضَالتهم في تجارة المُخدّرات، وإن لم توقف هذه الأسباب وتعيد الحكومة للمواطن كرامته وتوقف الدوافع التي أسهمت في انتشار المخدرات ستزداد البلاغات كثيراً ليس كل عام بل كل يوم.

مُحاربة المُخدّرات تحتاج إلى أفكار جديدة غير جُهُود الحكومة المبنية على قصر النظر، فكثير من الدُّول استطاعت أن تُخفِّض تجارة المُخدّرات بدرجة كبيرة رغم تأريخها الطويل فيها، فقط لأنّها تمكّنت من ضمان الحياة الكريمة لمُواطنها عبر برامج تنموية واقتصادية فعّالة، أي إنها أوقفت الدافع لمُزاولتها، وهذا قطعاً يقلل من تعاطيها، مثلاً نجحت جمهورية لاوس ? وهي ثالث أكبر منتج للأفيون في العالم ? في تخفيض المساحات المَزروعة بنسبة 90%، من خلال جذب العاملين فيه إلى مشروعات أخرى مجدية، واستطاعت باكستان من خلال برنامج التنمية البديلة القضاء شبه التام على إنتاج الخشخاش، وهناك تجارب أخرى كثيرة يمكن الاطلاع عليها والاستفادة منها.

ضمان الحياة الكريمة والأمن والاستقرار هو الحل الأمثل لكل المشاكل الاجتماعية التي ظهرت في المجتمع السوداني بسبب تدهور الاقتصاد والخدمات والإهمال الرسمي من قبل الدولة، أما هذا أو أن انتشار المخدرات سيستمر، وهنا لا بد أن أوضح أن المشكلة الكبرى تكمن في الذين يتولون أمر مكافحة المخدرات، وهؤلاء طريقة تفكيرهم أخطر علينا من المخدرات نفسها.

في العام الماضي في تنوير عن الجهود التي تقوم بها الحكومة لمحاربة المخدرات والمعوقات، تحدث مدير الإدارة العامة للمكافحة عن جهود كبيرة تبذل تستهلك الكثير من المال والزمن، وتحدث آخرون عن علاج الإدمان وما يواجهه من معوقات، ولم يتحدث أحد عن الجهود التي تصب في اتجاه ضمان العيش الكريم، سألت مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ماذا بشأن سياسات الدولة في توفير العيش الكريم ومحاربة العطالة والفقر باعتبار إنها الدافع للتجارة والتعاطي؟، فجاء رده صادماً للجميع، إذ قال إن المخدرات انتشرت بسبب الرفاهية التي يعيش فيها الشعب السوداني وليس الفقر، وعليه يجب أن يتوقع وزير الداخلية دائماً ارتفاع بلاغات المخدرات، ما لم تتغير سياساتهم وعقلياتهم تجاه المشكلة.

التيار

تعليق واحد

  1. الحكومة من تجلب المخدرات بالحاويات وتتستر على المجرمين والمتاجرين النافذين الما عندهم دين أولاد الحرام. حاوية ما عندها سيد دي ما حصلت الا في حكم الكيزان القذرين الحاقدين الواحد منهم ببيع اخته وامه كمان من أجل المال السحت الله ينتقم منهم دنيا واخرة

  2. دعم اللهم امين ياااا اخووووي حكومة السجم دي اي شي تتوقعوو منهم جزم وتافهين يااا كيزان الاول فيكم البشيرررر كبيررر المفسدين علي الارض

  3. الحكومة من تجلب المخدرات بالحاويات وتتستر على المجرمين والمتاجرين النافذين الما عندهم دين أولاد الحرام. حاوية ما عندها سيد دي ما حصلت الا في حكم الكيزان القذرين الحاقدين الواحد منهم ببيع اخته وامه كمان من أجل المال السحت الله ينتقم منهم دنيا واخرة

  4. دعم اللهم امين ياااا اخووووي حكومة السجم دي اي شي تتوقعوو منهم جزم وتافهين يااا كيزان الاول فيكم البشيرررر كبيررر المفسدين علي الارض

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..