كنوز الملك سليمان بحلتنا…

انا كنت غائبا،سفري السرمدي الذي لا ينقطع، وصلت القرية بعد صلاة العشاء،كانت غارقة في العتمة ،الكهرباء كانت مقطوعة،ولكن حمدا للرب ،كان هناك نسيم عليل.
طايبت امي واخواتي ومن تيسر، قاموا لصنع العشاء ،اخبرتهم اني قد اكلت فولا بزيت سمسم في مسيد ود عيسي،كان بي شوق لذلك،اكلت بمتعة وسعادة،ذلك ان نسيم دعاش الخريف كان هابا،جوا لطيفا وحبيب.
ورغم تعب رحلة طيران معلقا في الجو،قريبا من السماء،مسار واحد كان ستة عشر ساعة،خمس ساعات اخري ،ثم خمس اخر،اكثر من يوم طيران،ونصفه انتظارا في المطارات،،رغم كل ذلك،كنت في اتم اليقظة والنشاط..
في اخر الليل،اويت الي الديوان ،كان ود النويري في الانتظار،السرائر في براحه ،تهبب ملاءتها. كان واضحا ان هناك امرا مخبا ،امرا اكبر من ان يستطيع حجبه..
– قال لي ما اظنك عرفته.
كنت واثقا من النظرات والهمهمات بين امي واخواتي وزوجة اخي ان هناك امرا ما,
– الجماعة لقو الكنز،تماثيل ومنحوتات واواني ومشغولات وعدة من الذهب،ذهب خالص ،تفوق حمولة الكنتر ده،ذهب ما انزل الله به من سلطان..
قلت ان ودالنويري لا بد قد دروش،هذه السبحة والاوراد مع فلس دائم تدروش بولي دع عنك صديقي المسيكين ود النويري..
قلت اجاريه..
الجماعة منن.
– قال لي صاحبك ود جريفات..
وعباس صديقي ود جريفات ،هو والد زوجة محمد اخي.
في تلك اللحظة ظهر محمد في فناء حوش الديوان..
قال محمد،،
– ااي صاح،،الكنتر ده ما شالو،،تماثيل دهب عجيبة…..
وتلخبت في الكلام….
2

الان اتيقن مما ظل يردده ابي كل ان وحين…
– الحلة دي راقده فوق كنوز لحضارات قديمة عجيبة ..عاصمة لممالك موغلة في القدم،وضاربة بجذورها في دهور قديمة .
انا نفسي كنت دائما في شك مستمر،ان احشاء جوف حلتنا بها امر غير معتاد،تؤكد ذلك برم وبخس مستفة ذهبا ،تخرج قصة يتداولها السمار وينفيها المحظوظون،وتؤكدها قرائن وشواهد يراها كل حصيف..
ثم لماذا كان قد جاء هؤلاء الخواويج الالمان،عسكروا بالياتهم العجيبة امام القرية،،شهور عدة صنعوا حفرة ضخمة،،مساحتها ميل مربع،عميقة وغامضة،لماذا كانوا ودودين كرماء،يوزعون العطايا والهبات،ثم لماذا تركو كثيرا من اشيائهم ورحلو ذات مساء…
ما سر الغرباء الذين يداورون يملاؤون الجهة…
الان عرفت السر الذي جعل الخواجة البولندي يعرض علينا ذلك المبلغ الخرافي لنؤجر لشركته ارضا قدام الحلة…
بحلتنا سر نجهله…
ناداني ود النويري
– شوف يازول ما حتصدق لمن تشوف،حتي الان الامر محصور في نطاق ضيق،،عباس في انتظارك،،كل يوم تخرج التماثيل والتحف الذهبية الخالصة بصورة مذهلة،،بكره بتشوف براك…
بس اركز.
– ااي اركز،،،الامر عجيب…
3
نمت ام لم انم ،،والله لم ادري…
كنت طوال ماتبقي من الليل تطارد في موميات من ذهب،تماثيل لالهة ،ملكات وثعابين ،ويصل الحلي في اذني حتي خشيت الصمم،،سمعت منادي الصلاة الاول،،يرفعه حسن،الارق الذي لا ينام،اكثر من ساعة من تباشير الفجر،،فتحت عيني،،نظرت فاذا عباس بطوله امامي..
تسالمنا،،ليس كثيرا كما اعتدنا،كان مجهدا وقلقا،،،قال قم،،،وتبعته…
اعذر كل من يظن في ما اقول الاساطير،،ولكني هاانذا الباحث عن الحقيقة والحق،الجوال في الافاق،من ادمن قراءة الالواح والمدونات القديمة،من داور في متاحف لا تحصي،رايت خوارق البيرني بموزمبيق،كجور السحرة بملاوي،كهف الانسان الاول،حضارة المايا،ومجد اسلافنا العظام مشوا به من شمال السودان،حتي مصر ،مدنا تحت الارض بسودري،واهرامات بلادي المنهوبة المحجوبة التي لا يضارعها مثال ولا شبيه في عموم الزمن القديم،،.
اقول لكم ياسادتي ،فليصدق من يصدق،ليكذب من يكذب ،ما راته عيناي هاتين زلزلني زلزالا حتي انهم اسندوني…
كنت قد وجدتهم يحرسون الصالون الضخم المبني حديثا ملحق ببرندة واسعة ،وجدت عثمان ودالخدر واخوه الحاج،عثمان كان متسلحا بساطور ضخم،كان هناك عوض الكريم وعثمان اخي،ود عبدالرحيم واربعة اخرين،،،
شلع عباس بطاريته في وسط الصالون بعد ان ادخلني واوصد بابه…
لو قلت لكم الان مارايت،العيون التي تتراقص من الزمرد والزهب والفضة الاوني التماثيل المشغوليلت الخرز الحجول الاقراط الزمام الثعابين الطيور..
كل ذا من ذهب وفضة…
ياقوم ،،كان هذا مارايت تلك الساعة…
ثم انهم سندوني،،خرجت للبرندة فلقد عجزت عن ان اتنفس….
جلست،،،صمت كصمت القبور…
يتبع 4
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..