عبدالوهاب الأفندي: السوبر تنظيم لم يسلم من الانقسام

حوار: محمد الفكي سليمان

** تبدو صورة الأفندي، بالنسبة للكثيرين، أقرب إلى صورة لاعب السيرك الذي شدت له الحبال، وعليه أن يسير فيها محاذراً أن تصيب قدمه موطئا زلقا يدق عنقه الفكري، خصوصاً في السنوات الأخيرة التي شهدت الاختبار الحقيقي للمشروعات السياسية المنسوبة إلى (جماعة الإسلام السياسي)، فقد بدأ الأفندي حياته إسلامياً، ينتمي إلى مشروع رسولي لا يقبل الهرطقة والخلاف، لكن رويداً رويداً انتهى به الأمر “إسلامياً ليبراليا”، إذا كانت هذه التسمية تعني “الإسلام السياسي المعتدل، المتسامح مع الآخر”. ربما انتهى الأفندي إلى ذلك بسبب وجوده الأكاديمي في كبريات الجامعات ومراكز البحث في بريطانيا. وبالطبع، هذا ما أتاح له فرصة أن يعمل ذهنه في اختبار القيم التي تطلق على الآخر المختلف. لكن، يظل التأثير الأكبر للتحولات الكبيرة في تفكير الأفندي، لو جاز الوصف، يظل هذا التأثير مسنوداً إلى الإخفاقات المتفق عليها في تجربة الإسلام السياسي (السني والشيعي)، التي انتظمت المنطقة العربية وبلاد فارس منذ سبعينات القرن الماضي، وهي تجارب لا يمكن أن تمر على باحث مثل الأفندي قبل أن يتبعها بالبحث والتقصي، لتلافي صيغة الإسلام السياسية المشابهة لبيئته الأولى، لا بمعنى التحقيب، إنما من حيث التأويل.

* مرحباً بك، لندلف من بوابة المراجعات؛ متى فكرت في كتابة كتابك (الثورة والاصلاح السياسي في السودان)؟

– تحياتي. كنت قد دأبت منذ قيام ثورة الإنقاذ على كتابة مقال أو أكثر في حوالي الثلاثين من يونيو لإجراء تقييم لأداء الحكومة في العام المنقضي. وفي ذلك العام (1995)، بدأت في ذلك ووجدت أن ثلاثة مقالات، وهو الحد الأقصى المعتاد، لن تكفي، فواصلت حتى بلغ العدد الخمسة والعشرين، فكان الكتاب.

* كنت أول من أشار إلى السوبر تنظيم الذي أكل الحزب لاحقا، كيف لامست هذا التنظيم أول مرة؟

– لم يكن السوبر تنظيم سراً، وقد كانت هناك إشارة واضحة إليه في كتاب الشيخ حسن الترابي “الحركة الإسلامية في السودان” الذي صدر في عام 1990، وإن لم يكن باستخدام هذه العبارة. وقد كانت ملامح هذا التنظيم اتضحت لي أثناء إعداد رسالة الدكتوراه عن الحركة الإسلامية في الثمانينيات، وهي الرسالة التي صدرت مختصرة في كتاب “ثورة الترابي” عام 1991. فقد ظهر من دراسة البنية التنظيمية أن جوانب المال وجوانب العمل السري الأخرى (مثل الاستخبارات والاتصال بالجيش) كانت تقوم بها مجموعة ذات نفوذ خاص، ولا تخضع للتغيير عبر الانتخاب، ولا تكون معلومة لبقية الأعضاء.

* الحركة الإسلامية أقلية انتخابية في السودان، ربما، وفقا لتركيبته الاثنية، والطائفية، وهذا ما قادهم إلى الانقلاب عند التفكير في الحكم.. هل تتفق؟

– ما قاد الحركة للتفكير في الانقلاب لم يكن ضعفها الانتخابي وإنما التهديد الذي مثلته الحركة الشعبية التي أدخلت العمل العسكري إلى قلب السياسة السودانية. وكانت الحركة الإسلامية عانت في مطلع السبعينيات من الانقلاب اليساري الذي اجتهد في تدمير الحركة، وكانت تنظر إلى الأوضاع العربية حيث قامت انقلابات لأحزاب يسارية لا وزن لها أو مجموعات صغيرة من الضباط، كما حدث في سوريا والعراق ومصر وغيرها. وقد قامت هذه الأنظمة الانقلابية بما يشبه الإبادة الجماعية للإسلاميين في بلدانها. وقد زاد هذا الخوف بعد صدور مذكرة الجيش في فبراير عام 1989، حيث ساد الشعور بأن الجيش والحكومة لم يكونا قادرين على مواجهة ضغوط الحركة الشعبية، أو التصدي لها عسكرياً أو سياسياً. وعليه فإن التبرير في ذلك الوقت هو أن الديمقراطية انتهت عملياً مع تدخل الجيش تحت ضغط الحركة الشعبية والحصار الخارجي الذي كان يتعرض له السودان وقتها.

* طالما عجزت الحركة الإسلامية من التحول إلى حزب جماهيري في السودان، أعتقد أن السوبر تنظيم ضرورة؟

– التنظيم السري لم يكن ضرورة قبل الانخراط في العمل السري بعد انقلاب مايو. ولكن العمل السري يستدعي بالضرورة منظمة سرية. وقد كانت الحركة قبل انقلاب مايو تشعر بأنها في بيئة حاضنة مواتية تستشعر الأمن والطمأنينة في إطارها. ولكن انقلاب مايو كشف الخطر الذي يمكن أن تمثله فئة صغيرة معزولة إذا أمسكت بالسلطة.

* انقسام الحركة الإسلامية عام1999م والذي عرف بالمفاصلة، قاده كادرات الحركة في مواجهة التنفيذيين في الدولة، لماذا لم ينقسم السوبر تنظيم برأيك؟

– السوبر تنظيم لم يسلم من الانقسام، حيث أن زعيمه ومحوره الشيخ الترابي، وعدد من كبار مساعديه من أمثال الشيخ إبراهيم السنوسي والدكتور على الحاج كانوا في جانب والبقية في جانب آخر. وفي حقيقة الأمر أن المفاصلة كانت تمثل تمرداً من قبل التنظيم السري على قائده لأنه رأى أن تصرفات الترابي أصبحت تهدد النظام والتنظيم معاً.

* وضعكم كـ(مفكراتية) كان دوما على هامش الحركة كما أوضح ذلك التيجاني عبدالقادر في إحدى مقالاته؟

– في اعتقادي أن التهميش لقطاع المفكرين كان جزءاً منه بالاختيار، بسبب ضعف الإنتاج الفكري، وجزءاً منه مؤسسياً بسبب اعتماد هياكل التنظيم على التعبئة الجماهيرية، ثم في ما بعد سطوة المال والدولة. على سبيل المثال، عندما كنت أعد دراستي عن الحركة الإسلامية في منتصف الثمانينيات، لم أجد للحركة أي انتاج فكري ذي بال، سوى كتابين ومجموعة محاضرات للشيخ الترابي. أما بقية أقطاب الحركة فلم ينشروا شيئاً. ولم تكن الحركة في ذلك تختلف كثيراً عن بقية الأحزاب السودانية التي تميزت بفقر فكري واضح، بما في ذلك الحزب الشيوعي. وقد كانت الاستثناءات وقتها الأعمال التي نشرها الصادق المهدي زعيم حزب الأمة ومنشورات الإخوان الجمهوريين. وفي منتصف السبعينيات، بعد ظهور حركة البنوك الإسلامية وإعلان المصالحة الوطنية، تزايد نفوذ التنظيم السري، لأنه الجهة التي أصبح بيدها توزيع الغنائم والمناصب. وقد زاد هذا النفوذ بعد انقلاب عام 1989، حيث سعى التنظيم السري إلى استقطاب أصحاب الكفاءات إلى صفه. وقد علقت في كتاب الثورة والإصلاح السياسي على الظاهرة الأولى بتسميتها “عقلية أحد”، والتسابق على الغنائم، وعلى الثانية بانتقاد زيادة نفوذ بعض الأجهزة وتخصيص الموارد لها، مقابل الأنشطة الفكرية والثقافية مثل الإعلام. وقد عنى هذا انصراف الشباب عن أنشطة الفكر والعلم إلى حيث المكاسب والمغانم.

* الحركة الوطنية للتغيير هي حركة (مفكراتية) لا أكثر فهي حركة اعتمدت بصورة أساسية على القدرات التنظيمية والأمنية عبر مختلف الحقب؟

– الحركة الوطنية للتغيير هي حركة تصحيحية تأخرت كثيراً، تسعى إلى إعادة التركيز على ما هو أساسي في أي حركة سياسية، ناهيك عن أي حركة إسلامية، وهو التركيز على القضايا الفكرية والأخلاقية. فجوهر أي حركة هو فكرها ومنظومتها الأخلاقية. أما إذا كانت هناك حركة تعتمد على القهر من جهة والرشوة من جهة أخرى، فما هو الفرق بينها وبين الحركات البلشفية مثلاً أو الأنظمة القمعية ذات الموارد النفطية أو غيرها؟ فالإسلام في جوهره هو دعوة، ومحتواه فكري أخلاقي. والمهم إعادة التركيز على الرسالة الجوهرية، وإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب، كما جاء في صحيح التنزيل.

* في مثل هذه الحركات فإن المفكر غالبا شخص واحد، والفكرة واضحة، التنفيذيون هم المطلوبون، ألا تعتقد أنكم اخترتم بأنفسكم أن تكونوا على الهامش؟

– البقاء على هامش الباطل والفساد هو الخيار الصحيح، ولكن بالعكس أعتقد أن الرسالة الأخلاقية الصحيحة هي ما يحتاجه الشباب الذي ينجذب غالباً إلى المثل والقيم العليا. والحركة الإسلامية استمالت في بداية أمرها الشباب إلى فكرها وقيمها ومثلها، وكذلك كل الحركات الواعدة. وقد لمسنا في الشباب تعطشاً إلى العودة إلى المسار الصحيح، وهم الذين دفعونا إلى إعلان الحركة دفعاً. وأعتقد أن رسالة الحركة موجهة إلى كل طوائف الشعب السوداني من أجل العودة إلى المسار الصحيح، وهو مسار التوجه الديمقراطي البعيد عن الإقصاء، ومسار الحوار بين كل تيارات المجتمع، ومسار الفهم الأخلاقي الصحيح للإسلام وقيمه. وهذه رسالة تقدم نفسها بنفسها، ولا تحتاج إلى إغراءات أو تهديدات من خارجها لضم الناس إلى صفها. ونحن نرى أن واجبنا هو التصدي لهذه المهمة بغض النظر عن العقبات.

* ما حدث لإخوان مصر كيف يؤثر على إخوان السودان؟

– ما حدث في مصر له جانبان، الأول أخطاء حركة الإخوان وعجزها عن طرح صيغة تتوحد حولها القوى الديمقراطية في مصر، على خلاف ما حدث في تونس مثلاً. أما الجانب الآخر فهو سعي فلول النظام القديم إلى العودة إلى نظام القهر والفساد مستغلين أخطاء الإخوان، وانحدار كثير من القوى اليسارية والعلمانية إلى حضيض التعاون مع هذه القوى. وفي نظري أن ما حدث في مصر يعتبر دفعة للإسلام والإسلاميين، وإعلان إفلاس من القوى المنافسة، فقد شهدنا سقوط حامدين صباحي، أحد أبرز رموز التيار الناصري، في حضيض النفاق والتبعية للعسكر، وسقوطه الانتخابي حيث لم يحصل إلا على أصوات قليلة مقابل أكثر من 18% في الانتخابات الديمقراطية. وهذه إعادة إنتاج للأوضاع التي أدت إلى صعود الإسلاميين أساساً، وهي تؤيد حجة الإسلاميين في السودان بأن انقلابهم كان صحيحاً، لأنهم لو سمحوا بحدوث ما حدث في مصر اليوم عام 1989 لكانوا جنوا على أنفسهم وعلى السودان. ولا يعني هذا أن موقف الإسلاميين في مصر أو السودان كان صحيحاً، لأن صعودهم في الحالين لم يأت بسبب حسن أدائهم بل بسبب سقوط الآخرين. وفي نظري أن العبرة من حالتي مصر والسودان هي الحاجة إلى حركة إسلامية إصلاحية مستنيرة، تستفيد من أخطاء الماضي، ولا تعتمد فقط على أخطاء الآخرين وسقطاتهم. ولعل ما يجب اتباعه هو النموذج التونسي في الانفتاح والتعايش، وليس أي من النموذجين المصري أو السوداني في الانفراد بالسلطة والعنف.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. اذن هذا تبرير الافندي وما يسمى بالحركة الاسلامية لانقلابهم على السلطة(( ساد الشعور بأن الجيش والحكومة لم يكونا قادرين على مواجهة ضغوط الحركة الشعبية، أو التصدي لها عسكرياً أو سياسياً.))
    اذن الحراك السياسي الاجتماعي الذي تقوم به قوي المجتمع السياسية وغيرها لاحتواء مشكلة لها جذور تاريخية وليست مجرد”ضغوط الحركة الشعبية” هذا الحراك بما فيه من لقاءات كان آخرها لقاء واتفاق الميرغني قرنق كانت عند الافندي وجماعته الساذجة مجرد عدم قدرة على التصدي للحركة الشعبية مما قادهم [هم القادرين على التصدي] الى عمل انقلاب 198اضاعت فقط ال9 ّّّ!!
    أرأيتم كيف يكون الاسلامويين خارج الدارة تماما وغير منطقيين بالمرة في تحليل او حل اي مشكلة.
    طبعا شهد العالم الفشل المدوي والهائل في تصديهم للحركة الشعبية التي عجزوا عن مواجهتها او وقفها وانتهى الامر الى فصل الجنوب.
    لقد كانت البصيرة ام حمد اعقل بكثير .فهي اضاعت التور والزير فقط اما جماعة الافندي فقد اضاعت فرصة السلام ووحدة السودان وارواح ملايين الناس في حرب الجنوب وسنين عجاف من عمر البلد ليصل الى الانفصال اخيرا.
    هم عنوان الفشل في كل مكان ، الافندي وجماعته

  2. .. دكتور الافندي له بعد نظر وقدرة على التحليل .. ولكن لا بد من عودة الى الوراء ..
    الترابي ليس ساذجا .. ان يترك مذكرة يلوح بها الفريق فتحي احمد علي .. قطب الميرغني .. عند المفاصلة عادت قواعد الميرغني للبشير .. واحدهم صرح للبشير .. كنا نخاف من الثعبان تحت الكرسي .. قال له البشير .. لا تخاف لم يعد هناك ثعبانا .. المفاصلة أصلا صناعة خارجية .. ومخابرات .. لابعاد الترابي .. بعدها فرح حسني مبارك .. حيث اخفق سفيرة فى ترتيب انقلاب فى العام 1989 ..
    اليوم.. على السيد قطب الاتحادي .. يقول : نحن مع السيسي .. وهناك من يود ان يجتمع مع الميرغني فى لندن ..علامة استفهام
    الشيخ ايضا ليس ساذجا .. كذلك محاولة سرقة منزل الترابي خلال أقل من شهر .. له علامة استفهام ؟؟ هل هم مخبرين ؟؟ماذا لدي الترابي لكي يسرق ؟؟؟
    الترابي بعد 1989 جفف بؤر التجسس ..على طول النيل .. ومراقبة بيوت الري المصري وجامعة الفرع .. مصر كانت تصرخ من هذا العمل ..
    منع اجتماع للمعارضة فى القاهرة .. لا يهم الترابي كثيرا .. يقرأ ما وراء الخبر

  3. “ولعل ما يجب اتباعه هو النموذج التونسي في الانفتاح والتعايش، وليس أي من النموذجين المصري أو السوداني في الانفراد بالسلطة والعنف.”

    بعد ايه بعد ايه جئيت تصالحنى بعد ايه

    مهداء للدكتور الارزقى صهر اللوردات

  4. ماعايزين حركة اسلامية
    عايزين عدلواعطاءا الحقوق لاهلها لان الاسلام شوه بواسطة منتسبيه فهو براءة مما يفعل الاخرون باسمه

  5. للاسف تمخض الجمل فولد فأرا ..
    لم تأتي بجديد سيد الافندي فيبدو انكم تعيشون حالة من الفصام والحيرة مابين الافندي المفكر والافندي السياسي الذي ينتمي الى الحركة الاسلامية ::::::::::::::

  6. يقول الافندي في هذا اللقاء: ” … وهذه إعادة إنتاج للأوضاع التي أدت إلى صعود الإسلاميين أساساً، وهي تؤيد حجة الإسلاميين في السودان بأن انقلابهم كان صحيحاً، لأنهم لو سمحوا بحدوث ما حدث في مصر اليوم عام 1989 لكانوا جنوا على أنفسهم وعلى السودان.”

    هذا الرجل ما زال يؤيد انقلاب الاسلاميين لان التبرير ان هذه تمثل “حجة الاسلاميين في السودان” ينسفه بختام الجملة “لكانوا جنوا على انفسهم وعلى السودان” هل يوجد عمى اكثر من ذلك؟ هل توجد وصاية اكثر من ذلك؟ الرجل لا يثق في القوى السياسية ولا يأتمنها على السوان حتى تاريخه وقبل ذلك يعتقد ان القوى السياسيةالاخرى كانت في الطريق لنسف الاسلاميين تنظيما وافرادا! هل يوجد وهم اكبر من هذا؟ بهذه الالاعيب يديرون السياسة ويجنون على البحوث والدراسات برغم تواجد شخص مثل الدكتور الافندي في ارفع الجامعات البريطانية … لا يمكن بناء الديموقراطية في وجود الاسلامويين والذي لم نسعى اليه من ازالة الاسلامويين نهائيا من الساحة السياسية في البلاد يجب ان يكون موضع نظر بالرغم من انه لم يكن كذلك في يوم من الايام لدى القوى السياسية الرئيسية في البلاد.

  7. شكراً الدكتور الأفندي , أنت من القلائل الذين فتح الله بصيرتهم في وقت مبكر ليروا الخلل. إن أحد مقومات نجاح أي حركة فكرية سياسية أن تكون قادرة على إعادة قراءة الواقع من خارج الصندوق. وأحسب أن الأفندي ممن خرجوا من الصندوق في وقت مبكر مما مكنه من قراءة الواقع فراءة صحيحة.
    التوجه الإسلامي في العالم العربي خصوصاً والعالم الإسلامي عموماً أصبح سمة أساسية إذا قرأنا المشهد من بعده العالمي. ومع إفلاس الفكر الغربي وفشله في الإيفاء بمتطلبات الديمقراطية من عدالة وحرية وقيم إنسانية رفيعة وفي ظل نضوب الساحة من أي فكر منافس للفكر للإسلامي فإن مستقبل الأمة الإسلامية يبشر بازدهار الفكر الإسلامي “الليبرالي” الذي تتزعمه التنظيمات الإسلامية المؤمنة بالديمقراطية وبالحريات وحكم القانون مقابل الفكر المتزمت الذي لا يرى إلا ما يرى. تونس الآن قطع مشواراً بعيداً في هذا الاتجاه وقبلها تركيا وماليزيا والبلاد الأخرى ستأتي تباعاً إن شاء الله.

  8. سلام للجميع

    لأن سوءات حكم الانقاذ وليد الاسلام السياسي في السودان أكبر وأنتن من أن يتم تغطيتها بأكبر الثياب التي تضوع عطرا، لذا كان ﻻبد من تجاوزها وانكارها والبحث عن نموذج آخر كالتونسي أو التركي ” العلماني حسب دستور أتاتورك ” وذلك لإعادة انتاج الانقاذ مرة أخرى “بأيدي متوضئة” جديدة، ولأن سقوط الانقاذ أضحى مسألة وقت ليس إلا فالحذر ثم الحذر من إعادة التدوير مرة أخرى لسبب بسيط أن جماعة الاسلام السياسي “الأخوان” ﻻ يملكون فكرا سياسيا ولا اجتماعيا ولا اقتصاديا من أي نوع كان لإدارة الدولة وﻻ حتى تجربة اكثر من ادارة اتحادات الطلبة، فقط يملكون تنظيما للسيطرة على الحكم ثم بعد ذلك ﻻ يملكون من فعل شئ غير أن يصبحوا فسادا يمشي على الأرض وﻻ يتركون أحدا به نزعة رشد أو تطهر أو صاحب خبرة أن يشاركم حكمهم، لا يملكون حتى فضيلة رجل الرواية الشعبية الجاهل العنصري الذي ازاح امام الجماعة حافظ القرآن لأنه كان رقيقا ثم بعد أن كبر هو إماما التفت وراءه قائلا ” اقرأ يا عبد “.

  9. دار حديث كثير حول كيفية حكم السودان وما هي الفرص وما هو الممكن لتجميع كل هذه الشعوب في طريق واحد يتيح لها حقوقها ويفتح الطرق امام تطورها ويؤمن حرياتها قبل كل شيء. تركيا التي يباركها الاسلامويين اليوم كعبة لهم بلد علماني على النهج الاوربي لا فرق بينه وبين اي بلد علماني اخر في اوربا او بقية بلدان العالم … هل يوافق الاسلامويين على تطبيق النظام السياسي والدستوري الموجود في تركيا على بلدان مثل السودان وايران وغيرها من الدول؟ لن يصيبنا الوهم ولن تخدعنا حالة الفصام هذه، في الداخل مع الدولة الدينية، وفي الخارج مع تركيا العلمانية، كيف الحل اذن؟

  10. * مكانك الطبيعى هو “الأزهر” او احد المعاهد الدينيه, يا دكتور.
    * فانت لا تصلح لأن تكون فى الجامعات البريطانيه, و انجلترا هى معقل الديمقراطيه الليبراليه, كما تعلم.
    * و يبدو لى انك لم تستفد من وجودك “الرفيع” هناك شيئا, و لم تتعلم شيئا:
    * انت “اسلاموى” مكابر و مهووس مثل “إخوانك هنا” و فى مصر, و ستظل, حتى و إن اعلنت إلحادك اليوم.
    * انتم تعيشون و “تنغنغون” فى مجتمعات “الحريه و العداله و حكم القانون”. لكنكم تتشدقون, بل تفرضون على الغلابا و المساكين “إسلاما” خارج من رؤوسكم المتبلده و الفارغه, و من نفوسكم الحاقده و المريضه. كانت من النتائج السالبه الكثيره لفكركم الظلامى هذا, الأوضاع الماساويه التى تعيشها البلاد و العباد فى السودان اليوم, بل يعانى منها الدين نفسه فى شتى بقاع الأرض.
    * و بعد كل الذى حدث منكم و من تنظيمكم و فكركم الظلامى خلال 25 عاما, تطل علينا انت, ايها “الأفندى “, لتحدثنا مخادعا و مخاتلا و مكابرا, عن “حوجة جديده”- و انا اقتبس من حديثك:
    “الحوجه الى حركه إسلاميه إصلاحيه و مستنيره, تستفيد من اخطاء الماضى..”!!:
    * هل يمكن ان يصدر مثل هذا القول من رجل “إسلاموى” فج, ناهيك عن كونه باحثا و كاتبا و مفكرا!!. فإذا كانت “حركتكم و شريعتكم” هاتين خاضعتان- كغيرهما من الأفكار و المناهج- ل”الإصلاح”, و تتطلبان “الإستناره” و “الإستفاده” من الأخظاء, بمعنى انها تعتمد منهج”التجريب والخطأ”(Trial & Error), فلماذا تحتكرون الدين؟ و لماذا تدعون انكم تمثلون الله فى الأرض؟ و لماذا تكابرون, ان “الحقيقه” عندكم وحدكم, و الآخر علمانى او كافر او ليبرالى او طابور خامس…!!!
    * خذها منى يا الافندى, انت “إسلاموى مريض”, كغيرك من المتاسلمين. لن تتغير و لن تتبدل و لن تتعلم. و المرض المزمن الذى تعانى منه, قد الم بك , و كبر و ترعرع و نشأ معك, منذ صباك الباكر. فلا فكاك منه, و إن اردت, و مهما حاولت.
    * فالمثل الشائع يقول: “كان تابت, تتعر..”. و نسال الله لك حسن الخاتمه.

  11. والله كل دعاة النظام الإسلامى أو جلهم للدقة من المنافقين والكذابين يموتون هوى وحبا للسلطة ويخشون فراقها وآخر من يخشوه هو الله جلت وعلت قدرته!!!! بالله تونس نموذج؟؟؟ فبعد فشلكم وفسادكم فى السودان وبداية عهد الفرعنة فى مصر وتقسيمها ثار الشعب المصرى والعالم أجمع إتخذ من السودان مثالا على الفشل والفساد وبدأت تونس كالسودان تغتال المعارضين فى النهار وهاج وماج الشارع وثارت مصر وأقصت الأخوان لهذا أوعزتم للغنوشي بالإنحناء للعاصفة التى كانت ستطيح بنظامكم الإجرامى والذى أظنه قد بدأ فى أخونة الجيش والشرطه والأمن وحتما سيأتى يوم تقولون للشعب التونسي نحن ربكم الأعلى !!!إنقلابكم فى السودان حلال وثورة الشعب المصرى ضدكم حرام ؟؟؟أعوذ بالله !!!وجدت أميا لايقرأ الحرف يدافع عنكم وكأنكم المرسلون من السماء فأن إبنة يشيد عمارة بتلك الأموال المنهوبه !!!من لايخاف الله حرام على البشر إتباعه أو الخوف منه !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..