مريم ..هي الأقوى ..!

بغض النظر عن الخوض في حقها الذاتي في إختيار عقيدتها فإن المرء لا يملك إلا إحترام حقها في ذلك الإختيار وتلك القناعة ،ولكن ما يثير الإعجاب في شخصية هذه الشابة الصغيرة أنها دافعت باستماتة وصمود عن ما تؤمن به ولم تستسلم لكافة صنوف الإرهاب التنطعي الذي وضعها في خيارات صعبة ، إما أن تتراجع متظاهرة بنفاقٍ وكذب قد يكسبها حياة ولكنها تخسر حيال ذلك ضميرها وإن كان في ذلك مبرر كافٍ للحفاظ على حياتها و حضانة ورعاية فلذات أكبادها رغم أنها قد تخسر زوجها الذي إختاره قلبها ، أوأنها تقتل حداً وهي كما أفادت مسيحية المنشأ والعقيدة ويكون موتها ظلماً بائناً !
فلم تأبه للخيار الآخير رغم قسوته ، وهو ما أحرج السلطات القضائية التي كانت تتوقع أن مجرد التلميح بخيار الموت هو ما سيرهب الفتاة من أول جلسة إستتابة وبالتالي إنسحب ذلك الحرج على حكومة الإنقاذ التي تدعي الحكم بشرع الله وهو زعم لا يطبق إلا على الضعفاء فأنقلب سحر النفاق و الكذب على السلطات وأصبح فضيحة مدوية تداعت له بالخوف من أعلى هرمها فباتت مريم هي الأقوى بينما خارت قوى الحكومة المنافقة راكعة تتوسل الحل الذي ينجيها من هذا المازق !
ولو أن ألأمر بدأ وأنتهى عند ساحات القضاء الذي تزعم الحكومة استقلاليته رغم بينونة التوجيهات التي صدرت اليه ولو من طرف خفى لإنهاء المشكلة باقل دفقات من ماء الوجه الذي لم يتبق فيه شي ، لما أضطرت الخارجية لإصدار بيان بدت فيه متحزمة وراقصة من شدة فرح الخلاص من تلك الزنقة للجهات التي إعترفت بقسوة ضغوطها عليها حيال هذا الملف ، ثم تعرت عن ورقة التوت الواهنة عند عورتها و تسولت مقابل ذلك التنازل المذل والذي لن يكون الأخير واستجدت الإنعتاق من العقوبات التي تدعي أنها تعيق مسيرة السودان ، والكل يعلم أن المتسبب في تلك العقوبات أياً كانت درجة تأثيرها و المقصود بها هو النظام وليس السودان ولا عقيدة السواد الأعظم من شعبه السمحاء التي ساوم بها نظام الحكم في رهاناته الخاسرة الى درجة التشويه والتنفير ، ولعل مريم ربما لن تكن الأخيرة طالما أن هذا الحكم الفاسد يتخذ من الدين الحنيف حصان طروادة للوصول الى مراميه الخبيثة المتمثلة في تمكين فئة ماسونية مارقة تريد أن تلوي بذراعي الظلم والجور رقبة الحقائق بالكذب والتدليس الذي أظهر خوف هذه الطغمة الظالمة من ظلال الغد وقد لاحت لعيون زرقاء يمامة ثورتنا القادمة باذن الله وبدأت أشجارها تتحرك لكنسهم إن عاجلاً أو آجلاً ،فلكلٍ ظالم يوم لا محالة هو آتٍ !
فالنظام الذي يرتعد من هرشة الغرب في قضية الشابة القوية مريم لن يكن قادراً على مواجهة شعب يتضاعف فيه يوماً بعد يوم إشتعال وغليان مرجل الغبن الذي سيحرق أركانه المهتزة التي ترنحت لدفعة ساعد مريم بقوة قناعتها وصلابة إيمانها التي نحترمها من منطلق حرية العبادة التي كفلها المولى عزّ وجل لعباده .. أنه العالم بسرائرهم ,,سبحانه تعالي .
وهو من وراء القصد .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كان الاولي للحكومة ان توفرالعيش الكريم لمواطنيها الذين فضلوا العيش كلاجئين بدولة اسرائيل وهذا وحده يدل علي ان الحكومة ليس دين ولاضمير

  2. عزيزي الكاتب : كان عليك ان تجعل عنوانك , الغرب هو الاقوى و من المعروف للشخص المطلع فضلا عن محامي مريم ان حكومة الانقاذ لا تقوى على مخالفة احبائها الاعزاء أصحاب الدولار و الدرون المحاكم الدولية

  3. شكرا استاذ برقاوي ،، أولا ان اكبر مصلحة للاجيال القادمة تسببت فيها الانقاذ بنفاقها ولعبها بالدين هي بروز ملامح دولة المواطنة بعد تجربة مريرة وذلك ما سيجعل عقل الاجيال القادمة حاضرا ومستصحبا 25 سنة من الرعب والتخويف باسم الدين البرئ ،،،، والتاريخ الناطق يؤكد أن كمال اتاتورك عندما جاء بمشروعه العلماني لم يأت من فراغ فقد كان الاتراك القائمون على الامبراطورية العثمانية التي ادعت انها الخلافة الثالثة بعد العباسية هي المحفز الاساسي لابعاد الرجل الدين عن الممارسة السياسية في تأسيس تركيا الحديثة بعد أن رأى الناس منها ما رؤا فكانت تركيا الحالية التي فاز فيها الاسلامويون على ركائز العلمانية الاتاتوركية،، لقد بلغ التعامي بالانقاذيين عن الحق ان القدرة الالهية كل يوم تكشف زيفهم ونفاقهم وتخانة جلودهم ولكنهم قوم عدموا الحياء والوفاء،،، سوف نرى ما هو رأي المؤسسة الدينية ممثلة في هيئة علماء النسوان والرابطة الشرعية وهل سيدافعون عن مبدأ حد الردة ويدخلون السجون مثلما دخلها المناضلون محمد صلاح وابراهيم الشيخ وعرجة وغيرهم من اصحاب المبادئ أم سيجدون حديثا ضعيفا يزحلقون به الموضوع للابتعاد من زنزانات كوبر،، ونعلم أن الجماعة بمختلف مشاربهم ومصالحهم الاسلاموية سيقيمون مسيرة مظهرية كجزء من ذر الرماد على العيون ومداراة الخجلة أمام الآخرين مع انهم لا يخجلون وانما المكابرة ،،،،

    من يومنا الاول قلنا ان حد الردة فيه اختلاف ولم يقم النبي هذا الحد في كثيرين ممن آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفرو ،،، والمنافقين الذين كانوا يملأون المدينة ويدسون الدسائس،،، اما حروب الردة فقد كانت بسبب انهم ارتدوا ثم تحولوا الى محاربين يريدون غزو المدينة فاصحت الحالة حالة حرب لا حالة ردة…

  4. تحية كبيرة وتعظيم سلام لك اختي مريم والله انت اشجع سوداني ومبروك خروجك من السجن ولا اقول نيلك الحرية فأنت أصلاً حرة ولن يستطيع كل هذا الضلال من سلبك حريتك التي تؤمنين بها. دمتي وسلمتي عزيزتي مريم.

  5. مريم الرمز…انها رمز من وقف وتحدي الظلاميين الطغاة اعداء الانسانية..
    كما تحداهم من قبل شهيد الفكر والانسانية الاستاذ محمود محمد طه…
    الغريب في الامر الترابي وجماعته قالوا لا يوجد حد الردة في الاسلام…
    انها مريم الشجاعة…

  6. الاستاذبرقاوي لك التحية
    نرجو منك مشكوراً ان تسلط الضؤ علي اخوتنا اللاجئين في دولة اسرائيل هل هم تعرضوا للتنصير او التهويد ام تم تجنيدهم ليصبحوا جواسيس واذا تم تهويدهم او تنصيرهم او اصبحوا جواسيس ضد الوطن فمن هو المسؤؤل كما نرجو من هيئة علماء السودان ان تفتينا في مصير هولائي اللذين تركوا الوطن وطن الاسلام وفضلوا اللجؤ الي دولة الكيان الاسرائيلي… ولماذا لم تحدث ظاهرة لجؤ السودانين الي دولة اسرائيل الا في عهد الخليفة عمر البشير باللة عليك يابرقاوى نريدك ان تكتب في الظاهرة

  7. الأخ الاستاذ برقاوي التحية لك ممكن اطلب منك طلب وهو (يابخت من زار وخفف ) يعني بين فترةوفترة اكتب مقال ما طوالي عشان زوار الراكوبة يشتاقولك يعني خليك تقيل ! وتسلم

  8. ياعاعشق السودان والله برقاوي لوكتب كل دقيقة وكل ثانية نظل نترقب مقالاته مثل ارضاً جدباء تنتظر المطر برقاوي هوالاكسجين وبدونه لاحياة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..