اكسح.. امسح !ا

تراســـيم..

اكسح.. امسح !!

عبد الباقي الظافر

مضى الخليفة الراشد أبوبكر الصديق راجلاً على قدميه بينما قائد جنده إلى الشام يمتطي صهوة جواد جامح.. سيدنا زيد بن سفيان ينتبه للبرتكول والخليفة يثبته على جواده ثم يلقي عليه ببعض النصائح.. الخليفة يطلب من وزيره لشئون الحرب ألا يقتل شيخاً ولا صبياً ولا امرأة ولا راهباً.. الراشد ينتبه لشأن البيئة ويطلب من قائده ألا يقطع شجراً مثمراً ولا يهد بيتاً عامراً.. حتى الحيوانات تجد من بر الخليفة نصيباً.. الخليفة الراشد يأمر جنده ألا يذبحوا من النوق والبقر إلا بقدر الحاجة. وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين خاطب شعبه من سنار.. في ذكرى الاستقلال أرسل وزير الدفاع رسائل مهمة.. واحدة من رسائلة احتفت بها الزميلة الانتباهة وجعلتها على صدر صفحتها الأولى.. وزير الدفاع يقول للجنوب: “شعارنا اكسح وامسح”. مسح العدو يصادم مبادئ الإسلام ويخالف نصوص العهود الدولية.. في غزوة بدر أمر رسولنا الأكرم بإطعام الأسرى قبل المقاتلين.. ربما رمى الفريق عبدالرحيم بكلمة (المسح) ولم يلقِ لها بالاً.. وإذا بالكلمة تهوي ببلدنا في صدام مع البشرية.. كل الصور السلبية عن بلدنا الحبيب كانت حصاد ألسنة قادتنا. غداً ستخرج التقارير الدولية وتؤكد أن وزير الدفاع السوداني هدد بمسح شعب الجنوب من الخارطة الكونية.. وبعد غدٍ سيتلقف خصوم الحكومة التصريح المثير ويتم توظيفه سياسياً.. وفي النهاية تدفع كل البلد الثمن. حسناً.. الفريق عبدالرحيم لا يهتم بواحدة من سوح الخصام.. يرى وزير الدفاع في المحكمة الجنائية حرباً على الإسلام.. وأن نتائج المواجهة ستكون برداً وسلاماً وصلابة على جانب الحكومة.. تحليل النتائج يقول غير ذلك.. الجنائية تجعل بلدنا يدفع ثمناً باهظاً.. صورتنا في المحافل حكومة ترفع السيف على رقاب شعبها.. قيادتنا السياسية لا تعبر الحدود إلا بشق الأنفس وكثير من التدبير. من الأفضل الآن أن يوضح السيد وزير الدفاع مقاصده من سياسة المسح.. مثل هذا المفهوم يعوق كثيراً تقدم العلاقة مع دولة الجنوب.. من الصعب لدولة أن تتعاون مع دولة أخرى تضمر لها مثل هذا الشعور.. هذا التصريح أكثر ضرراً من حديث (الحقنة) الذي سارت به الركبان وبدت نتائجه واضحة في اختيار الشعب الجنوبي للفرار الجماعي من بلد يستكثر عليهم جرعة الدواء. مطلوب الآن من وزير الدفاع توضيحاً يؤكد فيه ما وراء المعنى الظاهر من كلمة (المسح) التي جعلت الصحف الموالية للحكومة تبتسم وتبرز التصريح الذي كان يحتاج إلى استخدام فقه السترة.. أو يعتذر علانية عن زلة لسان سيادية. ليس وزير الدفاع وحده الذي يقع في مثل هذه الزلات المكلفة.. بعض من كبار ساستنا تحت تأثير المؤثرات الحماسية يقولون ما لاينبغي قوله.. ثم يستنكفون عن الاعتذار. أخشى أن تأخذ وزير الدفاع العزة بالإثم.. ويرى في التوضيح أو الاعتذار رضوخاً لقوة تضمر الشر لبلدنا.. هذا التصريح يهزم المبادئ الإسلامية التي يحسب الوزير أنه يدافع عنها.

التيار

تعليق واحد

  1. فلتان اللسان و رمي الكلام على عواهنه دليل جهل و سفاهة، و قادة الانقاذ الذين يعيشون في البروج المشيدة في قلب الخرطوم و خلافها و تحرسهم الجيوش المجيشة، و تاتيهم اموال العباد لتستقر في خزائنهم لا يهمهم ما يصيب الوطن و لا المواطن، و لا يتخيرون الفاظهم حتى غدت حجة عليهم و تدنوا الى استخدام المفردات السوقية الممعنة في السفه و سوء الادب.. للاسف رئبيس البلاد يقود حملة السوقية تلك مع مساعده حامل الدكتوراه و بقية جوقته!
    ما زال تصريح الرئيس في اعلان الحرب على دارفور ب "اطلاق يد الجيش في دارفور" و وصية القائد " المسلم" بانه " لا يريد اسيرا و لا جريحا" حجة عليه دينيا و اخلاقيا و قانونيا… فان لم يجد اوكامبو اي دليل مادي ضد الرئيس فهذه التصريحات فقط تكفي لادانته!
    وزير دفاع المشير يتبع سنة الانقاذ في التصريحات غير العقلانية و غير المسئولة، و لعل طلب المحكمة الجنائية له جعلته مثل رئيسه يعمل بسياسة على و على اعدائي
    مساكين هؤلاء القوم

  2. جاء في كتب السيرة في غزوة خيبر أن أبو بكر أخذ اللواء ولم يفتح له فانصرف ، ثم أخذها من الغد عمر فرجع ولم يفتح له ، ثم أخذها عثمان ولم يفتح له ، فأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله : إني دافع الراية غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ، ولا يرجع حتى يفتح الله له ، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا ، ثم قام قائما ودعا باللواء والناس على مصافهم فدعا عليا وهو أرمد ، فتفل في عينه فبرئ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية فقال علي : يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : أنفذ على رسلك تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)
    أما المشير البشير والذي بايعته الحركة الإسلامية في السودان يقول للمتوجهين للقتال في دارفور ( منارة الإسلام في إفريقيا) وليست معقل يهود – يخاطبهم قبل التوجه ( ما داير أسير ولا جريح) ? هناك من ينكر ذلك ولكن ما قاله قائد الجيش السوداني (امسح وأكسح) يؤكد هذه العقلية التي لم يتبرأ منها شيوخ الإنقاذ ? هذه العقلية هي التي تقود الحروب الجهادية ضد ( مواطنين مسلمين ) وليس يهود خيبر
    الإسلام يحثنا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – والمسلم من سلم الناس من يده ولسانه والإسلام يحثنا على محاربة المنكر وإزالته باليد وباللسان وبالقلب وهو اضعف الإيمان – إذن علينا أن نستنكر هذه التصريحات ومن لم يستنكر فهو آثم

  3. قائد الجند هو اسامة بن زيد وليس يزيد بن سفيان معذورفانت لا تركز فى حقائق الدين والتاريخ بقدرالتركيز و62الدقة والمراجعة فى الكلام الذي ينتقد الحكومة حتي لا تتعرض الجريدة للتقفيل والتطفيش

  4. كسح يكسح اكتساحا ……………… مسح يمسح مسحا …..
    كسح تعني هزم اعداءه في ارض المعركة …………. ومسح تعني ازال اثرهممنوجه الارض بمعنى لا اسير لا جريح وقد فعلها اسلافه من جيش كتشنر في معركة كرري فبعد ان قضى على 11 الف في ارض المعركةوالذين حصدهم المدفع المكسيم رجع في اليوم الثاني واصدر تعليماته بالاجهاز على الجرحى في ارض المعركة وكانوا 16 الف بحجة عدممقدرة علاجهم وبهذا يكون شهداء كرري 27 الف شخص وهو رغم فداحته ومن قوة غاشمة ومحتلة ومنتقمة من مقتل غردون إلا انها لم تصل الى ضحايا دارفور والجنوب وجنوب النيل الازرق وجبال النوبة وامري والاعوج وبيوت الاشباح وبورتسودان وضباط رمضان ومازالت الساقية لسع مدورة والطاحونة شغالة

  5. يابن الظافر ان تعاليم الدين واخلاق رسولنا الكريم في الحروب كاطعام الاسرى وعدم قتل الشيوخ والاطفال والنساء لاتصدر بتوجيهات من عبدالرحيم او البشير هذه قيم وموروثات عقائدية يجب ان يعمل بها الجنود في ميادين الحرب وان لم يتربوا عليها فلافائدة وحتى لو اصدر القائد في الحرب اوامره بالكسح والمسح او لا اسير ولا جريح يجب ان ينفذوا تعاليم رسولنا الكريم مش تعليمات البشير وعبدالرحيم.

  6. يا شيخ تلب

    يكون قاصد امسح الزبادى واكسح العدس ولا شنو يابقه

    بالغت عديل لسه مانسيتو الزول ده بقت عندو فوبيامن الزبادى والعدس

  7. صاحب مقولة الحقنة..التى ساعدت فى فصل الجنوب…أين هو الآن؟؟؟

    فى مزبلة الإنقااااذ !!!!! والجزاء من جنس العمل ..يا ظااااافر

  8. الاخ الظافر والاخوة القراء/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ما فتئ كتاب الرأي والمعلقون يصفون ما يتفوه به ولاة أمرنا "بزلات اللسان"، ولكن علماء النفس لهم رأي آخر. يحدث كثيرا أن ترى أحدهم يقول كلاما هو في مخيلته ولا يريد التصريح به ولكنه يخرج رغم أنفه، وهذا يسمى الاسقاط عند علماء النفس. انا أظن، وإن بعض الظن إثم، أن ولاة إمرنا فعلا هذه سياستهم. ووقائع الحروب التي يديرها جيشنا الوطني تدل بما لا يدع مجالا للشك على ذلك. فبدلا من أن ننصح القادة "بتزويق" ما يقال للإعلام، علينا أن ننصحهم بالإلتزام بتعاليم الدين الحنيف في التعامل مع الخصوم، إذ لا يمكن أن يستقيم الظل (الكلام المدغمس) والعود (النية) معوج! علينا أن نسعى جميعا إلى حقن الدماء، مسلمة كانت أو غير ذلك. ونسأل الله للجميع الهداية إلى سبيل الرشاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..